في تحد إيراني جديد جاء من أعلى مستويات السلطة، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، إن المقترح الأميركي للتوصل إلى اتفاق نووي "يتعارض مع مصالح طهران الوطنية"، وإن بلاده لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، فيما قال مسؤول إيراني إن طهران منفتحة على عقد اتفاق نووي مع الولايات المتحدة يتضمن "إنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم".
وأضاف خامنئي خلال خطاب من ضواحي طهران، في ذكرى وفاة المرشد الإيراني السابق الخميني، أن تخصيب اليورانيوم جزء رئيسي من برنامجنا النووي ولن تتخلى عنه، وقال إن "المقترح الأميركي النووي يتناقض مع إيمان أمتنا بالاعتماد على الذات، ومبدأ نحن قادرون'".
وتابع: "يجب على أميركا وإسرائيل أن تدركا أنهما لن تستطيعا فعل أي شيء فيما يخص الملف النووي الإيراني"، وزاد متسائلًا: "من أنتم لتخبروا طهران إذا ما كان بمقدورها امتلاك برنامج نووي"، مشددًا على أن "البرنامج النووي الإيراني بدون تخصيب اليورانيوم لا فائدة منه، وبلا قيمة".
وتشكل قضية تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف رئيسية بين إيران والولايات المتحدة، مع استمرار المفاوضات النووية بين البلدين.
وقال المرشد الإيراني إن "أميركا لن تستطيع إضعاف برنامجنا النووي، والشعب الإيراني وحده من يحدد مساراته ويقرر ولا ينتظر الضوء الأخضر من أميركا".
وكشف خامنئي في خطابه أن "إيران استطاعت أن تحصل على الدورة الكاملة للوقود النووي"، مضيفًا أن "أميركا تريد تفكيك برنامجنا النووي".
قال دبلوماسي إيراني لـ"رويترز" إن طهران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي لإنهاء النزاع النووي ووصفه بأنه "غير قابل للتنفيذ"، و"لا يراعي مصالح طهران".
وكان دبلوماسي إيراني، قال لـ"رويترز"، الاثنين، إن طهران على استعداد لرفض مقترح أميركي لإنهاء نزاع نووي مستمر منذ عقود، واصفًا إياه بأنه "غير قابل للتنفيذ" ولا يخفف من حدة موقف واشنطن من تخصيب اليورانيوم ولا يراعي مصالح طهران.
وتقول طهران إنها تريد إتقان التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، ولطالما نفت اتهامات القوى الغربية لها بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية.
وقال مسؤول إيراني كبير لموقع "أكسيوس" إن إيران منفتحة على عقد اتفاق نووي مع الولايات المتحدة يتضمن "إنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم، تديره إيران من أراضيها".
وتعد فكرة "اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم" عنصرًا أساسيًا في الاقتراح الذي قدمه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف لإيران، السبت، وسيضم الاتحاد كل من الولايات المتحدة، وإيران ودولًا مثل السعودية والإمارات وقطر وحتى تركيا، وفق "أكسيوس".
وأضاف المسؤول الإيراني: "إذا كان الاتحاد الإقليمي سيعمل من داخل الأراضي الإيرانية، فقد يستحق الدراسة.. ومع ذلك، إذا كان مقره خارج حدود البلاد، فسيكون محكومًا عليه بالفشل بالتأكيد".
وذكر "أكسيوس" أن هذا الرد يشير إلى أن طهران قد لا ترفض عرض ويتكوف رفضًا قاطعًا، بل تسعى بدلًا من ذلك إلى التفاوض بشأن الشروط الدقيقة.
تفاصيل المقترح
وينص العرض على أن الاتفاق النووي سيركز على إنشاء "اتحاد إقليمي للتخصيب"، ضمن الشروط التالية؛ "لن يُسمح لإيران بتطوير قدرات تخصيب محلية تتجاوز تلك اللازمة لأغراض مدنية".
كما يتضمن العرض إلزام إيران بعد توقيع الاتفاق على تقليص تركيز التخصيب مؤقتًا إلى 3%، على أن يتم تحديد مدة هذا التخفيض عبر المفاوضات.
ويشمل أيضًا تقييد النشاط التخصيبي في المرافق فوق الأرض مؤقتًا بالمستوى المطلوب لإنتاج وقود مفاعلات نووية، حسب توجيهات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالإضافة إلى إنشاء "نظام قوي للمراقبة والتحقق"، بما في ذلك "الموافقة الفورية على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
كما يتضمن المقترح الأميركي رفع العقوبات فقط بعد أن تُظهر إيران التزامًا حقيقيًا يُرضي الولايات المتحدة والوكالة الدولية.
ولا تزال الولايات المتحدة تنتظر رد إيران على المقترح في الأيام المقبلة.
وأعرب المسؤولون الإيرانيون بالفعل عن رغبتهم في مزيد من الوضوح بشأن موعد وكيفية رفع الولايات المتحدة عقوباتها بموجب المقترح.
وأفادت مصادر بأن الجولة السادسة من المحادثات النووية بين مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد تُعقد في نهاية هذا الأسبوع في الشرق الأوسط.
ضغوط أميركية
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت، الثلاثاء، إن سياسة "أقصى الضغوط" الأميركية تجاه إيران لا تزال "بكامل قوتها".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس للصحافيين، إن "سياسة أقصى الضغوط الأميركية تجاه إيران لا تزال بكامل قوتها، رغم مساعي واشنطن للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران".
بدورها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن "الرئيس دونالد ترمب أوضح موقفه بشكل جليّ بشأن مقترح مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران".
وأضاف ليفيت أن "المبعوث الخاص ويتكوف قدّم اقتراحًا مفصلًا ومقبولًا للغاية للنظام الإيراني، ويأمل الرئيس أن يتم قبوله. وإن لم يتم، فسيواجهون عواقب وخيمة".
0 تعليق