غابت عن عالمنا اليوم الفنانة سميحة أيوب، واحدة من أبرز رموز المسرح المصري والعربي، عن عمر يناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة تخطت 450 عملًا، صنعت خلالها مجدًا فنيًا امتد لعقود، لم تكن وفاة سميحة أيوب مجرد رحيل لفنانة كبيرة، بل فقدان لقيمة إبداعية وثقافية شكلت جزءًا أصيلًا من ذاكرة الفن في مصر.
عرفت سميحة أيوب بلقب سيدة المسرح العربي، ولم يكن هذا اللقب مجرد تكريم بل شهادة حقيقية على عطائها المسرحي، ومواقفها التي أثبتت فيها أن المسرح قضية وطنية، ومن أبرز مواقفها، تدخلها لإيقاف قرار إزالة المسرح العائم، ومناشدتها لرئيس الجمهورية للحفاظ على هذا الصرح الثقافي، مؤكدة أن "المسرح لقمة عيش للشعب وتاريخ لا يجوز هدمه".
لم تكن مسيرة سميحة أيوب فنية فقط، بل إنسانية أيضًا، حيث قدمت الدعم والمساندة للعديد من الفنانات الشابات، وفي إحدى الندوات الخاصة بالمهرجان القومي للمسرح، تحدثت الفنانة سميرة عبدالعزيز عن فضل سميحة في دعمها خلال بدايتها، مشيدة بدورها القيادي في الوسط الفني، وتأثيرها في استمرار عدد كبير من الفنانات على الساحة.
وفي مشهد مؤثر من حياتها، تحدثت الفنانة سميحة أيوب في مقابلة إذاعية عن نجاتها من موت محقق أثناء تصوير أحد الأعمال المسرحية، حيث كادت أن تتعرض لطلق ناري بالخطأ خلال تمثيل مشهد باستخدام سلاح غير آمن، واعتبرت هذه الحادثة نقطة تحول جعلتها تراجع كثيرًا من تفاصيل حياتها وتتمسك بالإيمان والامتنان.
لم تُخفِ سميحة أيوب حزنها في حديث سابق عن أصعب لحظات حياتها، وهي وفاة ابنها، واصفةً هذه الفاجعة بأنها "جرح لا يلتئم مهما مرّ الزمن"، وأكدت أن الإيمان بقضاء الله كان عزاءها الوحيد، لكن الألم ظل ساكنًا في قلبها.
وقد أثارت الفنانة سميحة أيوب الجدل مؤخرًا بعد إدراج سيرتها ضمن المناهج الدراسية في مصر، للصف السادس الابتدائي، باعتبارها إحدى الشخصيات المؤثرة في تاريخ الفن والثقافة، ورحبت الفنانة الراحلة بهذا التكريم، مشيدة بما وصفته بـ"فكر جديد وتحضر" في تطوير التعليم، معتبرة ذلك تتويجًا لمسيرتها الطويلة.
0 تعليق