التوكتوك , شهدت محافظة الإسكندرية صباح السبت عاصفة مطرية هي الأعنف منذ سنوات، تسببت في شلل شبه كامل للحركة المرورية وغرق عدد من الشوارع والأنفاق الحيوية، أبرزها نفق “سيدي بشر”، الذي تحول إلى ساحة مأساوية بعدما جرفت المياه مركبات وتسببت في خسائر مادية كبيرة.
في قلب هذه الأزمة، وقعت حادثة مؤلمة بطلها سائق تو كتوك فقد مصدر رزقه الوحيد بينما كان يحاول إنقاذ سيدة وطفليها من وسط العاصفة. فمع تساقط الأمطار الغزيرة وتراكم الثلوج، اختل توازنه داخل النفق وغرق بالكامل، ليترك السائق المركبة ويسبح خارج النفق من أجل النجاة بنفسه وبالركاب.
السائق، الذي لم يُكشف عن اسمه، تحدث لوسائل الإعلام المحلية قائلاً: “كنت ماشي في نفق سيدي بشر، فجأة الكاوتش نام، والدنيا كانت بتشتي وثلج جامد، معرفتش أطلع، وسِبت التو كتوك وطلعت عوم”.
بطولة إنسانية لسائق التوكتوك في أحلك الظروف
وروى شهود عيان ما جرى، مؤكدين أن السائق لم يتردد لحظة حين شاهد سيدتين مع أطفالهما يبحثن عن وسيلة تنقلهن في ظل الأحوال الجوية العنيفة. فقرر أن يتحمل المخاطرة ويوصلهن، لكن بمجرد دخوله نفق سيدي بشر، بدأ يفقد السيطرة بسبب مياه الأمطار المتجمعة، حتى توقف تمامًا عن الحركة.
ورغم توقف المركبة، أصر السائق على عدم ترك السيدتين في هذا الموقف العصيب، فساعدهما على المغادرة واستقلال وسيلة نقل أخرى قبل أن يغادر هو نفسه النفق سباحة.
وقال أحد الشهود: “الراجل ده بطل، شاف سيدتين ومعاهم عيال، قال يوصلهم وميسبهمش. محدش ساعده، وكل اللي حواليه كانوا بيصوروه بس، ماحدش حاول يطلّع التوكتوك”.
مبادرة مجتمعية لإنقاذ رزق سائق التوكتوك
الحادثة أثارت تعاطفًا واسعًا من المواطنين، لا سيما بعد أن تبيّن أن السائق يعول أسرة ويعتمد على التو كتوك كمصدر دخله الوحيد. ونتيجة لغرق المركبة بالكامل، قدّرت تكلفة إصلاحه بنحو 25 ألف جنيه، وهو مبلغ يفوق إمكانياته المالية.
وفي لفتة إنسانية، بادر أحد سكان الإسكندرية ويدعى محمد سمسم، ويملك معرضًا للسيارات، بإطلاق حملة دعم لجمع تبرعات لإصلاحه ، إلى جانب مساعدة سائق تاكسي آخر تحطمت مركبته خلال نفس العاصفة، بمساهمة مالية بلغت 20 ألف جنيه.
ويأمل أهالي المدينة أن تستكمل هذه المبادرات لتشمل جميع المتضررين، خاصة أن العاصفة تسببت في أضرار مادية جسيمة وفضحت ضعف البنية التحتية في بعض المناطق.
0 تعليق