إرشادات للوالدين للتعامل مع مرحلة التمرد لدى الأطفال

صوت المسيحي الحر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مرحلة التمرد لدى الأطفال .. نصائح تساعد الوالدين على التعامل مع الطفل بفعالية، حيث تُعتبر مرحلة التمرد من أكثر المراحل تحديًا على المستوى التربوي، لما تفرضه من صعوبات على الوالدين لفهم الجانب النفسي للطفل واتباع الأساليب الصحيحة للتعامل معه.

مرحلة التمرد لدى الأطفال

مرحلة التمرد لدى الأطفال

علامات التمرد

تظهر علامات التمرد عادةً في مرحلتين أساسيتين من نمو الطفل: الأولى تكون بين عمر السنتين وأربع سنوات، بينما الثانية تظهر خلال فترة المراهقة، التي تمتد غالبًا بين سن 11 و18 عامًا.

يشير خبراء التربية إلى أن التمرد ليس دائمًا سلوكًا سلبيًا، بل يمثل وسيلة يعبر بها الطفل عن رغبته في الاستقلال وبناء شخصيته. مع ذلك، قد يؤدي سوء فهم الأهل لهذا السلوك أو التعامل معه بطريقة غير مدروسة إلى تصعيد الخلافات اليومية، مما يترك أثرًا سلبيًا على العلاقة الأسرية وعلى الحالة النفسية للطفل.

مرحلة التمرد لدى الأطفال

مرحلة التمرد لدى الأطفال

أولًا: فهم دوافع مرحلة التمرد لدى الأطفال

أكدت الدكتورة عبلة أهمية أن يبدأ الأهل بمعرفة الأسباب الكامنة وراء تمرد الطفل لمعالجته بشكل سليم. ومن أبرز هذه الأسباب:

– الرغبة في الاستقلال:

يسعى الطفل لتأكيد ذاته وتجربة اتخاذ قراراته بنفسه.
– الشعور بعدم التقدير: قد يظهر التمرد عندما يشعر الطفل أن آرائه لا تُحترم أو يتم تجاهلها باستمرار.

– التغيرات البيئية:

مثل الانتقال لمكان جديد، انفصال الوالدين، أو ميلاد أخ جديد، مما يؤثر على إحساس الطفل بالأمان.

– الضغوط النفسية:

كالإحباط، الغيرة، أو توتر الدراسة.
– نمط التربية: سواء كان صارمًا للغاية أو متساهلًا، قد يؤدي إلى فقدان التوازن، مما يُحفّز السلوكيات المتمردة.

مرحلة التمرد لدى الأطفال

مرحلة التمرد لدى الأطفال

ثانيًا: أساليب التعامل مع مرحلة التمرد لدى الأطفال

ترى الدكتورة عبلة أن مواجهة التمرد لا تنجح باستخدام العناد المضاد أو العقاب القاسي، بل تتطلب اعتماد أساليب نفسية وتربوية تُساعد الأهل على احتواء الطفل وتوجيهه. ومن هذه الأساليب:

1. الهدوء وضبط الأعصاب:

الأساس هو التعامل مع تمرد الطفل بهدوء وعدم التصعيد بالغضب أو الصراخ. الهدوء يعطي الطفل إحساسًا بالأمان ويُظهر له أن التمرد ليس وسيلة فعّالة لتحقيق مطالبه.

2. منح الطفل خيارات:

يشعر الطفل بالتمرد غالبًا بسبب فقدان السيطرة على حياته. يمكن تقليل هذا الشعور بمنحه حق الاختيار في أمور يومية بسيطة مثل ملابسه أو طعامه، مما يعزز ثقته بنفسه.

مرحلة التمرد لدى الأطفال

مرحلة التمرد لدى الأطفال

3. الحوار بدلاً من إصدار الأوامر:

أسلوب الحوار والتفاوض مع الطفل يمكن أن يحقق نتائج أفضل من فرض الأوامر. فمثلًا، بدلًا من طلب الذهاب للمذاكرة بطريقة مباشرة، يُمكن صياغة الطلب بأسلوب إيجابي: “ما رأيك أن تُنهي مذاكرتك حتى نتمكن من اللعب معًا بعد ذلك؟”

4. الاهتمام بمشاعر الطفل:

تحت سلوك التمرد تختبئ عادة مشاعر لم يتم التعبير عنها بالشكل الصحيح. من المهم الإصغاء للطفل والتعبير عن تفهم هذه المشاعر من خلال جمل مثل: “ألاحظ أنك غاضب، هل يمكن أن تخبرني بما يزعجك؟”

5. تقديم القدوة الإيجابية:

ينعكس تصرف الوالدين دائمًا على سلوك أبنائهم؛ إذا رأى الطفل أهله يتعاملون مع المشكلات بهدوء واحترام، فإنه سيميل إلى تقليد نفس السلوكيات.

6. تحديد قواعد ثابتة وواضحة:

الطفل بحاجة لمعرفة ما هو مقبول وما هو مرفوض بشكل واضح، بشرط أن تكون القواعد دقيقة ومتسقة وليست قابلة للتغيير بناءً على مزاج الوالدين. كما يجب ربط المخالفات بعواقب منطقية وليست عقوبات مبالغ فيها.

7. الحذر من العنف والتهديد:
العنف بجميع أشكاله، سواء اللفظي أو الجسدي، يعزز مشاعر الرفض والانفصال لدى الطفل. بدلاً من ذلك، الحل يكمن في استخدام الحوار والاحتواء لتقليل النزاعات.

8. تعزيز السلوك الإيجابي:
عندما يظهر الطفل تصرفًا مناسبًا أو يقوم بخطوة إيجابية، ينبغي مكافأته وتشجيعه بالكلمات الداعمة أو الهدايا الرمزية؛ فهذا يعزز شعوره بالتقدير ويدفعه لتكرار السلوك الإيجابي.

باستخدام هذه الأساليب، يتمكن الأبوين من بناء علاقة قوية تعتمد على الحوار والثقة مع طفلهما المتمرّد، مما يسهم في تحقيق توازن صحي داخل الأسرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق