استقبل المركز الثقافي الشيخ سيدي أحمد الركيبي بمدينة السمارة، بحر هذا الأسبوع، حفل تقديم كتاب جديد حول تاريخ التوثيق والفتوى لدى قضاة قبيلة الركيبات، حمل عنوان “ببليوغرافيا أعلام ومخطوطات ووثائق قضاة الركيبات أهل عبد الحي”، وألفه الدكتور الخليل الواعر، المتخصص في دراسة التاريخ المحلي والوثائق الأرشيفية.

ءاللقاء جاء بمبادرة من مرصد الصحراء للتنمية والشراكات، الذي تشرف عليه الأستاذة اعزيزة اسماعيلي، في إطار الأنشطة الثقافية التي يرعاها على مستوى الإقليم، وسجل حضورا لعدد من المنتخبين المحليين، وممثلين عن القطاعات الوزارية، وأطر قضائية، إضافة إلى فاعلين جمعويين ومهتمين بالدراسات التاريخية.

ويرصد الكتاب المسار التاريخي لأسرة أهل عبد الحي، التي شغلت مهمة القضاء والفتوى داخل مجتمع الركيبات، كما يوثق جانبا من أدبياتها المكتوبة، من فتاوى ووثائق ومخطوطات، موزعة بين أرشيفات قبلية وخزائن خاصة، تغطي فترة زمنية تمتد من القرن الثامن عشر إلى حدود القرن التاسع عشر.

وخصص المؤلف فصولا لتقديم السياقات الاجتماعية والسياسية التي واكبت بروز هذه المؤسسة القضائية المحلية، وتوقف عند علاقة الأسرة بالمجال الصحراوي وارتباطها ببنية القبيلة، كما استعرض آليات التوثيق التي اعتمدها القضاة في ضبط العلاقات والنزاعات، وما رافق ذلك من تدوين للاتفاقيات والأعراف القبلية.

وقدم الدكتور الواعر عرضا لمحاور الكتاب، وشرح منهجية تصنيفه الوثائق والمصادر، موضحا أن عمله يقوم على جمع مادة أرشيفية متفرقة، ومحاولة تنظيمها وتقديمها في صيغة ببليوغرافية تُسهل الرجوع إليها، سواء من قبل الباحثين أو المهتمين بتاريخ القضاء المحلي بالصحراء.

وشارك في اللقاء أساتذة باحثون قدموا مداخلات حول مضمون الكتاب، من ضمنهم سيدي لغظف بوكرين، محمد دحمان، محمد الدحمي، والوالي جودا، وتركزت ملاحظاتهم على طريقة معالجة المادة التاريخية، وضبط الإحالات، وموقع هذا العمل ضمن الأدبيات التي تناولت تاريخ القضاء القبلي.

حري بالذكر أن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة مبادرات محلية تهدف إلى إعادة تركيب الذاكرة الوثائقية للمجال الصحراوي، وإبراز الأدوار التي اضطلعت بها المؤسسات العرفية في تنظيم الحياة الاجتماعية، في فترة لم تكن الإدارة الرسمية بسطت نفوذها على مجموع التراب الوطني.