الجمعة 09 مايو 2025 | 02:33 مساءً

إندونيسيا تعيد رسم خريطة وارداتها النفطية
كشفت إندونيسيا عن خطة لتقليص اعتمادها على واردات الوقود من سنغافورة، والتي تمثل حالياً أكثر من نصف احتياجاتها من المنتجات النفطية، لصالح موردين جدد من الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، سعياً لتأمين إمدادات أكثر تنوعاً واستقراراً في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.
إندونيسيا تعيد رسم خريطة وارداتها النفطية
وقال وزير الطاقة الإندونيسي، باهليل لهاداليا، في تصريحات صحفية يوم الجمعة، إن بلاده تسعى إلى إنهاء تدريجي لواردات المنتجات النفطية من سنغافورة، مؤكداً أن القرار لا يرتبط فقط بعوامل السعر، بل أيضاً بالتوازن السياسي والاقتصادي مع الشركاء الدوليين.
وأضاف: "نريد علاقة أكثر توازناً، وسنصل إلى نقطة تنخفض فيها وارداتنا من سنغافورة إلى الصفر".
وتعد سنغافورة مركزاً إقليمياً بارزاً لتكرير النفط وتجارة الوقود، رغم عدم إنتاجها للخام، وهي المورّد الرئيسي لإندونيسيا التي تستورد منها حالياً نحو 290 ألف برميل يومياً من البنزين والديزل، وفقاً لبيانات شركة "سنتوسا شيبروكرز".
ويأتي هذا القرار الإندونيسي في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين عدد من دول آسيا والولايات المتحدة تقلبات كبيرة نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتسعى جاكرتا، في إطار تقليل تعرضها لتلك السياسات، إلى تعميق علاقاتها التجارية مع واشنطن، من خلال زيادة مشتريات النفط وغاز البترول المسال الأميركيين.
وكشف لهاداليا أن خفض الواردات سيبدأ خلال الأشهر الستة المقبلة، مشيراً إلى أن شركة النفط الوطنية "بي تي برتامينا" تعمل حالياً على تطوير مرافق موانئها لتتمكن من استقبال ناقلات عملاقة. كما لفت إلى أن جاكرتا تتجه أيضاً إلى بناء أول احتياطي استراتيجي من النفط، عبر تخزين نحو 10 ملايين برميل، في خطوة تعزز أمن الطاقة القومي.
وتوقعت شركة "سنتوسا" أن يؤدي تنفيذ هذه الخطة إلى تحول لافت في حركة سوق ناقلات الوقود في المنطقة، وربما يعيد تشكيل خريطة تجارة الطاقة في جنوب شرق آسيا.
0 تعليق