إبسون تستعرض تجربتها في الحدّ من التلوث البلاستيكي في اليوم العالمي للبيئة

صدي العرب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
استعرضت شركة إبسون اليوم، وعلى لسان بيلا توبينج، رئيس الشؤون الحكومية والاستدامة لدى إبسون الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا ووسط وغرب آسيا، مجموعة من الإجراءات التي يمكن للشركات استلهامها من فلسفة إبسون للحدّ من التلوث بالبلاستيك، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة.

 

ويتم كل دقيقة إلقاء ما يعادل حمولة شاحنة نفايات في مياه المحيط. ومع احتفالنا باليوم العالمي للبيئة 2025 الذي يحمل شعار "التغلب على التلوث البلاستيكي"، فمن الجلي أننا بحاجة إلى أكثر من مجرد تعهدات مؤسسية، إذ نحتاج عوضاً عن ذلك إلى إعادة تفكير جذري بكيفية تصميم الحلول وتخطيطها وتنفيذها.

 

وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تواصل الاستدامة تحولها إلى أولوية إقليمية، فإن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة أصبحت ظاهرة للعيان. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن الفرد المتوسط يسهم في إنتاج أكثر من ستة كيلوجرامات من النفايات البلاستيكية ينتهي بها المطاف في مياه البحار الموجودة بالمنطقة سنوياً، وهو يعتبر المعدل الأعلى عالمياً.

 

إننا نستلهم في إبسون التزامنا الراسخ بالاستدامة من فلسفة التصميم اليابانية القديمة "شو-شو-سي" (Sho-Sho-Sei) التي تعني: مصغرة ودقيقة وكفؤة، والتي بدأ العمل بها منذ أكثر من عدة قرون مضت، ومثّلت ركناً أساسياً للحرف اليدوية التقليدية، والتي أصبحت في الوقت الحالي المنارة التي نسترشد من خلالها حلولنا للتحديات المناخية الحالية. وتعد هذه الفلسفة خارطة الطريق التي انتهجناها في روية الاستدامة 2050 الخاصة بنا والتي نهدف من خلالها لأن نصبح شركة سالبة للكربون وتحقيق مستوى نفايات صفري.

 

حكمة قديمة بأثر معاصر

 

لعل المثال العملي الأبرز لفلسفة "شو-شو-سي" لدينا هو سلسلة طابعات EcoTank التي وبخلاف الطابعات المعتمدة على عبوات الحبر التقليدية القابلة للاستبدال، فإنها تشتمل على خزانات حبر قابلة لإعادة التعبئة. ويسهم هذا الحل المبتكر في خفض النفايات البلاستيكية والمعدنية بنسبة 86% على مدى خمسة أعوام، كما يمكّن المستخدمين من تحقيق وفوارات في الوقت والمال.

 

وتمتد هذه الكفاءة التي نحرص على تطبيقها لتشمل استخدام الطاقة، إذ أن سلسلة الطابعات الخالية من الحرارة المزودة بتقنية (PrecisionCore) تستهلك ما يصل إلى 85% طاقة أقل مقارنة بالطابعات الليزرية المماثلة. ومع وجود عدد أقل من الأجزاء القابلة للحركة فيها، فإن أجهزتنا موثوقة أكثر وتدوم لفترات أطول وتقلل من النفايات بصورة أكبر.

 

وتم اتباع هذا النمط في التفكير كذلك في سلسلة طابعات AM حيث قمنا بإعادة تصميم الأجزاء الداخلية لتقليل حجم المنتج بنحو الثلثين وخفض الوزن بنحو 30%. ونتيجة لذلك، انخفضت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عملية الإنتاج بنحو 36%، كما انخفضت انبعاثات كامل دورة الحياة بنحو 33%.

 

وإننا عازمون بحلول نهاية عام 2025 على المضي قدماً في هذا النهج من خلال استبعاد الطابعات الليزرية على الصعيد العالمي، والتحول عوضاً عن ذلك إلى نماذج الطابعات الحبرية ذات الكفاءة الأعلى في استهلاك الطاقة والتي تسهم في التوفيق بين المسؤولية البيئية والأداء التجاري.

 

إعادة التفكير في سلسلة التوريد

 

لا تقتصر فلسفة "شو-شو-سي" على مستوى المنتجات، بل تتعداه إلى كيفية حصولنا على المصادر، والتغليف، والتصنيع. وإننا نقوم حالياً باستخدام ما يصل إلى 30% من البلاستيك المُعاد تدويره في صناعة الجسم الخارجي للطابعات، كما تحولنا من التغليف باستخدام الرغوة الصلبة إلى بدائل قائمة على الورق، الأمر الذي يقلل إلى حد كبير من البلاستيك الزائد عن الحاجة.

 

ويكمن هدفنا في تحقيق أهداف أبعد من ذلك، إذ نتطلع بحلول عام 2030 إلى أن تكون 50% من المواد المستخدمة في منتجاتنا هي من مواد متجددة أو مُعاد تدويرها، ما يقلل اعتمادنا على استخدام مصادر جديدة ويسهم في تناغم عملنا مع مبادئ الاقتصاد الدائري.

 

فلسفة لإحداث تحول في القطاع

 

إن ما يمدّ فلسفة "شو-شو-سي" بالقوة هو الطابع العالمي الذي تتمتع به، فعلى الرغم من أن جذورها تعود إلى الثقافة اليابانية، إلا أن مبادئها قادرة على قيادة أي قطاع مهيأ لتبني مبادئ هذه الفلسفة. وهي تتعارض مع الفكرة السائدة بأنه يتوجب على الشركات الاختيار بين الأداء والاستدامة، وتُظهر بأنه يمكن المضي إلى الأمام في المجالين.

 

لقد أدرك الحرفيون القدماء الذين تبنوا فلسفة "شو-شو-سي" حقيقة نقوم بإعادة اكتشافها في زماننا الحاضر ومفادها: الابتكار الحقيقي يعني تحقيق أكثر مع استهلاك موارد أقل. ويقدم هذا المبدأ المناسب لكل الأوقات والعصور، في سياق جهودنا لمحاربة التلوث البلاستيكي مصدراً للإلهام وخارطة طريق مُثبتة يمكن تطبيقها في المستقبل.

 

وبالتزامن مع احتفالنا باليوم العالمي للبيئة الذي نشهد معه التزاماً متنامياً في جميع أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتمثل في الرؤى الوطنية للدول، والحركات على المستويات الشعبية، والابتكارات المؤسسية، فإننا ندعو أقراننا إلى النظر إلى ما هو أبعد من التعهدات والتركيز على المبادئ التي يمكنها إحداث تحول حقيقي وقابل للقياس. إن "شو-شو-سي" ليست مجرد فلسفة للتصميم، بل على العكس، هي ذهنية تتحدى السردية التي تنص على حتمية الاختيار ما بين الأداء والاستدامة. لقد ساعدتنا هذه الفلسفة على تحويل النوايا إلى أثر ملموس، وهي تنطوي على دروس قيّمة يمكن للشركات في هذه المنطقة وخارجها التعلّم منها.

 

وختاماً، في عالم اليوم الذي يواجه تحديات بيئية معقدة، فإن الشركات التي تستحق أن يتم إنشاؤها وتطويرها هي تلك التي تساعد على بناء كوكب أفضل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق