أسدلت محكمة استئناف طرابلس الستار على أزمة حمل رئيس مؤسسة النفط الليبية فرحات بن قدارة جنسيةَ دولة الإمارات، إذ قضت بعزله من منصبه وإلغاء كل قراراته السابقة، وفق تفاصيل الحكم الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأصدرت المحكمة، اليوم الأحد 1 ديسمبر/كانون الأول (2024)، حكمها النهائي بشأن ثبوت حمل رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الجنسية الإماراتية، وذلك بعد أكثر من عام من المعركة القانونية في هذا الشأن.
وقررت محكمة استئناف طرابلس إلغاء جميع القرارات والتصرفات الصادرة عن فرحات بن قدارة، بصفته رئيس مؤسسة النفط، وذلك بعدما ثبت حمله جنسية دولة أخرى، بما يخالف قانون الجنسية الليبي رقم 24 لعام 2010.
وأكدت المحكمة أن اكتساب جنسية أجنبية دون الامتثال للضوابط القانونية، يؤدي إلى فقدان الجنسية الليبية، وهو الأمر الذي يترتب عليه فقدان الشرعية القانونية لتولّي الوظائف العامة، وخاصة المناصب السيادية التي تتطلب الولاء الكامل للدولة.
عزل فرحات بن قدارة
قررت محكمة استئناف طرابلس، في حكمها الصادر اليوم الأحد، بطلان جميع تصرفات فرحات بن قدارة، التي صدرت عنه خلال تولّيه منصبه، مؤكدةً أنها "باطلة وعديمة الأثر"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ووصفت المحكمة تولّي بن قدارة منصب رئيس مؤسسة النفط الليبية بأنه اغتصاب للسلطة"، لا سيما أن المدّعي قدّم مستندات تُثبت تمتُّعه بجنسية دولة الإمارات، والتي لم يُطعَن فيها من قبل الجهات المعنية، ما رأته المحكمة دليلًا قاطعًا.
بالإضافة إلى ذلك، ألزمت محكمة استئناف طرابلس الجهات المطعون ضدّها بدفع مبلغ 10 آلاف دينار ليبي (2047 دولارًا أميركيًا) للطاعن، وذلك تعويضًا عن الأضرار المعنوية التي لحقت به، مع إلزامها بتحمُّل المصاريف القانونية.
وفيما يلي صور الحكم الصادر من المحكمة بعزل فرحات بن قدارة، وإسقاط جنسيته الليبية:
يشار إلى أن رئيس مؤسسة النفط الليبية فرحات بن قدارة كان قد نفى في أبريل/نيسان الماضي حمله الجنسية الإماراتية، إذ أعلن في لقاء بالتلفاز أنه يحمل جواز سفر ليبيًا، ولا يحمل من الإمارات سوى "بطاقة إقامة".
وحينها، أوضح بن قدارة أن كل من يحملون الجنسية الإماراتية لا يمكن أن يحملوا بطاقة إقامة، لأن الإقامة من حق الوافدين فقط، بينما الإماراتي يحمل جواز سفر يؤكد جنسيته، إذ أبرز حينها جواز سفره الليبي أمام "الكاميرا".
فرحات بن قدارة
في شهر يوليو/تموز 2022، قرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة تعيين فرحات بن قدارة رئيسًا لمؤسسة النفط الليبية، استنادًا إلى خبرته الطويلة في قطاع النفط والجهات الحكومية داخل الدولة.
وجاء تعيين بن قدارة إثر خلاف تصاعَد بشكل عنيف بين الحكومة الليبية والرئيس السابق للمؤسسة مصطفى صنع الله، بشأن توجيه إيرادات قطاع النفط الليبي، لا سيما أن الأخير كان يسعى إلى تخفيف قبضة المصرف المركزي عن القطاع.
وعلى مدى الأشهر السابقة لتعيين فرحات بن قدارة في منصب رئيس مؤسسة النفط الليبية، كان صنع الله دائمًا يعلن حالة القوة القاهرة في الحقول النفطية مع الخلافات المتصاعدة، ليحسم الدبيبة الجدل، ويعين مسؤولًا آخر.
وبحسب سيرته الذاتية، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن بن قدارة شغل منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي بين عامي 2006 و2011، بعد أن شغل منصب نائب المحافظ من عام 2000 إلى عام 2006.
كما شغل مناصب أخرى في منظمات أوروبية وآسيوية، بما في ذلك رئيس مجلس إدارة البنك العربي الدولي، ورئيس مجلس إدارة المصرف العربي للاستثمار والتجارة الخارجية، ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة "يوني كريدت"، ومستشار بنك ستاندرد تشارترد لمنطقة الخليج وشمال أفريقيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- خبر إلغاء جنسية بن قدارة وإعفائه من مناصبه من قناة "الجماهيرية العظمى"
- معلومات عن السيرة الذاتية لفرحات بن قدارة من موقع مؤسسة النفط الليبية
0 تعليق