أكد الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعكس المكانة الإقليمية والدولية الكبيرة التي باتت تحتلها مصر في ملفات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن التنسيق المستمر بين القاهرة وباريس يُجسد إدراكًا مشتركًا لحجم التحديات التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وأوضح "الهضيبي"، أن ما جاء في الاتصال من إشادة فرنسية بالدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني، وتيسير دخول المساعدات، واستقبال الجرحى والمرضى، هو تأكيد دولي على أن مصر تتحرك وفق رؤية إنسانية وسياسية شاملة، ترتكز على حماية المدنيين، ووقف نزيف الدم، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء غزة منذ شهور.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن إصرار الرئيس السيسي على التأكيد خلال الاتصال بأن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم، يعكس ثبات الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للأمن القومي العربي، ويدحض في الوقت ذاته محاولات تجاوز أو اختزال هذه الحقوق التاريخية تحت أي مسميات أو صيغ مؤقتة.
وشدد "الهضيبي"، على أن الحديث عن دعم مصر لمؤتمر التسوية السلمية المقرر عقده في نيويورك خلال يونيو الجاري، يعكس دورًا دبلوماسيًا نشطًا، وسعيًا مصريًا جادًا لوضع نهاية شاملة للصراع، من خلال حل الدولتين، بما يكفل الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة، ويضع حدًا لحالة الفوضى والانقسام.
وأضاف أن الاتصال أعاد التأكيد على أهمية رفع العلاقات المصرية الفرنسية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، خاصة بعد زيارة الرئيس ماكرون التاريخية إلى القاهرة في أبريل الماضي، وهو ما يُمثل تطورًا مهمًا في طبيعة العلاقات بين البلدين، ويفتح آفاقًا واسعة لتعزيز التعاون في ملفات الاستثمار، الأمن، ومكافحة الإرهاب، إلى جانب الشأن الإقليمي.
مصر تمثل الركيزة الأساسية للاستقرار في المنطقة
وأكد النائب ياسر الهضيبي، أن مصر لا تزال تمثل الركيزة الأساسية للاستقرار في المنطقة، سواء من خلال تحركاتها المباشرة لوقف إطلاق النار في غزة، أو عبر جهودها المتواصلة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، ودعم مسارات الحل السياسي، مضيفًا أن استمرار التنسيق المصري الفرنسي هو ضمانة مهمة لتحقيق اختراق حقيقي في عدد من الملفات الملتهبة، ويؤكد أن مصر باتت فاعلًا لا غنى عنه في صياغة مستقبل المنطقة سياسيًا وإنسانيًا.
0 تعليق