دُشنَت رسميًا أول محطة كهرباء في الأردن تعمل بغاز حقل الريشة مخصصة للقطاع الصناعي، في خطوة من شأنها دعم النمو الاقتصادي للبلاد، وتأمين احتياجات القطاعات الصناعية والاجتماعية والخدمية.

ورعى وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، اليوم الخميس 3 نوفمبر/تشرين الأول (2024)، افتتاح أول مشروع من نوعه في المملكة لتوليد الكهرباء لمصنع الشركة الوطنية لصناعة الكلورين، في مدينة الموقر، وباستعمال الغاز الطبيعي المضغوط المنتج من حقل الريشة التابع لشركة البترول الوطنية.

من المقرر نقل الغاز الطبيعي من محطة الريشة، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى موقع أول ‏محطة كهرباء في الأردن تعمل بغاز الريشة للقطاع الصناعي في مدينة الموقر، بوساطة شاحنات.

ويأتي المشروع الجديد بعد نحو 5 أشهر من تشغيل أول محطة غاز مضغوط في الأردن، الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي بوساطة شاحنات وقاطرات مخصصة من حقل الريشة إلى المستهلك النهائي.

حقل الريشة

أكد الخرابشة أهمية أول ‏محطة كهرباء في الأردن تعمل بغاز الريشة للقطاع الصناعي، إذ ستستهلك 3 ملايين قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي لتوليد 10 ميغاواط لتلبية احتياجات المصنع.

وأشار وزير الطاقة الأردني إلى أن حقل الريشة ينتج 40 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، قائلًا: "نسعى اعتمادًا على هذه الكميات إلى تزويد المدن الصناعية في (الروضة والموقر والقويرة والمفرق والقسطل والهاشمية) بالغاز الطبيعي".

ولفت الخرابشة إلى جهود شركة البترول الوطنية في تطوير الحقل، بزيادة إنتاجه ليصل إلى 50 مليون قدم مكعبة عام 2025، و 200 مليون قدم مكعبة بحلول عام 2030.

وأوضح الخرابشة أن توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي له آثار إيجابية في القطاع الصناعي، نظرًا لتدنّي كلفته بنسبة 35% مقارنة بالديزل، وأكثر من 50% مقارنة بالوقود الثقيل.

وتعدّ أول ‏محطة كهرباء في الأردن تعمل بغاز الريشة للقطاع الصناعي واحدة من 3 مشروعات تعتمد على الغاز الطبيعي المضغوط من حقل الريشة، التي تهدف إلى خفض التكلفة التشغيلية للصناعات التي تعتمد على الغاز الطبيعي من (25%-50%).

وقال الخرابشة، إن هذه المشروعات سيكون لها أثر مباشر في القطاع الصناعي، وستزيد من قدرته التنافسية جراء الانخفاض في الكلفة، وبالتوازي، سيحسّن ذلك من إيرادات شركة البترول الوطنية، وسيمكّنها من التوسع في برامجها ومشروعاتها لزيادة القدرة الإنتاجية من حقل الريشة، كون الشركة تموّل أعمالها ومشروعاتها ذاتيًا من إيراداتها المتأتية من مبيعات الغاز.

القطاع الصناعي

‏شدد الخرابشة على أن المشروعات الجاري تنفيذها تتماشى مع توصيات رؤية التحديث الاقتصادي والبرنامج التنفيذي للرؤية، التي تقوم على ركيزتين، إحداهما إطلاق كامل الإمكانات لتوفير ما يزيد عن 10 آلاف فرصة عمل وتحقيق نمو اقتصادي بمقدار 5.6% بحلول عام 2030، خلال المدة الزمنية لتنفيذ الرؤية، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على إعداد قانون لتنظيم الأعمال المتعلقة بالغاز الطبيعي في المملكة.

وأوضح أن القطاع الصناعي يعدّ رافعة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية وتحقيق معدلات النمو التي أشارت إليها رؤية التحديث الاقتصادي، كما يعدّ محركا مهمًا للاقتصاد الوطني، وله دور أساس في معالجة أعباء البطالة وتخفيفها.

من جانبه، كشف مدير عام شركة البترول الوطنية خطط الشركة لزيادة الإنتاج من حقل الريشة بما يعود بالمنفعة على القطاع الصناعي والمواطن، واصفًا المشروع بأنه بادرة لتحقيق الأمن الصناعي من خلال تقليل تكلفة التشغيل بالاعتماد على مصدر محلي وقليل التكلفة.

وأكد رئيس هيئة مديري الشركة الوطنية لصناعة الكلورين، خليل أبو الرب، اهتمام الشركة بالسعي للاعتماد على الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أهمية التوسع مستقبلًا باستعمال الغاز الطبيعي في قطاعات مختلفة، لجدواه في تقليل ما يقارب 70% من تكلفة الإنتاج.

وثمّن المدير العام لشركة غاز الأردن، صلاح الخزاعلة، حرص وزارة الطاقة والثروة المعدنية والشركاء في القطاع على تمكين الشركة من التأسيس لمرفق مهم وجديد لاستغلال الغاز الطبيعي ودعم الاستثمار فيه لضمان استمرار التزويد بالجملة والتجزئة.

ولفت إلى أهمية مشروع توليد الكهرباء بالاعتماد على الغاز الطبيعي في مصنع الكلورين، لدوره في تحقيق الأمان الاقتصادي والبيئي باستعمال مصدر محلي أقل تكلفة وأقل تلويثًا للبيئة.

ووضف رئيس هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، المهندس زياد السعايدة، المشروع الأول من نوعه في منطقة الموقر، بأنه فرصة لتعزيز مكانة المنطقة والقطاع الصناعي، مؤكدًا حرص الهيئة على تقديم التسهيلات المطلوبة لإقامة مثل هذه المشروعات.

كانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية قد أدرجت منذ شهر مارس/آذار 2023، من خلال لجنة تسعير المشتقات البترولية، سعر بيع الغاز الطبيعي المضغوط والمسال للمستهلك النهائي ضمن النشرة الشهرية للمشتقات النفطية، مضافًا إليها قيمة العمولة للشركات المهتمة بهذا النشاط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..