في تطور مثير للقلق، كشفت دراسة طبية حديثة أن استخدام دواء "أوزمبيك" الشائع في إنقاص الوزن قد يضاعف خطر الإصابة بحالة خطيرة في العين، تُعرف باسم التنكس البقعي المرتبط بالعمر (nAMD)، والتي قد تؤدي إلى نزيف شبكي وفقدان دائم للبصر.
ووفقًا للدراسة التي نشرتها مجلة JAMA Ophthalmology، فإن الأشخاص الذين يتناولون أدوية من فئة GLP-1 مثل "أوزمبيك"، معرضون للإصابة بالمرض بمعدل يصل إلى الضعف مقارنة بغير المستخدمين. ويُعتقد أن السبب يعود إلى تحفيز هذه الأدوية لنمو أوعية دموية غير طبيعية خلف شبكية العين، يمكن أن تتسرب منها السوائل وتسبب تلفًا للرؤية.
ما العلاقة؟
يعتمد "أوزمبيك" على محاكاة هرمون GLP-1 الذي يكبح الشهية، لكن الباحثين رجّحوا أن وجود مستقبلات لهذا الهرمون في شبكية العين قد يرفع من مستويات مادة CXCL12، التي تجذب خلايا الدم البيضاء وتحفز نمو أوعية دموية جديدة وضعيفة، وهي من العوامل المرتبطة بحدوث التنكس البقعي.
وفي تحليل شمل بيانات أكثر من 139 ألف شخص مصاب بالسكري من النوع الثاني في مقاطعة أونتاريو الكندية، رُصدت 93 حالة إصابة بـnAMD لدى من تناولوا أدوية GLP-1، مقابل 88 حالة فقط بين من لم يتناولوها، وذلك خلال فترة متابعة امتدت 3 سنوات، ما يعكس فرقًا إحصائيًا ملحوظًا.
قضايا ومخاوف متزايدة
تأتي هذه النتائج في وقت تواجه فيه شركة "نوفو نورديسك" المصنعة لـ"أوزمبيك" دعاوى قضائية من مستخدمين قالوا إنهم فقدوا بصرهم بعد استخدام الدواء. وتشمل الاتهامات أيضًا عدم التحذير الكافي من مخاطره المحتملة، خصوصًا فيما يتعلق بالعيون.
ومن بين الحالات اللافتة، يبرز اسم "تود إنجل" (62 عامًا)، الذي فقد بصره تدريجيًا في كلتا عينيه بعد أشهر قليلة من استخدام "أوزمبيك". وقد تم تشخيصه لاحقًا بحالة نادرة تُعرف باسم اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني (NAION)، والتي تؤدي إلى فقدان مفاجئ ودائم للبصر.
تحذيرات ودعوات للشفافية
رغم أن هذه الحالات لا تزال نادرة، إلا أن الباحثين شددوا على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتحديد العلاقة الدقيقة بين أدوية إنقاص الوزن ومخاطر العين. كما دعوا إلى إبلاغ المرضى بوضوح بالمضاعفات المحتملة، خاصة مع تزايد استخدام هذه الأدوية بشكل واسع بين غير المصابين بالسكري لأغراض التخسيس.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق