الاربعاء 07 مايو 2025 | 01:19 مساءً
يبدأ الكرادلة الكاثوليك الرومانيون، اليوم الأربعاء، مهمة انتخاب بابا جديد، حيث سيعزلون أنفسهم عن العالم الخارجي حتى يتم اختيار الشخص الذي يأملون أن يتمكن من توحيد كنيسة كاثوليكية عالمية تعاني من التنوع والانقسام في آنٍ واحد.
طقوس اختيار بابا الفاتيكان الجديد
في طقس تقليدي يعود إلى العصور الوسطى، سيتوجه الكرادلة إلى كنيسة سيستين الشهيرة بلوحاتها الجدارية داخل الفاتيكان، وذلك عقب قداس عام يقام في كاتدرائية القديس بطرس، ليبدأوا بعدها اجتماعهم السري لاختيار خليفة للبابا فرنسيس، الذي توفي الشهر الماضي.
ومن غير المتوقع أن يُنتخب البابا الجديد في اليوم الأول من المجمع، إذ لم يحدث ذلك منذ قرون، ومن المرجح أن يستمر التصويت عدة أيام قبل أن يتمكن أحد الكرادلة، المعروفين بقبعاتهم الحمراء، من الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة ليصبح البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة.
الدخان الأسود والدخان الأبيض
في اليوم الأول، سيُعقد اقتراع واحد فقط، على أن يُسمح لاحقًا للكرادلة بالتصويت أربع مرات يوميًا. سيتم إحراق بطاقات الاقتراع بعد كل جلسة، حيث يشير الدخان الأسود المتصاعد من المدخنة على سطح الكنيسة إلى عدم التوصل إلى قرار، بينما يدل الدخان الأبيض ودق الأجراس على اختيار زعيم جديد للكنيسة التي تضم 1.4 مليار مؤمن حول العالم.
ويتجاوز تأثير البابا حدود الكنيسة الكاثوليكية، إذ يمثل صوتًا أخلاقيًا عالميًا ودعوة دائمة للضمير لا يستطيع أي زعيم عالمي آخر مضاهاته.
وخلال قداس أقيم صباح الأربعاء في كاتدرائية القديس بطرس قبل بدء المجمع، صلى الكرادلة أن يعينهم الله على اختيار بابا يمارس "العناية اليقظة" للعالم بأسره.
وفي خطبته، دعا الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري زملاءه الكرادلة إلى تنحية كل الاعتبارات الشخصية جانبًا، والتركيز فقط على خير الكنيسة والإنسانية عند اختيار البابا الجديد، ويعتبر "ري"، البالغ من العمر 91 عامًا، هو عميد مجمع الكرادلة، ولن يشارك في التصويت نظرًا لتجاوز عمره السن المحدد وهو 80 عامًا.
وقد عبّر الكرادلة في الأيام الماضية عن آراء متنوعة بشأن ما يأملون أن يتمتع به البابا المقبل، فبينما يدعو بعضهم إلى الاستمرارية في نهج فرنسيس المنفتح والإصلاحي، يطالب آخرون بالعودة إلى التقاليد القديمة، مؤكدين حاجتهم إلى بابا أكثر تحفظًا وتوقعًا.
وسيدخل 133 كاردينالًا من 70 دولة إلى كنيسة سيستين، وهو عدد قياسي مقارنة بـ 115 كاردينالًا من 48 دولة في المجمع الأخير عام 2013، ويعكس هذا الارتفاع جهود البابا فرنسيس في توسيع رقعة الكنيسة لتشمل مناطق نائية ذات عدد قليل من الكاثوليك.
المرشحين لانتخابات بابا الفاتيكان
لم يظهر حتى الآن مرشح واضح، رغم أن الكاردينال الإيطالي بيترو بارولين والفلبيني لويس أنطونيو تاغلي يُعدّان من أبرز الأسماء المطروحة، إلا أنه، وفي حال عدم تمكن أي منهما من الحصول على الدعم الكافي، من المرجح أن تتحول الأصوات إلى مرشحين آخرين، حيث قد يتجمع الكرادلة الناخبون وفقًا للانتماء الجغرافي أو العقائدي أو حتى اللغة المشتركة.
ومن بين الأسماء الأخرى المطروحة جان مارك أفلين من فرنسا، وبيتر إردو من المجر، وروبرت بريفوست من الولايات المتحدة، وبييرباتيستا بيتزابالا من إيطاليا.
ودعا ري في خطبته إلى اختيار بابا يحترم تنوع الكنيسة، مؤكدًا أن "الوحدة لا تعني التوحيد، بل تعني شركة حازمة وعميقة في التنوع".
إجراءات اختيار بابا الفاتيكان الجديد
بحسب التقاليد، سيُمنع الكرادلة من التواصل مع العالم الخارجي خلال فترة المجمع، حيث اتخذ الفاتيكان تدابير أمنية عالية التقنية لضمان السرية، تشمل أجهزة تشويش لمنع أي نوع من التنصت.
وتُظهر الإحصائيات أن متوسط مدة المجامع العشرة الأخيرة بلغ أكثر بقليل من ثلاثة أيام، ولم يستمر أي منها أكثر من خمسة أيام. أما المجمع الذي أُجري عام 2013، فقد استمر يومين فقط.
ويأمل الكرادلة في إنهاء الأمور سريعًا مرة أخرى لتجنب إعطاء انطباع بوجود انقسام داخلي أو شعور بأن الكنيسة تعاني من فقدان الاتجاه.
جدير بالذكر أن نحو 80% من الكرادلة المشاركين في التصويت تم تعيينهم من قبل البابا فرنسيس، ما يزيد من احتمال أن يتبع البابا الجديد سياسات سلفه التقدمية، رغم المعارضة المتزايدة من الجناح المحافظ في الكنيسة.
كما يفكر الكرادلة فيما إذا كان ينبغي اختيار بابا من "الجنوب العالمي" حيث تنمو التجمعات الكاثوليكية بسرعة، كما حدث في عام 2013 عند انتخاب فرنسيس من الأرجنتين، أو إعادة الزعامة إلى أوروبا، أو حتى اختيار أول بابا أمريكي في التاريخ.





0 تعليق