يا ترى إيه اللي بيحصل للدولار؟ ليه العملة الخضرا اللي كانت دايما متماسكة بقت بتخسر كل شهر؟ وهل ده معناه إن الدولار بيفقد قيمته؟ ولا فيه حاجة أكبر بتحصل في الاقتصاد الأمريكي؟
الأسبوع اللي فات، الدولار الأمريكي سجل تراجع جديد للشهر الخامس على التوالي، وده بسبب حالة التخبط اللي بتحصل حوالين السياسات التجارية الأمريكية، خاصة بعد القرارات القضائية اللي بتتعارك مع بعض حوالين الرسوم الجمركية بتاعة ترامب.
يعني في يوم المحكمة تقولك "هنلغي الرسوم" واليوم اللي بعده محكمة تانية تقولك "لأ، نرجعها"، ووسط الخناقة دي، ترامب طلع وقال: "أنا هستخدم سلطات تنفيذية علشان أضمن تطبيق الرسوم".
والكلام ده خلا المستثمرين يتخضوا، وبدأوا يهربوا من الأصول الأمريكية، ويدوروا على ملاذات آمنة أكتر، والنتيجة كانت إن الدولار خسر حوالي 10% من قيمته من بداية السنة، والمؤشر بتاعه بيلف حوالين 99 نقطة، وده بيأكد إنه على وشك يسجل خسارة شهرية جديدة.
وفي المقابل، اليورو طلع لـ1.1378 دولار بعد ما طلعت بيانات إن التضخم في ألمانيا بيهدى شوية، والفرنك السويسري كمان حافظ على مكانته، وسعره ثبت عند 0.8225 للدولار.
كمان، الين الياباني، طلع بنسبة 0.3% ووصل ل 143.80 للدولار، بعد ما بيانات طوكيو قالت إن التضخم هناك في أعلى مستوى من سنتين، يعني بنك اليابان ممكن يرفع الفايدة قريب، وده بيزود الضغط على الدولار كمان.
طب إيه الأخبار من أمريكا نفسها؟
بس يا سيدي، في بيانات جديدة بتقول إن التضخم تقريبا ثابت، ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي طلع 0.1% بس في الشهر، يعني المعدل السنوي حوالي 2.1%، بس رغم كده، السوق لسه متوتر والمستثمرين مش واثقين في الاستقرار الاقتصادي.
طب السؤال المهم، هل ده معناه إن الدولار في خطر، ولا ده تصحيح طبيعي وهيعدي، وهل مصر مثلاً ممكن تستفيد من التراجع ده؟، هل هنشوف تحسن في الجنيه؟
ولا لسه الدولار بيفضل ينهار ببطء بس لسه بيكشر؟
بص يا سيدي، دلوقت في زيادة من المعروض من الدولار، لأن الدولة بدأت توفر عملة صعبة أكتر في السوق، يعني بقى فيه دولارات كتير متاحة، سواء من استثمارات جاية من بره، أو من قروض، أو حتى من السياحة والصادرات، فلما المعروض من الدولار يزيد، وسوق الطلب عليه ثابت أو قل، سعره طبيعي ينزل.
عندك كمام، في تحسن في مصادر دخل الدولة بالدولار، زي مثلاً قناة السويس اللي بقت بتجيب دخل كويس، وتحويلات المصريين في الخارج اللي رجعت تزيد بعد ما الدولة بدأت تسيب السعر الحقيقي للجنيه، ده خلا فيه دولارات داخلة أكتر من الأول.
وأخيرا، في قرارات اقتصادية وتشديد رقابة، لأن الدولة كمان بدأت تاخد قرارات اقتصادية مهمة، زي تقليل الاستيراد للحاجات اللي ملهاش لازمة، وده قلل الطلب على الدولار، وكمان البنك المركزي شدد الرقابة على السوق السودا، واللي كانت سبب رئيسي في رفع سعر الدولار في السوق.
أما تأثير ده علينا كمواطنين، فتراجع الدولار معناه إن أسعار بعض السلع المستوردة ممكن تنزل، أو على الأقل ما تعلاش تاني بنفس السرعة، كمان ده بيطمن المستثمرين وبيزود الثقة في الاقتصاد، بس طبعا لسه الطريق طويل، والتثبيت محتاج استقرار أكتر على المدى الطويل.
0 تعليق