من سلوفينيا إلى رواندا .. الجزائر تواصل التخبط أمام نجاحات المغرب

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كعادته في كل مرة، وفي سياق سعيه الحثيث إلى تقليل أثر الاختراقات الدبلوماسية التي يحققها المغرب في إدارة ملف وحدته الترابية، يلجأ النظام الحاكم في الجزائر إلى توظيف كل المنصات الممكنة لرسم خرائط دبلوماسية من وحي الخيال، بما في ذلك الزيارات الرسمية التي تُستغل لاستدراج الدول إلى مستنقع الصحراء الذي علقت فيه الجزائر.

في هذا الصدد، وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب مباحثات أجراها الرئيس الرواندي بول كاغامي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، حرص الأخير في كلمته على إبراز توافق مزعوم في رؤى البلدين حول دعم جبهة البوليساريو، رغم أن كاغامي لم يشر لا تصريحًا ولا تلميحًا إلى هذا الموضوع؛ ما يعكس توجهًا جزائريًا نحو خلق الانطباعات الدبلوماسية والاحتماء بالأوهام أو تضخيم المواقف لتأجيل مواجهة حقيقة فشل الجزائر في ملف النزاع حول الصحراء، الذي يعترف الكثيرون بأنه بات شبه محسوم لصالح المغرب.

محمد الغيث ماء العينين، عضو المركز الدولي للدبلوماسية وحوار الحضارات، قال إن “تصريحات الرئيس الجزائري حول وجود توافق مع رواندا حول قضية الصحراء تأتي في سياق المحاولات المتكررة للجزائر من أجل خلق توازن كلما حقق المغرب اختراقًا دبلوماسيًا في ملف وحدته الترابية”.

وأضاف ماء العينين، في تصريح لهسبريس، أن “الجزائر تحاول خلق هذا التوازن؛ ولو باختلاق مواقف سياسية غير موجودة، إذ سبق أن صرّحت بأن إسبانيا تراجعت عن موقفها، وكذا مؤخرًا في زيارة تبون لسلوفينيا التي أُعطيت في الجزائر أكبر من حجمها، وكأن سلوفينيا من الدول الأعضاء في مجلس الأمن. كانت هناك محاولة لتوريط سلوفينيا، التي عبّرت عن موقف يتماهى مع الاتجاه الأوروبي العام حول ملف الصحراء، والذي يؤيد العملية السياسية”.

وأوضح عضو المركز الدولي للدبلوماسية وحوار الحضارات أن “الرئيس الجزائري بدا وكأنه يخاطب نفسه ويقفز على الحقائق السياسية في الصحراء، إذ يعيش حالة من الإنكار، وليست لديه الشجاعة لتحمل المسؤولية في مواجهة الرأي العام الجزائري والاعتراف بفشل النظام الجزائري في ملف الصحراء، مقابل نجاحه في رهن تنمية الجزائر وتطورها لصالح دعم المشروع الانفصالي الفاشل، وهي الحقيقة التي يعترف بها العديد من المعارضين الجزائريين”.

من جهته، اعتبر شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري معارض، أن “الرئيس المعيّن عبد المجيد تبون بالغ في التطرق إلى موضوع الصحراء في خطابه بمناسبة زيارة الرئيس الرواندي إلى الجزائر، وكأنها القضية المحورية في هذه الزيارة”، مضيفًا أن “هذا الخطاب ما هو إلا رد فعل على الصدمة التي تلقاها النظام الجزائري بعد موقف بريطانيا، وقبلها موقف كينيا، الذي كان ضربة كبرى، خصوصًا أن النظام راهن لسنوات على الموقف الكيني الذي كان يدعم ميليشيا البوليساريو”.

وتابع بن زهرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الرئيس الرواندي كان من الواضح أنه شعر بحرج كبير حيال هذا الأمر”، مبرزًا أن “محاولة إقحام الدول في قضية الصحراء واستصدار مواقف منها بأي ثمن، ولو بالافتراء أحيانًا، يوضح حجم الخسائر المتتالية التي تكبّدها النظام في تعاطيه مع هذه القضية، التي جعل منها قضية وجودية ومحورية”.

وسجّل الناشط السياسي الجزائري المعارض أن “الجزائر كدولة خسرت كل شيء بسبب تعنّت هذا النظام في هذه المسألة، وهذه الخسائر صارت جلية لكل العالم ولكل الطبقات السياسية العالمية، التي تُقرّ بخسارة الجزائر وتضرر صورتها وسمعتها”، مشيرًا إلى أن “الخسارة كانت داخلية أيضًا، من خلال الأموال التي رُصِدت للدفاع عن هذه القضية، لتمويل البوليساريو وشراء مواقف الدول؛ وهو الشيء الذي كلّف مليارات الدولارات من أموال الخزينة العمومية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق