تواصل مصر جهودها لزيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، اعتمادًا على مشروعات لزيادة القدرات التوليدية، ولا سيما من السد العالي في أسوان؛ إذ تسعى لزيادة إنتاجه إلى 240 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)؛ فقد أجرى وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، اليوم السبت 14 يونيو/حزيران (2025)، زيارة ميدانية إلى محطة توليد كهرباء السد العالي.
وخلال الزيارة، شهد الوزير بدء تشغيل أول محوّل قدرة ودخوله الخدمة وربطه على الشبكة، وذلك في إطار خطة إحلال وتجديد وحدات محطات السد العالي وأسوان الأولى والثانية، وتطوير وتحديث وزيادة قدرات محطات الطاقة الكهرومائية في مصر.
وتأتي هذه الخطوة فى إطار التوجه العام، وإستراتيجية الطاقة وبرنامج عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية، وفي ضوء زيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة وتعظيم العوائد من مصادرها وتحقق أقصى استفادة منها.
الطاقة الكهرومائية في مصر
يأتي مشروع زيادة قدرات توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية في مصر، بهدف تحسين كفاءة الأداء وتعزيز استقرار الشبكة وإضافة 300 ميغاواط إلى إجمالي الطاقة المولدة، بتكلفة بلغت 52 مليون يورو (60.9 مليون دولار)، و226 مليون جنيه (4.55 مليون دولار) على التوالي.
وتابع وزير الكهرباء سير العمل ومستجدات تنفيذ أعمال مشروعات التطوير وإحلال المحولات لمحطة كهرباء السد، الذي يُنَفذ لزيادة القدرة الإنتاجية من 2100 ميغاواط إلى 2400 ميغاواط، من الطاقة المتجددة، ولتحقيق وفر سنوي في استهلاك الوقود يعادل 269 مليون دولار.

كما يهدف المشروع إلى زيادة العمر الإنتاجي والحفاظ على مستوى التشغيل لمحطة السد العالي، بصفته أحد مصادر الطاقة النظيفة وداعمًا رئيسًا لاستقرار الشبكة الموحدة، في إطار إستراتيجية الطاقة والوصول بنسبة الطاقات المتجددة إلى 42% عام 2030 و65% عام 2040.
وخلال الزيارة، استعرض الدكتور محمود عصمت مشروع تطوير وإحلال محولات القدرة بمحطة توليد الكهرباء؛ إذ تأكد من وصول المهمات ومواصلة العمل لاستكمال الأعمال الخاصة بباقي المحولات، مؤكدًا أهمية المحطات الكهرومائية، ولا سيما محطة السد العالي.
ولفت إلى سياسة الوزارة العامة والقناعة الراسخة بأن الطاقة المتجددة هي السبيل لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما تعمل في إطاره، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

من جانبه، قدّم رئيس شركة المحطات المائية المهندس هشام كمال، عرضًا توضيحًا حول المحطات المائية التابعة وهي أسوان 1، وأسوان 2، ونجع حمادى، وإسنا وأسيوط، بالإضافة إلى محطة توليد كهرباء السد العالي بإجمالى قدرات 2832 ميغاواط.
وتطرق إلى مستجدات تنفيذ مشروع التطوير وزيادة القدرة الإنتاجية والجدول الزمني للربط على الشبكة، والحالة الفنية لكل محطة وقدراتها التوليدية ومحددات القدرة التشغيلية والطاقة المولدة، وبرامج الصيانة وتدريب الأطقم العاملة والبرامج التدريبية للعاملين.
كما تطرّق إلى الربط والتكامل بين جميع المحطات في إطار خطة التشغيل، بالإضافة إلى مشروعات التطوير المستقبلية لزيادة مساهمة التوليد المائي في مزيج الطاقات المتجددة.

محطة كهرباء السد العالي في مصر
تفقّد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة مكونات محطة كهرباء السد العالي في مصر، ومنها غرفة التحكم ومنطقة ربط المحطة على الشبكة الموحدة على الجهود المختلفة، وكذلك صالة التوربينات والمولدات الرئيسة.
كما شملت الجولة جميع مكونات المنظومة الكهربائية الخاصة بالسد، في حين ناقش مسؤولو التشغيل ومديرو القطاعات والورديات العاملة في نمط التشغيل كيفية تحسين الأداء وخطط الصيانة وجداول تنفيذها ومدى الالتزام بالمخطط الزمني وتوقيت التنفيذ للصيانات فى إطار خطة العمل والتنسيق مع مركز التحكم.
وتطرّقت المناقشات إلى الربط بين مختلف القطاعات الفنية ومردود ذلك على كفاءة التشغيل، وتُفقِّدت أنظمة المتابعة الإلكترونية والتأمين والحماية والسلامة والصحة المهنية وغيرها من مكونات المنظومة الكهربائية، من مولدات ومحولات وتحكم والتواصل مع التحكمات لتحقيق التوازن للشبكة على مدار اليوم.

وقال الوزير إن إستراتيجية مصر الوطنية المحدثة للطاقة تستهدف الوصول بالطاقات المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة المولدة عام 2030، و65% عام 2040، وإن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بالمحطات المائية لتوليد الكهرباء، خاصة محطة توليد كهرباء السد العالي.
وأضاف: "الخطة الدائمة للتطوير والتحديث وزيادة العمر الافتراضي تأتي في هذا الإطار، ومشروعات التطوير والإحلال وزيادة الطاقة المنتجة وضمان كفاءة التشغيل تعني خفض استعمال الوقود التقليدي".
وأوضح عصمت أن محطة السد العالي صرح عظيم وأحد أهم موارد الطاقة المتجددة ومنخفضة التكاليف، والمحطة ضمن الأصول التي تعمل مصر على تطويرها وزيادة قدرتها وتعظيم عوائدها، في إطار خطة للتطوير وزيادة القدرات من الطاقة النظيفة وخفض استهلاك الوقود.
ولفت إلى أهمية برامج الصيانة في إطار خطة واضحة ومحددة بتوقيتات لضمان عمل وحدات التوليد بالقدرات المطلوبة، موجهًا بالإسراع في استكمال باقي المحولات في محطة السد العالي ومحطتي أسوان 1 و2، وكذلك تنفيذ برامج تدريب خاصة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق