اعتبر الدكتور عمرو الشوبكي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، طرح اسم رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إعلاميا لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلفا لأحمد أبو الغيط، هو أمر "غير معتاد ومستغرب"، مؤكدا أن العرف جرى على أن يكون الأمين العام من خلفية دبلوماسية، غالبا من وزارة الخارجية المصرية، بالنظر إلى خبراتها الطويلة في إدارة الملفات العربية.
وقال الشوبكي، خلال مقابلة مع برنامج "بتوقيت القاهرة" المذاع على قناة "العربي": "الحديث عن ترشيح مدبولي لا يزال في إطار التناول الإعلامي، دون صدور أي إعلان رسمي من الدولة المصرية بشأنه".
وأضاف: "منذ أيام الراحل محمود رياض، جاء جميع الأمناء العامين للجامعة من وزارة الخارجية، لما تتمتع به من تقاليد دبلوماسية وقدرات على التعامل مع الملفات العربية المعقدة".
وتابع: "رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ينتمي إلى جهاز التكنوقراط في الدولة، وله خلفية هندسية، واهتماماته تتركز بالكامل في الشؤون الداخلية، دون امتلاكه خبرة سابقة في العمل السياسي أو العلاقات العربية، ما يجعله بعيدًا عن طبيعة متطلبات هذا المنصب".
وأشار الباحث السياسي إلى أن الحياة الحزبية في مصر تعاني من مشاكل كبيرة، ما يجعل وزارة الخارجية الجهة الوحيدة المرجح أن يخرج منها مرشح لهذا المنصب.
وأضاف أن الجهاز الإداري للدولة، على الرغم من قدرته على إنتاج كوادر كفؤة، إلا أن اختصاصه ينحصر في الملفات الإدارية والداخلية، وليس في التعاطي مع التحديات العربية والدولية التي تواجه الجامعة.
وعن طرح اسم الوزير السعودي عادل الجبير كمرشح محتمل لمنصب الأمين العام قال الشوبكي: "الجبير دبلوماسي على درجة عالية من الكفاءة ولكن لو طرح اسم آخر خارج الأسماء المصرية سوف يعني ذلك تغير في العرف المستقر داخل جامعة الدولة العربية وهو أن يكون الأمين العام من دولة المقر".
واختتم: "على ضوء الخبرات السابقة التي كان دائما طرح فيها اسم مرشح من دولة عربية أخرى كان ما اعتادنا عليه شراء الخواطر والتوصل لتفاهمات في اللحظات الأخيرة والاتفاق على اسم توافقي يكون من دولة المقر".
0 تعليق