وداعًا سيدة المسرح العربي سميحة أيوب تبوح بأسرار حياتها في حوارها الأخير الذي لم ينشر قبل الرحيل

صوت المسيحي الحر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سميحة أيوب , شكل خبر وفاة الفنانة الكبيرة صدمة للوسط الفني ولجمهورها الكبير، بعد مسيرة فنية استمرت لأكثر من ثمانين عامًا. رحلت عن عالمنا عن عمر ناهز 93 عامًا، لكنها تركت إرثًا مسرحيًا وسينمائيًا خالداً. في حوار لم يُنشر قبل وفاتها، أفصحت عن محطات مهمة من حياتها الشخصية والمهنية، لتودع جمهورها بكلمات عميقة وصادقة.

تحدثت عن تكريماتها، التي وصفتها بأنها من أهم الحوافز في حياتها الفنية، مشيرة إلى أن التكريم من بلدها هو الأهم: “شهادة الدولة التقديرية هي أعز وسام على صدري”. وذكرت تكريمها من رؤساء مصر عبر العقود، من عبد الناصر والسادات، وصولًا إلى السيسي، وأشارت إلى مشاركتها الأخيرة في المهرجان القومي للمسرح 2024، الذي حمل اسمها.

 

البدايات الصعبة لـ سميحة أيوب

البدايات الصعبة لـ سميحة أيوب

البدايات الصعبة لـ سميحة أيوب والطرد من المنزل

روت الفنانة الراحلة بداياتها القاسية، حيث عارضت عائلتها رغبتها في التمثيل، مما أدى إلى طردها من المنزل. كانت مجرد طالبة في الرابعة عشرة من عمرها عندما التحقت بمعهد الفنون المسرحية صدفة، برفقة صديقة كانت تنوي التقديم. ورغم حضورها الباهت حينها، لفتت انتباه اللجنة وأُعجب بها الفنان جورج أبيض، فقبلها كطالبة مستمعة لصغر سنها.

تحكي : “خالي كان سندي الوحيد بعد أن رفضت عائلتي دعمي، طُردت من المنزل، وقضيت سنوات أعيش بدونهما، وهذا أثّر بي كثيرًا، لدرجة أنني لم أكن أضيف اسم العائلة إلى اسمي الفني”. وأضافت أنها استخدمت أسماء مستعارة في بداياتها مثل “سميحة سامي” و”عذراء الربيع” و”ناهد شريف”، قبل أن تستقر على اسمها الحقيقي بعد أن أثبتت وجودها في الساحة الفنية.

 

سيدة المسرح

سيدة المسرح

رسائل الفن والتجارب الإنسانية

تحدثت أيضا عن الفن برسالة واضحة، مؤكدة أن “الفن إحساس ورسالة حضارية واجتماعية”، مشددة على أنه لا يتغير، بل يظل حقيقيًا حين ينبع من القلب. عبّرت عن سعادتها بالتفاعل مع الأجيال الجديدة من الممثلين، وذكرت أنها تعلمت منهم كما علمتهم، وكان فيلم “تيتة رهيبة” مثالًا واضحًا على حب الجمهور من كافة الأعمار لها.

من أبرز أعمالها التي أثارت الجدل كانت مسرحية “المومس الفاضلة”، التي نالت انتقادات بسبب اسمها، لكنها دافعت عنها بشدة، موضحة أن المعترضين لم يقرأوا النص ولم يفهموا رسالته، وقالت: “النقد كان سطحيًا، واعتبروا العنوان مرفوضًا دون الاطلاع على المضمون”.

 

أسرار في حياة سميحة أيوب

أسرار-في-حياة-سميحة-أيوب

أسرار في حياة سميحة أيوب

كما تطرقت إلى علاقتها برواد المسرح مثل يوسف وهبي وزكي طليمات، وروت موقفًا مؤثرًا عندما منحها الأخير استثناءً خاصًا لتصبح طالبة نظامية رغم صغر سنها، بعد أن أعجب بأدائها، ومنحها مكافأة شهرية، ما شكّل نقطة تحول في حياتها الفنية.

واختتمت حوارها بالحديث عن زواجها المبكر من الفنان محسن سرحان، موضحة أنه كان قرارًا غير ناضج، اتخذته في سن 16 بدافع الحلم الطفولي بالفستان الأبيض، ولم يُكتب له الاستمرار.

رحلت سيدة المسرح العربي، لكن سيرتها ستظل باقية، تشهد على إبداع امرأة وهبت حياتها للفن، وتركت بصمة لا تُنسى في قلوب محبيها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق