جيشها يعاني.. هل تتحمل إسرائيل خطر الحرب الشاملة؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
2

ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان إلى 492 شخصًا، بينهم 35 طفلًا و58 امرأة، مع إصابة ما لا يقل عن 1,645 شخصًا.

كما فرّ الآلاف من اللبنانيين من الجنوب، وشهد الطريق السريع الرئيس المؤدي من مدينة صيدا الساحلية الجنوبية ازدحامًا كبيرًا للسيارات المتجهة نحو بيروت، ويُعتبر هذا أكبر نزوح في المنطقة وأعلى حصيلة للقتلى في يوم واحد منذ حرب 2006.

التصعيد في الشمال

استهدفت قوات الإسرائيلية حوالي 1600 هدف لحزب الله، وستواصل ضرب المباني التي تعتقد أن الجماعة تخزن فيها الأسلحة، محذرة المدنيين من إخلاء المناطق.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “نحن لا ننتظر التهديد، بل نبدأ بالتصدي له”، وأضاف: “نحن نقضي على شخصيات بارزة وصواريخ، لقد وعدت بتغيير ميزان القوة في الشمال وهذا بالضبط ما نفعله”، وذلك وفق ما نشرت “الاندبندنت” البريطانية، اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024.

حزب الله وقرار التصعيد

في ظل تصاعد الصراع بين الطرفين يبدو أن الجانبين عالقين في دوامة عسكرية تصاعدية، لكن كلاهما سيفقد أكثر مما سيكسبه من حرب شاملة في الوقت الراهن، التجارب السابقة، مثل حرب 2006، تشير إلى أن حرب اليوم ستكون أشد بكثير.

وقد وقع نصر الله حزب الله في مأزق عندما أصر على أن حملته ستستمر حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة لأن النهج المتشدد لقائد حماس يحيى السنوار في المفاوضات يجعل من وقف إطلاق النار بعيد المنال، وفق ما نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، أمس 23 سبتمبر 2024.

ويبدو أن جيش إسرائيل لن ينسحب تمامًا من غزة لبعض الوقت، نظرًا لرفض إسرائيل الاتفاق على هيكل حكومي مدني فلسطيني جديد. كما أن هناك احتمالية منخفضة لوجود مهمة دولية أو قوة أمنية عربية تقدم الأمن في غياب مسار نحو الدولة الفلسطينية، وبالتالي فإن استمرار جيش إسرائيل في الحرب يجعل حزب الله يصر على موقفه.

الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله

حزب الله وإسرائيل

العلاقة بين إسرائيل وواشنطن

من العقبات التي تواجه حزب الله أنه بينما تعزز الولايات المتحدة جهودها للخفض من التصعيد، تستمر أيضًا في التعبير عن التزامها بتسليح إسرائيل، ويجب أن يفهم نصر الله أن التصعيد لن يؤدي إلى تفكيك العلاقة بين القدس وواشنطن.

بالتالي سيكون حزب الله وإيران أكثر عرضة للتفكير في خفض التصعيد إذا كان مفهومًا أن إسرائيل ليست معزولة، قضى القادة الإيرانيون الأشهر الـ11 الماضية في الضغط على إسرائيل، بينما يحاولون البقاء تحت عتبة الحرب الشاملة.

قاعدة متآكلة

سيخسر حزب الله أكثر بكثير مما سيكسبه من حرب شاملة مع إسرائيل، في السنوات الأخيرة، تآكلت قاعدة دعم حزب الله بين المجتمعات اللبنانية المتنوعة، ويُنظر إليه على أنه مسؤول عن انفجار مرفأ بيروت عام 2020.

في ضوء الخسائر التشغيلية والقيادية الكبيرة التي تكبدها حزب الله، تبرز تساؤلات جدية بشأن مدة قدرته على تحمل الضغوط الإسرائيلية قبل أن تعاني من انهيار حاد.

إسرائيل وقدرات حزب الله

تواجه إسرائيل تحديات كبيرة تعيق إمكانية الدخول في حرب شاملة مع حزب الله، بعد ما يقرب من عام من القتال في غزة، تعاني القوات الإسرائيلية من الإرهاق ونفاد مخزونات الذخيرة، وضعف الدعم العام لقادة إسرائيل، بالإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي واهتزاز مكانتها الإقليمية والدولية.

ويمتلك حزب الله ترسانة متطورة من الصواريخ والطائرات المسيّرة، مما يمثل تحديًا لقدرات الدفاع الإسرائيلية. وقد توقعت محاكاة حربية أجرتها جامعة رايشمان أن يتمكن حزب الله من إطلاق 2500 إلى 3000 هجوم صاروخي يوميًا.

وتشير التقديرات إلى أن ترسانة حزب الله تتجاوز 150 ألف صاروخ، بما في ذلك الذخائر الموجهة بدقة التي تهدد المواقع الاستراتيجية داخل إسرائيل، ومن المُرجح أن تنفد مخزونات القبة الحديدية خلال أيام من تصعيد الهجمات.

نقص في الموارد

يدرك المخططون العسكريون الإسرائيليون أن العمليات الهجومية الكبيرة ستكون ضرورية لمواجهة حزب الله، وقد تحتاج إسرائيل إلى شن حملة جوية ضخمة لتدمير مواقع الصواريخ، ولكن هذه الجهود ستعقدها شبكة الأنفاق المتطورة لدى حزب الله، مما قد يستدعي استخدام أسلحة أكثر دمارًا.

بالإضافة إلى أن إسرائيل تعاني من نقص في الدبابات والذخائر نتيجة الأضرار التي لحقت بها خلال القتال في غزة، مما يعقد قدرة إسرائيل على خوض حرب جديدة، مع التوقع بأن الحرب في لبنان ستكون طويلة ومعقدة، لا يوجد أي جيش يرغب في فتح جبهة ثانية في ظل مستوى منخفض من الجاهزية العملياتية.

وتشير التقارير إلى أن قوات الاحتياط في إسرائيل تعاني من إرهاق نفسي كبير، حيث طلب آلاف منهم الدعم النفسي، بينما يتغيب آخرون عن الخدمة بسبب الإرهاق. وبالتالي فإن الحالة المعنوية المنخفضة والضغط النفسي المتزايد في القوات الإسرائيلية ينبغي أن تدفع صناع القرار الإسرائيليين إلى التفكير مليًا قبل توسيع نطاق الحرب.

تحديات اقتصادية وتداعيات سياسية

تعاني إسرائيل من خسائر اقتصادية كبيرة، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.1% منذ بداية الحرب في غزة، زيادة النفقات العسكرية ستضيف ضغوطًا إضافية على الاقتصاد الإسرائيلي المتأزم، مما يجعل أي حرب موسعة في لبنان أكثر تعقيدًا.

ورغم الحوافز الواضحة لكل من إسرائيل وحزب الله لتخفيف التصعيد، فإن الطرفين عالقين في دوامة تصعيدية، ويظهر الطرفان استعدادًا لاستهداف مناطق جديدة قد تتسبب في أضرار أكبر، مما ينذر بدخول حرب شاملة.

وتسهم الضغوط الدولية وتواجد القوات الأمريكية بالمنطقة في تقييد خيارات إسرائيل، حيث لم تحدد الحكومة الإسرائيلية أهدافًا عسكرية واضحة. وقد يؤدي الغموض في الأهداف إلى زيادة التعقيد في التعامل مع حزب الله والمخاطر المرتبطة بذلك.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق