إسرائيل تستعد لدخول بري.. هل تكون الضربة القاضية لحزب الله؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
3

مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله في الآونة الأخيرة، أصبحت احتمالية دخول إسرائيل بريًا إلى لبنان واحتلال منطقة عازلة من جديد موضوعًا حساسًا يُناقش على مختلف المستويات العسكرية والسياسية.

تستند هذه التحركات إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك التطورات الميدانية والتهديدات المستمرة بين الطرفين، حيث أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، وفق تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، الأربعاء 25 سبتمبر 2024، أن هناك تحضيرات لغزو بري للبنان.

الدوافع العسكرية والأمنية

من بين الأسباب التي قد تدفع إسرائيل إلى التفكير بجدية في خيار الدخول البري هو التهديد الذي يمثله حزب الله على أمنها، الحزب يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى، التي تشكل تهديدًا كبيرًا للمدن والمرافق الحيوية الإسرائيلية، لهذا السبب، تدرس إسرائيل دائمًا استراتيجيات لتعطيل أو تدمير هذه الصواريخ والبنية التحتية العسكرية لحزب الله.

إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان تعتبر خطوة استراتيجية قد تقلل من التهديد المباشر على الحدود الشمالية لإسرائيل، هذه المنطقة العازلة ستتيح للقوات الإسرائيلية مسافة أمان أكبر لمنع تسلل مقاتلي حزب الله أو إطلاق الصواريخ قصيرة المدى التي يمكن أن تستهدف المستوطنات الشمالية.

الاستراتيجية الإسرائيلية

إسرائيل سبق وأن نفذت عمليات برية في لبنان، وكان آخرها في حرب يوليو 2006، ومع ذلك، كانت نتائج تلك الحرب محل نقاش داخلي كبير، إذ إنها لم تحقق انتصارًا حاسمًا ولم تؤدِ إلى القضاء على حزب الله أو تفكيك بنيته التحتية، لهذا، يعتقد أن أي دخول بري جديد إلى لبنان سيكون مدروسًا بعناية أكبر من حيث الأهداف والتوقيت.

تعتمد الاستراتيجية الإسرائيلية المحتملة في هذا السياق على ضربات جوية مكثفة ومدمرة قبل أي دخول بري، بهدف إضعاف قدرات حزب الله بشكل كبير، الضربات الجوية ستستهدف مخازن الأسلحة، مراكز القيادة، وشبكات الاتصالات، ما يعيق قدرة الحزب على الرد بشكل فعال، بعد ذلك، قد تشن القوات البرية دخول محدود ومركز بهدف إنشاء المنطقة العازلة والسيطرة على مواقع استراتيجية.

أهداف المنطقة العازلة

الهدف الرئيس من إنشاء منطقة عازلة هو حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتوفير مساحة جغرافية تمنع حزب الله من استخدام الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى بكفاءة، قد تتراوح حدود هذه المنطقة بين 10 و 30 كيلومترًا داخل الأراضي اللبنانية، وسيكون الهدف منها أيضًا قطع خطوط الإمداد اللوجستية لحزب الله بين الجنوب اللبناني والمناطق الأخرى.

إلى جانب الأهداف العسكرية، تسعى إسرائيل أيضًا إلى استخدام هذه المنطقة كورقة ضغط سياسية على لبنان وسوريا، الدولتين اللتين تربطهما علاقات وطيدة مع حزب الله، هذا قد يضعف نفوذ الحزب داخليًا ويؤدي إلى زيادة الضغوط على قيادته من قبل المجتمع الدولي والدول الداعمة.

الرد المتوقع من حزب الله

من المتوقع أن يكون رد حزب الله على أي توغل إسرائيلي بري قويًا، إذ يمتلك الحزب خبرة واسعة في حرب العصابات والتكتيكات الدفاعية، حزب الله سيستخدم التضاريس الوعرة في جنوب لبنان لشن هجمات مباغتة واستنزاف القوات الإسرائيلية على الأرض، كما يمكن للحزب إطلاق موجات من الصواريخ نحو المدن الإسرائيلية، ما سيزيد من تعقيد المعركة ويُطيل أمدها.

أي تدخل إسرائيلي بري في لبنان سيؤدي إلى تصعيد إقليمي قد يشمل سوريا وربما قوى أخرى مثل إيران، التدخلات السابقة أثبتت أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله لا يبقى محصورًا في لبنان فقط، بل يمتد ليؤثر على التوازنات الإقليمية.

معركة طويلة

استعداد إسرائيل لدخول بري إلى لبنان واحتلال منطقة عازلة وضرب حزب الله يعتمد على معطيات ميدانية وسياسية معقدة.

بينما تسعى إسرائيل لتحقيق أهداف أمنية تتعلق بحماية حدودها الشمالية، يظل التصعيد مفتوحًا على احتمالات كبيرة قد تؤدي إلى معركة طويلة ومعقدة تشمل أطرافًا إقليمية ودولية عديدة.

اقرأ أيضا:

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق