صليت الاستخارة وما حسيت بشي، هل يدل ذلك على شيء؟ اكتشف الأسباب والحلول!

فكرة فن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تمثل الاستخارة علامة من علامات الإيمان العميق، حيث يطلب المسلم العون والتوجيه من الله سبحانه وتعالى في الأمور الحياتية التي تتطلب اتخاذ قرارات مهمة،وفي حياتنا اليوم، يواجه الكثير منا حيرة في اتخاذ القرار المناسب في مواقف متعددة،إن صلاة الاستخارة، التي هي عبارة عن ركعتين نوافل، تتيح للمسلم التعبير عن تفويضه لله في جميع أموره، وهو ما يخفف عنه مشاعر القلق والتوتر،سنتناول في هذا المقال صلاة الاستخارة ومعانيها المختلفة وتأثيراتها النفسية والمعنوية على المؤمنين، لنفهم كيف تساهم في تحقيق الطمأنينة والسلام الداخلي.

صليت الاستخارة وما حسيت بشي

في يوم من الأيام، شعرت بالقلق حيال اتخاذ قرار حاسم في حياتي،كان لدي أمور تتطلب مني حسمًا، ولم أستطع تحديد الاتجاه الصحيح،ذهبت إلى والدتي، وأخبرتها بحيرتي، فاقترحت عليّ أن أصلي صلاة الاستخارة التي تُعد من السنن النبوية،استمعت إلى نصيحتها بحب، وأخبرتني أن الاستخارة تعني تقديم تفويض إلى الله في الأمور التي تشغل البال.

سألت والدتي “كيف أبدأ صلاة الاستخارة”، فأجابتني بأن أؤدي ركعتين نافلتين، ثم أرفع يديّ وأدعو بالدعاء المعروف، والذي يتضمن (اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمّي حاجته) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمّي حاجته) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به).

بعد أن انتهيت من صلاة الاستخارة، شعرت بعدم وجود أي شعور أو علامة، ولم أستطع رؤية أي أحلام تفيدني في القرار الذي اتخذته،أبلغت والدتي بذلك، فقالت لي إن رؤية حلم ليست شرطًا من شروط الاستخارة، حيث يمكن أن تكون استجابة الله لدعائي بوضوح في الطريق الذي سأنتهجه،حسبت برغبتها، أن الأوضاع ستسير بسلاسة وأمن، وفي حالة عدم حدوث شيء مؤكد، سأكون راضية بما كتبه الله لي.

وكانت والدتي أيضاً تشير إلى أنه في حال لم أشعر بشيء، يمكنني تكرار صلاة الاستخارة إلى أن أشعر بالراحة والثقة.

ما هو حكم صلاة الاستخارة

قصتي ليست فريدة، فهناك العديد من التجارب المشابهة،أخبرتني صديقتي عن شخص مميز قدم له عرض عمل مغري جدًا، وكان يحلم بتحقيق هذه الفرصة لوقت طويل،على الرغم من تجربته الجيدة، إلا أنه قرر أن يصلي صلاة الاستخارة،من المثير للاهتمام، أنه شعر بالضيق بعد الاستخارة، ولم يعد متشوقًا للوظيفة، مما أدى إلى اتخاذه القرار الكافي بالتراجع عنها،لقد كانت تلك الخطوة مهمة جدًا في حياته، فهي تدل على وعيه وإيمانه بخياراته.

والجدير بالذكر أن صلاة الاستخارة في الإسلام ليست فرضًا، بل هي سنة، وتمثل وسائل تسليم الأمور لله الرزاق،إن اللجوء إلى الله في الأوقات الصعبة يساعد كثيرًا في تقديم التوجيهات والرؤية المثلى،النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف كيف يوجه المسلمين لأداء هذه الصلاة تقربًا إلى الله وطلبًا للتوفيق.

يجب على المسلمين تكرار صلاة الاستخارة عدة مرات للتأكد من حصولهم على الإلهام والنور،على سبيل المثال، يذكر التاريخ أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه استخار الله لمدة شهر قبل كتابته للحديث، مما يدل على أهمية هذا العمل وفضله.

ماذا يحدث بعد صلاة الاستخارة

إذا انتقلنا إلى تجربة أخرى، فقد أخبرتني صديقة عن تجربة شقيقها الذي كان يعرف أن الاستخارة ستوفر له الخطة الصحيحة،كان لديه فكرة مشروع جديدة، ولكن قبل اتخاذ القرار النهائي، قام بأداء صلاة الاستخارة،بعد الصلاة، شعر بعدم الارتياح تجاه المشروع، مما دفعه للتراجع عن الفكرة،لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك، اكتشف أن الفكرة كادت تنتهي بعواقب سيئة.

أيضًا، كان هناك موقف مشابه عندما تقدم أحد الشباب لخطبة أختي،كانت العائلة مندهشة للتوافق معه، لكن الأخت كانت تشعر بالقلق،بعد أن صلت صلاة الاستخارة، شعرت بأنها يجب أن ترفضه، ورغم معارضة الأهل، كانت مقتنعة بخياراتها،بعد عدة أشهر، تم خطبتها لفتى يصونها بشكل أفضل، مما أكد على أنها اتخذت القرار الصحيح،كانت تثق بنور الله واستخارته.

يمثل قرار الاستخارة عنصرًا حاسمًا في حياة الشخص، حيث يفوض المسلم أمره لله ويؤمن بأن الله لا يفعل إلا ما هو خير،تظهر عدة علامات بعد صلاة الاستخارة، مثل الشعور بالراحة أو عدم الارتياح،في حالة تيسير الأمور، ستحظى بطمأنينة، بينما في حالة الحس بالانقباض أو الفشل، عليك التفكير مليًا في الأمر والابتعاد عنه.

صلاة الاستخارة هي وصية نبوية عظيمة، كونها نافلة وصلاة ركعتين بعد السلام، ولا بد من الدعاء بعده،عدم شعور الشخص بالراحة بعد القيام بها ليس محط إحباط، بل علامة على التوجه إلى الله وتسليمه أمره،الحديث الشريف يؤكد أن كل دعاء في الاستخارة هو استجابة من الله فما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يستجيب له دعوته، وإما أن يصرف عنه من السوء والشر مثلها، وإما أن يدخر له من الثواب والأجر مثلها.

استكملت الحديث مع شقيقتي حول أفضل الأوقات لأداء صلاة الاستخارة، وهي الأمر الذي يشغل الجميع،أبلغتني أنه لا يوجد وقت محدد، إلا أنه من الأفضل تجنب بعض الأوقات المحرمة مثل وقت شروق الشمس أو غروبها،والأوقات المفضل فيها الصلاة هي الثلث الأخير من الليل، حيث له الفضل الأكبر في قبول الدعاء.

في ختام هذا المقال، أذكر أن صلاة الاستخارة هي نعمة كبيرة من الله،إذا شعرت بعدم الوضوح أو بالأمور المضطربة بعد الصلاة، فلا تتردد في إعادة التأدية، فالله يرعانا ويهدي صلواتنا لأفضل الخيارات،من خلال الاستخارة والثقة بالله، يمكنك أن تجد الطريق الصحيح وتعمل بإلهام لتحقيق ما فيه الخير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق