قال الدكتور فيصل مصلح، أستاذ العلاقات الدولية، إن هذه الحرب في لبنان تقترب من نهايتها، لعدة أسباب، ليس منها أن الولايات المتحدة ترغب في ذلك، بل بسبب قوة المقاومة وثباتها وإمكاناتها.
تغيير مسمى الشرق الأوسط
وأضاف «مصلح»، خلا مداخلة عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن العدو الإسرائيلي في لبنان وجد نفسه في مأزق حقيقي، متابعا: لنتذكر بعد اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، كيف كانت الخطابات تتحدث عن احتلال إسرائيل للبنان حتى نهر الليطاني، وإقامة مستوطنات في الجنوب، وتغيير مسمى الشرق الأوسط، ولكن لم يتحقق أي من ذلك حتى الآن.
وأكد أن إسرائيل لا تزال غير قادرة على التقدم في لبنان، وعندما تحاول، تتكبد خسائر فادحة، فبالأمس، رد حزب الله على إسرائيل بإطلاق 42 صاروخًا نحو تل أبيب، وبالتالي كل هذه الخسائر ستجعل نتنياهو يتراجع عن الاستمرار في الحرب.
ولفت إلى أن من بين الأسباب التي ستجعل نتنياهو للتفاوض ما يشهده الداخل الإسرائيلي من توترات، مواصلا: الولايات المتحدة تسعى لإنهاء هذه الحرب، حتى أن ترامب يريد أن تتوقف، ولا يرغب في بدء ولايته بتزويد إسرائيل بالسلاح والمال، بل يخطط لأكثر من ذلك، ربما لإقامة علاقات اقتصادية واتفاقيات سلام.
الاتفاق مع لبنان
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ الكابينيت الأمني والسياسي الإسرائيلي يجتمع غدا للمصادقة على الاتفاق مع لبنان، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.
قال العميد خالد حمادة، الخبير العسكري، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يستمر في التصعيد رغم زيارات مسؤول البنتاجون في الشرق الأوسط والمبعوث الأمريكي وجوزيب بوريل بالأمس في بيروت، موضحا أن هذه الزيارات لا تشكل أي ضغوط حقيقية لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 الذي مازال الأساس القانوني والدولي لإنهاء النزاع في لبنان.
حقيقية وقف إطلاق النار في لبنان
وأضاف «حمادة»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسنت أكرم، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ قرار 1701 لا يزال هناك ثغرات كبيرة تحكم عملية التفاوض حوله برغم ما يُشاع من أجواء إيجابية سواء من قبل العدو الإسرائيلي أو الطرف اللبناني أو الأمريكي، مشيرا إلى أنّ هناك مسائل جوهرية خلافية لازالت موجودة حول تطبيق قرار 1701.
وتابع: «هناك مزيد من التصعيد في جنوب لبنان، كما أن الخطاب الإيراني الذي يقف وراء قرار حزب الله مازال مرتفع».
و أفادت صحيفة معاريف أنه بحسب مصادر سياسية فإن التسوية في الشمال قريبة جداً، إنها مسألة بضعة أيام. ومن المقدر -إذا لم تكن هناك مفاجآت في اللحظة الأخيرة- أن يتم التوقيع على الترتيب بحلول نهاية الأسبوع، وربما حتى قبل ذلك. وبحسب المصادر، فإن "المسودات اقتربت من الإغلاق، وأبدى الجانبان التزامهما بالتوصل إلى تسوية".
إسرائيل وحزب الله على وشك التوصل إلى تسوية
وبعد الاتفاق النهائي بين الطرفين، من المتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء السياسي الإسرائيلي الأمني للموافقة على الترتيب، وبعد ذلك مباشرة سيتم تقديم الاتفاق إلى الحكومة للموافقة عليه.
وبحسب التقديرات فإن الأغلبية المطلوبة لصالح التسوية مضمونة سواء في مجلس الوزراء أو في الحكومة، رغم معارضة وزير الأمن الوطني إيتامار بن غفير للاتفاق .
وبحسب المصادر المطلعة على المفاوضات، فإن التسوية نضجت بالفعل الأسبوع الماضي، لكن الخطوة تأخرت في الدقيقة 90 بسبب قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت.
وأعرب الوسطاء عن خشيتهم من أنه في ظل صدور الأوامر، قد يتشدد الطرف الآخر (لبنان تحت النفوذ الإيراني) في مواقفه ويطرح مطالب جديدة.
وفي النهاية، عادت الاتصالات إلى مسارها وتقدمت، ودخلت المفاوضات الآن مرحلتها النهائية - نحو الاتفاقات النهائية.
0 تعليق