يواجه اعتماد ناقلات النفط على كهرباء المحطات الساحلية عقبات تنظيمية وتقنية، ويأتي ذلك في غياب الضوابط اللازمة وغموض الاعتبارات المتعلقة بالسلامة.
إزاء ذلك، يحدّد قادة القطاع العقبات التقنية والتنظيمية والمرتبطة بالبنية التحتية التي تحول دون اعتماد الناقلات على كهرباء المحطات الساحلية، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحددت جمعية التصنيف الدولية "دي إن في" DNV وميناء روتردام وشركة ستولت تانكرز العوائق التقنية والتنظيمية والعملية التي يجب التغلب عليها لكي تصبح كهرباء المحطات الساحلية أداة فعّالة لخفض انبعاثات ناقلات النفط.
وشرحت نائبة الرئيس الأولى المديرة العالمية لقطاع ناقلات النفط لدى جمعية التصنيف الدولية "دي إن في"، كاترين فيستيرينغ، سبب مسارعة الجمعية إلى وضع ضوابط بشأن خطوط الربط في منتصف السفينة.
غياب ضوابط خاصة بناقلات النفط
قالت نائبة الرئيس الأولى المديرة العالمية لقطاع ناقلات النفط لدى جمعية التصنيف الدولية "دي إن في"، كاترين فيستيرينغ: "لم تكن هناك ضوابط خاصة بناقلات النفط، ولذلك بادرنا بعقد اجتماعات مع المواني، ووضعنا ضوابط لخطوط الربط في منتصف السفينة".
وأكدت فيسترينغ إمكانات خفض انبعاثات كهرباء المحطات الساحلية مقارنةً بالوقود الاصطناعي، مستشهدةً بتوقعات "دي إن في" التي تُقدّر انخفاضًا في انبعاثات النقل البحري بنسبة تصل إلى 7% في حال اعتماد كهرباء المحطات الساحلية على نطاق واسع.
وحذّرت من أن التحديات متعددة الأوجه، قائلةً: "اللوائح الدولية متأخرة، والتوحيد القياسي غير موجود، والتركيبات مُكلفة، والطلب على الكهرباء عبر الشبكة مرتفع".

تعقيد استعمال كهرباء المحطات الساحلية
أكدت مديرة أعمال الشحن والبضائع السائبة في ميناء روتردام، كاسيه فان دن بيرغ-دومينكوس، تعقيد استعمال كهرباء المحطات الساحلية في أحد أكبر مواني أوروبا.
وقالت: "نستقبل 28 ألف سفينة سنويًا في الميناء، تتراوح أحجامها بين الصغيرة جدًا و400 متر، ومن الصعب جدًا امتلاك نظام يناسب جميع السفن والمواقع".
وأوضحت أنه على الرغم من استعمال كهرباء المحطات الساحلية في الصنادل الداخلية والمنصات البحرية بالقرب من المناطق السكنية، فإن ناقلات النفط تُشكّل تحديات خاصة، نظرًا لحمولاتها الخطرة وتصميم البنية التحتية للمحطات.
وتحدثت فان دن بيرغ-دومينكوس في المؤتمر الدولي لناقلات الكيماويات والمنتجات 2025، الذي عُقد في فندق ميلينيوم غلوستر في لندن يومي 23 و24 أبريل/نيسان 2025.

كهربة ناقلات النفط
وقّع ميناء روتردام وشركة فاست (Vast) مذكرة تفاهم لإجراء دراسات الأسطول، وتقييمات الطلب على الكهرباء، وغيرها من العوامل اللازمة لتمكين إمدادات الكهرباء البرية لناقلات النفط، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي إطار مبادرة "تحالف رواد إمدادات الكهرباء البرية لناقلات النفط"، يسعى الطرفان إلى إشراك أصحاب المصلحة في القطاع البحري، بما في ذلك مالكو السفن وشركات النفط والمحطات والجمعيات التجارية، لوضع خطة عمل مشتركة لتشجيع استعمال إمدادات الكهرباء البرية لناقلات النفط.
وتحدد الاتفاقية دراسات حالة حول تكوين الأسطول، وطرق الشحن، وقابلية تكيف محطات السوائل الرئيسة حول العالم، والطلب على الكهرباء، وعوامل أخرى ذات صلة بضمان ربط الناقلات بشبكة الكهرباء بشكل آمن.
ثغرات السلامة واللوائح التنظيمية
من وجهة نظر مالك السفينة، تحدَّث مدير المشروعات الكهربائية الأول لدى شركة ستولت تانكرز (Stolt Tankers)، شون كرولي، عن ثغرات السلامة واللوائح التنظيمية المتعلقة بخطوط إمداد الناقلات بالكهرباء.
وبعد مشاركته في مشروعات تجريبية مبكرة في روتردام، قال كرولي: "كان أحد أكبر التحديات هو الموقع -وسط السفينة أو مؤخرة الناقلة-، حيث توجد لدى المحطات خطة مختلفة للمناطق الخطرة عن تلك الموجودة على متن سفننا".
وحذَّر من أن بعض تصنيفات المناطق الخطرة في المحطات تُعامل السفينة بأكملها بصفتها منطقة خطرة، ما يُثير مخاوف قانونية وتقنية خطيرة.
وأوضح كرولي أنه "على الرغم من أن شركة ستولت تانكرز تُجهز سفنها الجديدة بقدرات كهرباء ساحلية في مؤخرة السفينة ووسطها، فإن المشاركة الكاملة من المحطات ما تزال ضرورية".
وقال: "لدينا سفن جاهزة للكهرباء الساحلية بدءًا من عام 2026، ولكن ليس لدينا مكان للربط الكهربائي، نحن بحاجة إلى توصيلها".
واتفق المتحدثون الـ3 على أن "التبنّي المبكر والتعاون بين أصحاب المصلحة ووضع معايير دولية أكثر وضوحًا ستكون حاسمة من أجل انتقال كهرباء المحطات الساحلية من تجارب معزولة إلى واقع واسع النطاق".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
- "كهرباء المحطات الساحلية وناقلات النفط: التحديات، التعاون، والالتزام،" من منصة ريفييرا ماريتايم ميديا
- "ميناء روتردام وشركة فاست (Vast) يبحثان كهربة ناقلات النفط،" من مجلة أوفشور إنرجي
0 تعليق