المطران عطا الله حنا، مطران القدس ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين، أعرب عن رفضه الشديد لإعلان دعائي لأحد الشركات يحاكي مشهد “العشاء الأخير” كما يظهر في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يظهر السيد المسيح وتلاميذه مجتمعين حول مائدة الطعام. وأوضح المطران في بيان صادر عنه أن الشركة الفلسطينية المصنعة والمروجة للأغذية أصدرت إعلاناً يحمل إساءة واضحة وصريحة لا تقتصر فقط على الرموز الدينية المسيحية، بل تمتد لتطال العقيدة والإيمان المسيحي.
المطران عطا الله حنا عن صورة العشاء الأخير
أكد المطران عطا الله حنا أن العشاء الأخير لا يُعتبر مجرد رمز ديني بل يشكل جزءًا أساسياً من عقيدة المسيحيين وإيمانهم، مشيراً إلى أن ما قامت به الشركة يمثل استهدافاً واضحاً وإهانة للمسيحيين ومعتقداتهم. ولفت إلى الردود المستنكرة التي صدرت عن جهات فلسطينية رسمية وشعبية بمختلف أطيافها، والتي أعربت جميعها عن رفضها التام لهذا التصرف.
الإساءة التي وقعت على الرموز الدينية
وأشار المطران عطا الله حنا إلى أنه حتى مع تقديم الشركة اعتذارًا لاحقًا، فإن ذلك لا يلغي حجم الإساءة التي وقعت على الرموز الدينية والمسيحيين عامة. وأضاف أن المسيحيين في فلسطين يتمسكون بإيمانهم ويعتزون بانتمائهم لهذه الأرض كجزء من القضية والشعب. وأكد أن أي إساءة للمسيحيين تمثل إساءة للشعب الفلسطيني بأكمله، الأمر ذاته ينطبق على أي إساءة موجهة للمسلمين.
مواقف أبناء الشعب الفلسطيني
كما أثنى المطران عطا الله حنا على مواقف أبناء الشعب الفلسطيني، مسيحيين ومسلمين، الذين أعلنوا بوضوح رفضهم للإساءة. وقدّر اعتذار الشركة بوصفه تصرفاً يعكس فضيلة الاعتراف بالخطأ. وشكر اللجنة الرئاسية على جهودها وحرصها على احتواء الموقف. ودعا المطران إلى أهمية تعزيز الوعي والحكمة بين الجميع، مؤكداً ضرورة احترام التعددية الدينية التي تثري المجتمع الفلسطيني، ورفض كل أشكال العنصرية التي قد تثير الفتن والكراهية.
المطران عطا الله حنا أهمية بقاء خطاب المحبة
اختتم المطران حديثه بالتأكيد على أهمية بقاء خطاب المحبة والأخوة قائماً بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذه القيم هي الضمانة لاستمرار التعايش والوحدة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع.
0 تعليق