لا يزال الدولي المصري محمد صلاح يواصل تألقه وتفوقه وتحطيم كل الأرقام القياسية والتاريخية مع ليفربول في مختلف البطولات والمنافسات المحلية والقارية والعالمية، حيث تحمل كل مباراة يخوضها الفرعون العديد من الأرقام التي يتمكن من تحقيقها بحثًا عن المزيد في كل مواجهة.
ونجح محمد صلاح في قيادة ليفربول لتحقيق انتصار كبير وهام على حساب ساوثهامبتون بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج»، بتسجيله هدفين، قادا الريدز لتوسيع الفارق في صدارة جدول الترتيب مع مانشستر سيتي لـ8 نقاط بعد مرور 12 جولة فقط.
وحمل الهدف الثاني لمحمد صلاح والثالث لليفربول في مباراة ساوثهامبتون، عدة أرقام قياسية، أهمها تسجيله الهدف 300 في مسيرته مع الأندية التي لعب لها طوال مشواره الاحترافي والذي بدأ موسم 2009 / 2010 مع المقاولون العرب.
رحلة كتابة التاريخ تبدأ من المقاولون العرب
بدأت رحلة كتابة التاريخ وصناعة المجد للفرعون المصري محمد صلاح من مركز شباب قرية نجريج بعمر 6 سنوات فقط عام 1998، بعدها انتقل للعب في نادي اتحاد بسيون بمحافظة الغربية ثم نادي عثماثون طنطا، وكانت اللقطة الأبرز في مسيرته هي انتقاله لناشئي نادي المقاولون العرب عام 2006، وهي الخطوة التي كانت بداية رحلة العالمية.
وفي العام التالي، قرر محمد رضوان المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي المقاولون العرب تصعيده، واستمر محمد صلاح في التدريب مع الفريق الأول، حتى ظهر للمرة الأولى رسميًا في 3 مايو 2010، عندما حل بديًلا في مباراة ذئاب الجبل والمنصورة في بطولة الدوري المصري الممتاز موسم 2009 / 2010 على ستاد المنصورة الرياضي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، ليخوض أهم 11 دقيقة في مسيرته مع كرة القدم مرتديًا القميص رقم 31.
الأهلي «مفتاح» صلاح في مشوار الـ300 هدف
وسجل صلاح أول أهدافه مع الأندية في مسيرته الاحترافية، بقميص المقاولون العرب في شباك الأهلي في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن منافسات الجولة 14 من بطولة الدوري المصري الممتاز موسم 2010 / 2011، على ستاد القاهرة الدولي، وانتهت بالتعادل الإيجابي أيضًا بهدف لكل فريق.
وخلال 3 مواسم لعبها الفرعون المصري بقميص المقاولون العرب، خاض صلاح 45 مباراة، نجح في تسجيل 12 هدفًا، بواقع 11 هدفًا في 39 مباراة بالدوري، وهدف وحيد في 6 لقاءات بالكأس.
مسيرة مميزة مع بازل السويسري في طريق صلاح إلى العالمية
وفي 10 أبريل 2012، وقع صلاح عقدًا لمدة 4 سنوات مع بازل السويسري، في خطوة هامة وضعته على بداية طريق العالمية، وخلال موسمين فقط بالقميص رقم 22، لعب صلاح 79 مباراة في مختلف البطولات المحلية والقارية، سجل خلالها 20 هدفًا «9 أهداف في 47 لقاء بالدوري و4 أهداف في 6 مباريات بالكأس و7 أهداف في 26 مواجهة بالبطولات الأوروبية»، كان أهمها أمام تشيلسي في نصف نهائي الدوري الأوروبي، وتوج ببطولتين للدوري السويسري، وخسر نهائي الكأس أمام جراسهوبرز.
تشيلسي «لقطة الفشل» التي كانت سببًا في النجومية
وفي 23 يناير 2014، أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي والذي كان يقوده البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني، انضمام الدولي المصري محمد صلاح في صفقة قوية.
وفي 8 فبراير، خاض صلاح أول مباراة بقميص البلوز رقم 15 أمام نيوكاسل يونايتد وشارك في الانتصار الكبير بثلاثة أهداف نظيفة.
وفي 22 مارس، أحرز أول أهدافه في «البريميرليج» شباك أرسنال باللقاء الذي انتهى بسداسية دون مقابل، ورغم البداية القوية إلا أن تواجده في تشيلسي كان بمثابة «لقطة الفشل» التي مهدت له السير في طريق النجومية.
وخلال موسم ونصف الموسم، شارك صلاح بقميص تشيلسي في 19 مباراة فقط، سجل خلالها هدفين فقط في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، فيما شارك ولم يسجل في الكأس والبطولات القارية، وتوج خلالها بلقب كأس الرابطة الإنجليزية موسم 2014 / 2015.
