في خطوة تعكس متانة العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين 23 سبتمبر 2024، في البيت الأبيض.

وتأتي هذه الزيارة في إطار زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لرئيس إماراتي إلى واشنطن، لتعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على مختلف الأصعدة، بما في ذلك التعاون في المجالات الاقتصادية، الدفاعية، والتكنولوجية.

التعاون الاقتصادي والتكنولوجي

حسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، خلال هذه الزيارة، التي تمثل الاجتماع الثنائي الرابع بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس بايدن منذ بدء إدارة بايدن-هاريس، أكد الزعيمان قوة الشراكة الاستراتيجية والدفاعية بين البلدين، كما تم التركيز على تعزيز التعاون في التكنولوجيا المتقدمة، الاستثمارات، والبحث عن حلول للقضايا الإقليمية والعالمية، وعلى رأسها ملفي فلسطين واليمن.

وشهدت القمة ترحيبًا بالتقدم الذي أحرزته الإمارات والولايات المتحدة في مجالات التجارة والتكنولوجيا، وأكد القادة أن الشراكة بين البلدين، التي تجاوزت 5 عقود، مستمرة في دعم الازدهار والأمن، كما تم تأكيد تعزيز التعاون في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة.

ومن أبرز التطورات في هذا المجال، الشراكة بين شركة “مايكروسوفت” الأمريكية ومجموعة “G42” الإماراتية، التي تهدف إلى تطوير بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي والرقمنة، مع استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار.

شراكة متعددة

تناولت المحادثات أيضًا التعاون الدفاعي بين البلدين، مع التأكيد أهمية حماية الأمن القومي، وتمكين الاستثمارات وريادة الأعمال الموثوقة، وتعزيز الابتكار عبر الحدود، وقد تم الاتفاق على توسيع العلاقات بين المجتمعات العلمية والأكاديمية، وتعزيز التبادلات البحثية المشتركة.

وناقش الزعيمان التقدم المحرز في مشروع الممر الاقتصادي التاريخي الذي يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، والذي تم إطلاقه في قمة مجموعة العشرين 2023. هذا المشروع من المتوقع أن يسهم في تعزيز التجارة العالمية، وزيادة الكفاءة الاقتصادية، وخلق فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى خفض انبعاثات الكربون.

وشدد الزعيمان على التزامهما المشترك بالتصدي لتحديات المناخ من خلال مبادرات مثل مؤتمر الأطراف COP28، كما أشادا بالجهود المشتركة لتعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة، ودعم استدامة الموارد، بالإضافة إلى تعزيز الاقتصاد الدائري، وأعلنت الإمارات والولايات المتحدة عن العديد من المبادرات لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، بما في ذلك استثمارات جديدة في البنية التحتية وتطوير مصادر الطاقة المتجددة في إفريقيا.

دور الإمارات المحوري

قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والباحث في معهد البحوث والدراسات العربية، الدكتور أحمد العناني، إن العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة تتمتع بقوة كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مشيرًا إلى وجود مصالح مشتركة واستثمارات وتبادل تجاري بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون في المجال العسكري.

وأضاف العناني، في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أنه من أبرز القضايا التي تشكل محورًا لهذه العلاقات هو الملف الفلسطيني، حيث تسعى الأطراف لإيجاد حلول لإنهاء الأزمة، لافتًا إلى أن ملف اليمن يعد من الملفات الهامة، نظرًا لدور الإمارات الفاعل في المنطقة، وهو دور تراه واشنطن محوريًا.