في حادث أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والدينية، اندلع حريق في كنيس الحاخام الأكبر السابق يتسحاق يوسف بمدينة القدس المحتلة، اليوم الأحد، وسط ترجيحات أوليّة من السلطات الإسرائيلية بأنه متعمد.
وخلّف الحريق أضرارًا مادية كبيرة، دون تسجيل إصابات بشرية، لكنه فجّر موجة استنكار رسمية حادة، إذ وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الحادث بأنه "عمل إجرامي صادم يعيد للأذهان مشاهد مظلمة من التاريخ اليهودي"، داعيًا إلى تحديد الجناة في أقرب وقت.
وقال الوزير يوآف بن تسور، من حزب شاس، "إحراق كنيس أور حبيب، الحاخام الراحل إسحاق يوسف، بأنه أخطر جريمة كراهية معادية للسامية في تاريخ دولة إسرائيل، ونتيجة مباشرة للتحريض الخطير المستعر ضد الحاخام وطلاب التوراة في الأرض المقدسة".
كما تطرق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى حادثة حرق الكنيس، قائلاً: "يجب ألا نسمح بمشاهد تُذكّر بفترات مأساوية في تاريخنا، أدعو سلطات إنفاذ القانون إلى تحديد هوية الجناة في أسرع وقت ممكن وتقديمهم إلى أقصى درجات الصرامة القانونية،سواء أكانوا قد اعتدوا على كنيس أو محكمة، أو تصرفوا بعنف ضد أي كيان في دولة إسرائيل".
ومن جهته، اعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، الحادث "خطيرًا ومقلقًا"، مشددًا على أن "إحراق بيت عبادة يجب ألا يمر مرور الكرام".
فيما طالب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بفتح تحقيق عاجل واتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وتواصل قوات الإطفاء والشرطة جمع الأدلة من موقع الحريق، بينما تثير الخلفيات المحتملة للحادث مخاوف من تصاعد التوترات الداخلية، في ظل واقع سياسي وأمني مضطرب تشهده البلاد.

أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بـ "اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وقالت دائرة الأوقاف، في بيان اليوم أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" ، إن "المستوطنين نظموا جولات استفزازية في باحاته وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد".
ووفق الوكالة، "فرضت شرطة الاحتلال قيودًا مشددة على وصول المصلين الفلسطينيين للأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند بواباته الخارجية".
وأشارت إلى أن الدعوات الفلسطينية تكثفت للحشد والرباط والتصدي لمخططات الاحتلال وجماعات المستوطنين في المسجد الأقصى، الرامية لهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم".
ولفتت إلى أن "المسجد الأقصى يشهد تصاعدًا خطيرًا في اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، من خلال زيادة وتيرة الاقتحامات وأعداد المقتحمين، وأداء الطقوس والصلوات التلمودية في المسجد".

مقترح ستيف ويتكوف
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، إن مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الحالي يعتبر اتفاق جزئي على وقف الحرب و إطلاق سراح 10 من الرهائن الإسرائيليين، مقابل 125 من الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالمؤبدات و بالإضافة إلى 1111 معتقلاً تم اعتقالهم بعد طوفان الأقصى، وتلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوم.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، أن موافقة الكابينيت الإسرائيلي على بناء 22 مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، الغرض منها هو تهدئة اليمين المتطرف للقبول بالمقترح ، خاصة أنه يشمل هدنة لمدة 60 يوم بالإضافة إلى مفاوضات حول وقف إطلاق الحرب.
وأشار إلى أن المقترح به ثغرات، حيث أنه بإمكان دولة الاحتلال العودة إلى القتال مرة أخرى اذا لم يتم الاتفاق على الانتقال إلى المرحلة التالية.
وأضاف أن إعلان بنيامين نتنياهو عن مقتل محمد السنوار بشكل رسمي ، كان الغرض منه هو تهدئة الشارع الإسرائيلي قدر الإمكان، لذلك فنحن أقرب من أي وقت مضى إلى الوصول لاتفاق تهدئة.
وفي وقت سابق؛ كشفت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل طلبت مهلة 24 ساعة للرد على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في غزة ، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت الوسطاء استعدادها لتنفيذ بنود أي اتفاق.
وأكدت حركة حماس أنها تبذل جهودًا كبيرة لوقف الحرب الهمجية على قطاع غزة، وكان آخرها التوصّل إلى اتفاق مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف على إطار عام يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.
كما يتضمّن الاتفاق إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وذلك بضمان الوسطاء، وتنتظر الحركة الردّ النهائي على هذا الإطار.
0 تعليق