فيورنتينا «طوق النجاة» لعودة صلاح لطريق العالمية
ومع تراجع مستواه وقلة مشاركاته، جاء عرض فيورنتينا الإيطالي ليكون بمثابة «طوق نجاة» لعودة صلاح مجددًا للسير في طريق العالمية، ففي 2 فبراير 2015، أعلن نادي تشيلسي انتقال الفرعون المصري للعب في الدوري الإيطالي على سبيل الإعارة لمدة موسم ونصف الموسم.
وخلال الستة أشهر الأولى من ارتداؤه لقميص الفيولا، عاد محمد صلاح للتألق من جديد على الملاعب الإيطالية بالقميص رقم 74، بتسجيله 9 أهداف خلال 26 مباراة، بواقع 6 أهداف في 16 مباراة بالدوري منها هدف في إنتر ميلان، وهدفين في لقاءين بالكأس أمام يوفنتوس، وهدف وحيد في 8 مواجهات بالبطولات القارية.
صلاح يعود لكتابة التاريخ من بوابة «روما»
ولم تستمر رحلة صلاح في فيورنتينا طويلًا، وبعد ستة أشهر فقط وتحديدًا في 6 أغسطس 2015، أعلن نادي روما انضمام الدولي المصري على سبيل الإعارة بعقد لمدة موسم مع إمكانية الانتقال النهائي بعد انتهاء الموسم.
وكانت خطوة الانتقال لنادي العاصمة الإيطالية، بمثابة «البداية الحقيقية» لكتابة التاريخ في الدوريات الأوروبية، حيث أظهر صلاح تفوقًا كبيرًا وتألقًا مستمرًا على مدار موسمين، قاد خلالها فريقه الجديد بالقميص رقم 11 لاحتلال وصافة جدول ترتيب الدوري الإيطالي بعد سنوات من الغياب رفقة الأسطورة فرانشيسكو توتي.
وخلال عامين، لعب صلاح 83 مباراة في الدوري والكأس والبطولات القارية، سجل خلالها 34 هدفًا أبرزها في شباك ميلان ونابولي وفيورنتينا فريقه السابق، بواقع «29 هدف في 65 مباراة بالدوري، هدفين في 3 لقاءات بالكأس، و3 أهداف في 15 مواجهة بالبطولات القارية».
ليفربول «كلمة السر» في الوصول للهدف 300
وفي 22 يونيو 2017، أعلن نادي ليفربول نجاحه في التعاقد مع الدولي المصري محمد صلاح في صفقة انتقال قياسية في تاريخ الريدز، ليصبح أول لاعب مصري يرتدي القميص الأحمر في تاريخ البريميرليج.
وفي أول ظهور رسمي في 12 أغسطس 2017 سجل أول أهدافه، ليبدأ رحلة كتابة التاريخ وصناعة المجد والوصول للهدف 300، بعد 8 مواسم خاضها في آنفيلد.
وخلال 7 مواسم وعدة أسابيع، نجح محمد صلاح في تحقيق وتحطيم الكثير والكثير من الأرقام القياسية والتاريخية والجوائز الفردية والجماعية، حتى وصل للهدف 300 في مباراة ليفربول وساوثهامبتون في الجولة 12 من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب سانت ماري قبل يومين.
ورغم ارتداؤه لقمصان عدة أندية في الدوريات الأوروبية، إلا أن ليفربول كان كلمة السر في طريق العالمية للاعب المصري الذي أصبح ملكًا لمدينة ليفربول وأحد الهدافين التاريخيين لأقوى بطولات الدوري في العالم، حيث أحرز بقميص الريدز الهدف 100 في مسيرته مع الأندية بمرمى نيوكاسل يونايتد في 3 مارس 2018 في البريميرليج، والهدف 200 بشباك بورتو البرتغالي في 28 سبتمبر 2021 في دوري أبطال أوروبا والهدف 300 في ساوثهامبتون قبل يومين.
ومنذ انتقاله لصفوف ليفربول مطلع موسم 2017 / 2018، سجل محمد صلاح 223 هدفًا خلال 367 مباراة، بواقع 165 هدفًا في 262 مباراة، و48 هدفًا في 79 لقاء بالبطولات القارية، و10 أهداف في 26 مواجهة ببطولات الكأس المحلية والدوريات القارية وكأس العالم للأندية.
ونجح محمد صلاح في قيادة ليفربول للتتويج بـ8 بطولات، هي كأس الرابطة الإنجليزية مرتين، والدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية وكأس الدرع الخيرية ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية مرة واحدة لكل بطولة.
0 تعليق