فترة ترامب الثانية ستختلف عن الأولى بشأن علاقته بدمشق
الدول العربية وروسيا وأوروبا ستضغط على ترامب لرفع العقوبات عن روسيا
لابد من التنسيق مع دمشق خلال انسحاب واشنطن من شمال شرق سوريا
خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، كانت العلاقات سيئة للغاية مع سوريا، فرغم إعلانه انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا ولكن لم تف واشنطن بوعودها، بل وشنت عدوانًا عدة مرات ضد الدولة السورية، واتخذت قرارات لصالح إسرائيل على حساب الجيش السوري.
لكن الوضع خلال 2016 إلى 2020 وهي الفترة التي حكم فيها دونالد ترامب الولايات المتحدة، مختلفة تماما عن الفترة التي يعيشها العالم الآن وطبيعة التحالفات الدولية، والمتغيرات التي يشهدها العالم في ظل تصاعد حروب عديدة وهو ما سيكون له انعكاس بشكل رئيسي على طبيعة العلاقات بين واشنطن ودمشق خلال الولاية الثانية لترامب.
ويظل السؤال الملح هو هل ينفذ دونالد ترامب وعوده التي قطعها على نفسه بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا، لذلك أجرينا حوارًا مع غسان يوسف، المحلل السياسي السوري، الذي كشف عن مستقبل العلاقات السورية الأمريكية في عهد دونالد ترامب وما إذا كانت روسيا ستمارس ضغوطًا على ترامب لتحسين تلك العلاقات، وماذا عن عودة علاقات دمشق بعدد من دول أوروبا وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..
كيف كانت العلاقات السورية الأمريكية خلال فترة ولاية ترامب الأولى؟
خلال فترة ولاية دونالد ترامب السابقة لم تكن العلاقات السورية الأمريكية جيدة، حيث شنت القوات الأمريكية عدوانين على سوريا أولهما في 7 أبريل 2017 والعدوان الثاني كان في 17 أبريل وكان عدوان ثلاثي أمريكي فرنسي بريطاني على البحوث العلمية في دمشق.
وما الهدف من العدوانين حينها؟
تصديق ترامب أن سوريا استخدمت السلاح الكيماوي على الرغم من أن الدولة السورية نفت ذلك، كما يمكن أن نذكر أنه - أي ترامب - هو من أعطى السيادة على الجولان المحتل لإسرائيل، وتم توقيع كتاب وجهه للحكومة الإسرائيلية بذلك، وهذا ما يؤكد أن العلاقة السورية الأمريكية لم تكن جيدة.
وماذا عن الضغوط الاقتصادية التي مارسها ترامب ضد سوريا في ولايته الأولى؟
وفي عهد ترامب، أصدر قانون قيصر في 2019 وتم تطبيقه في 2020 وهذا أدى إلى انهيار الليرة السورية وتراجع الاقتصاد السوري، مما أدى لتأثير العقوبات على المواطن العادي في سوريا.
هل تتوقع أن تتغير العلاقة بين البلدين في ولاية ترامب الثانية؟
اليوم مع عودة دونالد ترامب مجددًا للبيت الأبيض، ربما ستختلف فترته الرئاسية الثانية عن الفترة الأولى.
ولماذا تعتقد أن العلاقة ستتغير؟
لأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تتغير مواقفها تجاه سوريا خلال هذه الفترة، وربما يكون لدول أخرى غير روسيا الضغط على الولايات المتحدة من أجل عودة سوريا للمجتمع الدولي ورفع العقوبات عنها، خاصة أن هناك دول عربية أعادت سوريا لجامعة الدول العربية وهناك دول أوروبية أعادت علاقتها الدبلوماسية مثل إيطاليا والاتحاد الأوروبي يفكر في إرسال مبعوثه لسوريا وسيتخلى عن لاءاته الثلاثة.
وما هي اللاءات الثلاثة الأوروبية ضد سوريا؟
هي لا للتطبيع ولا لرفع العقوبات ولا لإعادة الإعمار وقد يتخلى عن ذلك.
وهل تتوقع أن تسير الولايات المتحدة الأمريكية على نفس النهج؟
ربما الولايات المتحدة الأمريكية تحذو حذو الاتحاد الأوروبي والدول العربية خاصة أن سوريا اليوم تختلف عن سوريا في السابق، فهي لا تتدخل أبدًا في الشئون الداخلية لجيرانها وتحاول لملمة جراحها واستعادة سياستها على أراضيها، وهنا تبرز العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة الأمريكية من خلال انسحاب الأخيرة من شمال شرق سوريا، وبالتالي لابد من التنسيق مع الدولة السورية من أجل السيطرة على الأراضي السورية.
وهل يمكن أن تنسق واشنطن مع دولة أخرى بشأن هذا الانسحاب؟
يُخشى أن تتفق الولايات المتحدة الأمريكية مع تركيا بشأن هذا الانسحاب وسيكون هذا خطأ كبير ترتكبه واشنطن.
ما هي أبرز الدول التي يمكن أن يكون لها دورًا في عودة العلاقات الأمريكية السورية؟
روسيا سيكون لها دور، والدول العربية وبعض الدول الأوروبية سيكون لها دور أيضًا، وهنا ستأخذ العلاقات السورية الأمريكية منحنى آخر، خاصة أن سوريا خلال الفترة الأخيرة قررت أن تلتزم الحياد في جميع القضايا إلا استعادة أراضيها، وهذا يؤكد أن الدولة السورية اليوم تعمل على أن يكون هناك توازن في علاقتها الدولية سواء مع الولايات المتحدة أو الدول العربية أو الدول الأوروبية أو إيران والرئيس الأمريكي المنتخب سيتجه في هذه الفترة نحو الدبلوماسية وليس نحو الحرب.
0 تعليق