بدت رحلة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى نيويورك بمثابة نافذة للحوار مع الغرب، بجاب المشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ركز الرئيس الإصلاحي خلال لقائه مع مدراء وسائل الإعلام الأمريكية على تحسين صورة إيران، قائلًا: “إيران ليست كما تظهرها وسائل الإعلام الأجنبية.. نحن مستعدون للعيش في سلام وأمان ولا نبحث عن الاضطرابات بأي شكل من الأشكال ولهذا جئنا إلى هنا لننقل رسالتنا إلى كل شعوب العالم”.

الحوار مع الغرب

كان اجتماع بزشكيان مع مدراء الإعلام الأمريكي هدفه بعث رسالة إلى العالم الغربي بأن طهران مستعدة للحوار حول قضيتها النووية والعقوبات مرة أخرى.

وحسب تقرير صحيفة شهروند الإيرانية اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر، قال الرئيس الإيراني: “نحن على استعداد تام للعودة إلى التزاماتنا في الاتفاقية، لكن من غير الممكن أن تكون أمريكا والدول الأوروبية غير مستعدة للوفاء بالتزاماتها وتطلب منا بدلا من ذلك العودة إلى التزاماتنا”.

أما وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، فقال عبر قناته على تطبيق تلجرام، أمس الاثنين 23 سبتمبر: “إيران مستعدة لبدء محادثات نووية جديدة”. وبالنسبة للحوار مع الغرب، قال بزشكيان للصحافيين: “نحن على استعداد للجلوس مع الأوروبيين والأمريكيين لإجراء حوار ومفاوضات”. مشدداً على رفض بلاده للحرب في أوكرانيا، قائلًا: “لم نوافق قط على العدوان الروسي على الأراضي الأوكرانية”.

إدارة الخلافات

كان وزير الخارجية الإيراني الجديد، عباس عراقجي، قد عبر عن رؤية واقعية منذ تسلمه منصب الخارجية، بأنه لا يمكن حل الخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية دفعة واحدة، وإنما يمكن إدارة حل هذه الخلافات، بما يحقق أولوية رفع العقوبات عن إيران في إطار خفض التوتر بين البلدين.

وقد أكد عراقجي على تلك الرؤية في تصريحاته أمس الاثنين، قائلًا: “فيما يتعلق بالصراع بين إيران والولايات المتحدة: كلامي واضح. لدينا خلافات مع الأمريكيين، والعديد منها جوهري… وليس من السهل حل هذه الخلافات بشكل كامل فالوقت ليس الآن، أو أنه غير ممكن من حيث المبدأ”.

مضيفًا: “لكن النقطة المهمة هي أنه إذا لم يكن من الممكن حل الصراع، فمن الممكن تقليل تكاليفه. بمعنى آخر، على الرغم من وجود صراع، لا ينبغي لشعبنا أن يتحمل أي تكلفة أو أي ضغوط بسبب هذا الصراع”.

مفاوضات على هامش نيويورك

قال وزير الخارجية الإيراني، أنه سيبقى في نيويورك لعدة ايام بعد عودة الرئيس بزشكيان إلى إيران، وسيعقد المزيد من الاجتماعات مع وزراء خارجية مختلف الدول، ويبذل الجهود لبدء جولة جديدة من المفاوضات في المجال النووي. وحسب تقرير صحيفة كيهان اليوم الثلاثاء، أعرب عباس عراقجي، عن استعداد وزارته لهذه القضية، إذا كانت الأطراف الأخرى مستعدة فيمكن استئناف المفاوضات خلال هذه الزيارة.

وقد بدأت الخارجية الإيرانية بالفعل مفاوضتها لتحريك عجلة الحوار مع الغرب، فقد أجرى نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، محادثات مع نائب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، انريكي مورا، أمس الاثنين.

وحسب تقرير وكالة مهر الإيرانية، فقد تمحور اللقاء حول إلغاء الحظر المفروض على إيران والملف النووي. وعلى صفحته الشخصية على منصة إكس، وصف روانجي هذه المحادثات بالصريحة والبناءة. مؤكدًا استعداد بلاده للقيام بحصتها من “الالتزامات بحسن النية والعمل على إزالة القلق وتحقيق المصالح المتبادلة عبر المسار الدبلوماسي الذي يراعي مبدأ العزة”.

فريق للمفاوضات

حسب تقرير صحيفة هموطن الإيرانية، فإن بزشكيان قد اصطحب معه إلى نيويورك المجموعة الدبلوماسية التي قادت المفاوضات مع الغرب للتوصل لاتفاق عام 2015، وعلى رأسهم مستشاره السياسي، محمد جواد ظريف ووزير خارجيته عباس عراقجي، ومعاون الخارجية، تخت روانجي.

وبحسب المعاون السياسي لمكتب الرئيس الإيراني، مهدي سنائي، فإن مسعود بزشكيان سيلتقي خلال تواجده في نيويورك مع 20 رئيس دولة. ما يشير إلى جدية برنامج الرئيس الإيراني في حل الخلافات مع الغرب رغبة في تخفيف وطأة العقوبات عن بلاده.