في خطوة جديدة واستباقية تدرس وزارة التعليم العالي السنة التأسيسية لطلاب الجامعات، فهي تمثل خطوة جديدة لتحسين جودة التعليم، تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب الأكاديمية والشخصية، وتعزيز فرص نجاحهم في المرحلة الجامعية وسوق العمل.
ما هي السنة التأسيسية؟
السنة التأسيسية هي مرحلة تعليمية تُتيح للطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها، الذين لم يحصلوا على الحد الأدنى المطلوب للالتحاق بالجامعات الخاصة أو الأهلية، فرصة لاستكمال تأهيلهم العلمي من خلال برامج تمهيدية.
وتهدف هذه المرحلة إلى تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم الثانوي ومتطلبات الدراسة الجامعية، مما يساعد الطلاب على النجاح أكاديميًا وتأهيلهم لسوق العمل.
أهمية السنة التأسيسية
أوضح الدكتور أيمن عاشور أن السنة التأسيسية تسهم في:
1. تعزيز مهارات الطلاب: تطوير المهارات اللغوية، والشخصية، وبناء الثقة بالنفس.
2. تقليص الفجوة المعرفية: إعداد الطلاب للانتقال السلس إلى الحياة الجامعية.
3. زيادة فرص النجاح: رفع معدلات التخرج وتأهيل الطلاب للاندماج في سوق العمل.
4. دعم الطلاب الوافدين: منحهم فرصة لتحسين مهاراتهم الأكاديمية والشخصية.
تفاصيل تطبيق السنة التأسيسية
شروط القبول
الطلاب الحاصلون على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها.
اجتياز السنة التأسيسية شرط للالتحاق بالكلية المستهدفة.
مدة الدراسة
وتتضمن السنة التأسيسية برامج مكثفة لمدة عام دراسي، تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب الأساسية والتخصصية.
المناهج الدراسية
مسارات تعليمية متنوعة تشمل العلوم، التكنولوجيا، والفنون.
استخدام وسائل تعليمية مبتكرة وتقنيات تكنولوجية حديثة.
نظم التقييم
امتحانات دورية لتقييم تقدم الطلاب.
تقديم دعم أكاديمي لضمان تحقيق الأهداف التعليمية.
التعديلات القانونية المرتبطة بالسنة التأسيسية
ووافق مجلس الوزراء على تعديل قانون الجامعات الخاصة والأهلية رقم 12 لسنة 2009، لإضافة مادة تنص على تطبيق السنة التأسيسية.
ويسمح هذا التعديل للجامعات بقبول الطلاب الذين لم يستوفوا الحد الأدنى المطلوب، شريطة اجتياز السنة التأسيسية وفقًا لضوابط يحددها المجلس الأعلى للجامعات.
مقترح مستلهم من النماذج العالمية
وفي هذا السياق، أكد الدكتور عاطف علم الدين، عضو مجلس الشيوخ ورئيس جامعة بورسعيد، أن فكرة إنشاء سنة تأسيسية لطلاب الجامعات جاءت بناءً على الاطلاع على التجارب التعليمية العالمية، وأن هذا المقترح لا يزال قيد المناقشة داخل الأروقة الأكاديمية ولم يتم اعتماده رسميًا من قبل وزارة التعليم العالي.
وأوضح “علم الدين” في تصريحات خاصة لـ موقع الجمهور الإخباري، أن هذه السنة تهدف إلى تطوير التعليم الجامعي في مصر ومنح فرصة جديدة للطلاب الذين لم يتمكنوا من تحقيق الحد الأدنى لتنسيق المرحلة الثالثة، رغم حصولهم على درجات النجاح.
أهمية السنة التأسيسية في معالجة التحديات
ويرى عضو مجلس الشيوخ أن السنة التأسيسية تمثل فرصة ذهبية للطلاب المتسربين من التنسيقات الجامعية أو الذين لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالكليات التي يطمحون إليها، مؤكدا دعمه الكامل لهذا المقترح، لأن السنة التأسيسية تمثل خطوة محورية في إعادة تشكيل منظومة التعليم العالي بمصر، لافتًا إلى أنها ستعيد الأمل للطلاب الذين تعطلت أحلامهم بسبب ضياع فرصتهم في التنسيق الجامعي.
تفاصيل الدراسة في السنة التأسيسية
وأشار رئيس جامعة بورسعيد إلى أن السنة التأسيسية، وفقًا للمقترح، ستتيح للطلاب دراسة مواد متخصصة تتوافق مع شُعبهم العلمية. وستكون هناك مسارات متنوعة حسب الخلفية الدراسية:
- المسار العلمي بشقيه (علوم_ رياضة) للطلاب الراغبين في دراسة الطب والهندسة.
- المسار الأدبي للطلاب الراغبين في الكليات النظرية مثل الآداب والتربية.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ ورئيس جامعة بورسعيد، أن الطالب الذي يجتاز هذه السنة بنجاح سيصبح مؤهلاً للالتحاق بالكليات المرتبطة بالتخصص الذي درسه خلال السنة التأسيسية، شريطة اجتيازه للاختبارات المقررة.
فرص جديدة للطلاب المتعثرين
وتابع الدكتور عاطف علم الدين، أنه ومن أبرز مميزات هذا النظام أنه يمنح الطلاب غير المؤهلين تنسيقيًا فرصة جديدة لدراسة التخصصات التي يطمحون إليها مثل الطب والصيدلة، وأن هذه السنة ستختصر الطريق على العديد من الطلاب الذين يلجئون إلى السفر للخارج للدراسة، مما يقلل العبء المادي والنفسي على الأسر المصرية.
إضافة عام دراسي لخدمة مستقبل الطلاب
رغم أن هذا النظام سيزيد مدة الدراسة الجامعية بعام إضافي، إلا أن الدكتور علم الدين أكد أن هذه الزيادة تصب في مصلحة الطالب، حيث تمنحه فرصة لتحقيق حلمه الأكاديمي، مضيفا أن النظام مطبق في العديد من الدول المتقدمة وأثبت نجاحه في تحسين جودة التعليم العالي وإتاحة الفرص للطلاب المتعثرين.
وفي ختام تصريحاته، وصف الدكتور عاطف علم الدين، عضو مجلس الشيوخ ورئيس جامعة بورسعيد، السنة التأسيسية بأنها "طوق نجاة" للطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في التنسيق، معربًا عن أمله في أن يتم تبني هذا النظام قريبًا كجزء من جهود تطوير التعليم العالي في مصر.
0 تعليق