قمر صناعي كبير الحجم تعرض لانقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي خلال الأيام الماضية، ولكن بعد ساعات حدذ ما لم يكن في الحسبان، بعدما تحطم القمر الصناعي Intelsat 33e في مداره، ما أثر على المستخدمين في أوروبا ووسط أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأستراليا، وأدى إلى تفاقم أسراب الحطام الفضائي المتنامي الذي يحيط بكوكبنا.
القمر الصناعي تحطم لأكثر من 20 قطعة
وكان القمر الصناعي Intelsat 33e قدّم اتصالات واسعة النطاق من نقطة تقع على ارتفاع 35 ألف كيلومتر فوق المحيط الهندي، في مدار ثابت حول خط الاستواء، إلا أنّه انقطع عنه الاتصال وبعدها تحطّم إلى 20 قطعة على الأقل، في حين لم ترد أنباء مؤكدة عن سبب العطل الذي أصاب القمر الصناعي الذي جرى تصميمه وتصنيعه بواسطة شركة Boeing، وإطلاقه في أغسطس 2016، وفقًا لمجلة «sciencealert» العلمية.
وفي عام 2017، وصل القمر الصناعي إلى مداره المطلوب بعد ثلاثة أشهر من الموعد المتوقع، بسبب مشكلة تم الإبلاغ عنها مع محركه الأساسي، الذي يتحكم في ارتفاعه وتسارعه، وظهرت المزيد من مشاكل الدفع عندما قام القمر الصناعي بما يسمى بنشاط الحفاظ على المحطة، والذي يبقيه على الارتفاع الصحيح، إذ كان يحرق وقودًا أكثر من المتوقع، مما يعني أن مهمته ستنتهي قبل نحو 3 أعوام من موعدها عام 2027، وقدمت شركة إنتلسات مطالبة تأمين بقيمة 78 مليون دولار أمريكي نتيجة لهذه المشاكل، إلا أنّه بعد تفككه، ورد أن القمر الصناعي لم يكن مؤمنًا عليه.
ونتيجة لتحطم هذا القمر الصناعي كبير الحجم، تتزايد كمية الحطام في المدار حول الأرض بسرعة، إذ تقدر وكالة الفضاء الأوروبية أن هناك أكثر من 40 ألف قطعة أكبر من 10 سنتيمترات في المدار، وأكثر من 130 مليون قطعة أصغر من 1 سنتيمتر، وتبلغ الكتلة الإجمالية للأجسام الفضائية التي صنعها الإنسان في مدار الأرض نحو 13 ألف طن، وهو ما يعادل تقريبًا كتلة 90 حوتًا أزرق ذكرًا بالغًا، أما ثلث هذه الكتلة عبارة عن حطام يزن 4300 طن، معظمها في شكل أجسام صاروخية متبقية.
هل سيتم تنظيف حطام القمر الصناعي؟
ووفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، فإنّ تتبع وتحديد الحطام الفضائي مهمة صعبة، ففي الارتفاعات الأعلى، مثل مدار القمر الصناعي Intelsat 33e على ارتفاع حوالي 35 ألف كيلومتر، لا يمكن رؤية إلا الأجسام التي يزيد حجمها عن حجم معين، ولم يُعرف بعد ما إذا كان هذا الحدث الأخير سيؤثر على الأجسام الأخرى في المدار، وهنا يصبح الرصد المستمر للسماء أمرًا حيويًا لفهم بيئات الحطام الفضائي المعقدة هذه.
وتقع مسؤولية تنظيف الحطام الفضائي ومراقبته على عاتق الدولة التي أطلقت الجسم إلى الفضاء في حالة إثبات الخطأ، وتم استكشاف هذا في اتفاقية المسؤولية الدولية عن الأضرار الناجمة عن الأجسام الفضائية لعام 1972.
وفي الممارسة العملية، لا توجد مسائلة في كثير من الأحيان، وقد أصدرت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية أول غرامة بشأن الحطام الفضائي في عام 2023، في حين لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم فرض غرامة مماثلة في حالة القمر الصناعي Intelsat 33e.
0 تعليق