للمتابعة اضغط هنا

عام على 7 أكتوبر.. هل لا يزال حل الدولتين ممكنًا؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
2

خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انعقدت من 24 إلى 30 سبتمبر 2024، أكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة بالإمارات، أهمية توحيد الموقف الدولي لدعم القضايا العالقة.

كما شدد على ضرورة حماية المدنيين وإعلاء سيادة القانون، مع تأكيد أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى حل الدولتين، فيما أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن تأسيس تحالف عالمي لدعم هذا الحل، مما يعكس التزام الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى الشركاء الأوروبيين، بمساعي تحقيق السلام العادل.

لقاء هاريس ونتنياهو

تواصل الولايات المتحدة مشاركتها الفعالة في هذا الحوار، حيث أكدت نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوليو 2024، أهمية حل الدولتين كضمان لاستقرار المنطقة وضمان حقوق الفلسطينيين، هذه التطورات تشير إلى إمكانية إعادة ضبط الجهود الدولية نحو إيجاد حلول فعالة للنزاع المستمر.

في هذا الاجتماع، أكدت هاريس التزامها بحل الدولتين، مؤكدة أنه السبيل الوحيد لضمان بقاء إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية آمنة، مع تحقيق الحرية والأمن والازدهار للفلسطينيين، ومع ذلك، تبدو هذه التصريحات بعيدة عن الواقع، حيث ترفض الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو فكرة إنشاء دولة فلسطينية، وتعكس نتائج الاستطلاعات رفضًا واسعًا بين الإسرائيليين لهذه الفكرة.

فشل حل الدولتين

رغم الدعوات المتكررة من المجتمع الدولي لحل الدولتين، يبدو أن هذا الحل بات مستحيلًا في ظل الواقع الحالي، يتزايد رفض الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء لهذا الحل، مما يدفع بعض المفكرين إلى اقتراح حل الدولة الواحدة.

ومع ذلك، فإن هذا الحل يواجه صعوبات تتعلق بالهوية الوطنية والرغبة في الاستقلال الذاتي، لذلك، يبدو أنه لا حل الدولة الواحدة ولا حل الدولتين التقليدي يمكن أن يوفر سلامًا دائمًا، وذلك وفق ما نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، يوم 19 سبتمبر 2024.

حل الدولة الواحدة

بسبب عدم جدوى حل الدولتين التقليدي، طرح بعض المثقفين فكرة حل الدولة الواحدة الذي يتشارك فيه الفلسطينيون والإسرائيليون نفس الحقوق في إطار دولة ديمقراطية موحدة.

إلا أن هذا الحل يبدو بعيد المنال، نظرًا لأن الفلسطينيين والإسرائيليين متمسكون بحقهم في تقرير المصير الوطني، ولا يبدو أن الطرفين مستعدان للتخلي عن هذا الحق في المستقبل القريب.

خيار الكونفدرالية “حل بديل”

في ظل تعقيدات حل الدولتين التقليدي وحل الدولة الواحدة، يبرز خيار الكونفدرالية كحل بديل. وتعتمد فكرة الكونفدرالية على إنشاء دولتين مستقلتين، إسرائيل وفلسطين، لكل منهما حدود واضحة وقوانين خاصة بها.

ولكن بعد فترة انتقالية، سيتم فتح الحدود بين الدولتين، وسيكون لكل من الشعبين الحق في العيش عبر جميع الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وستُنشأ هيئات مشتركة بين الدولتين لإدارة القضايا التي تتجاوز الحدود، مثل الطاقة والأمن الخارجي.

طوفان الأقصى 7 أكتوبر

طوفان الأقصى 7 أكتوبر

التحديات أمام تنفيذ الكونفدرالية

منذ التسعينيات، ارتبط حل الدولتين بمفهوم “الفصل”، الذي يرى أن إسرائيل يمكن أن تحافظ على هويتها اليهودية الديمقراطية فقط إذا انفصلت عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن مع مرور الوقت، تعمّق الاحتلال الإسرائيلي، وتزايد عدد المستوطنين في الضفة الغربية، والقدس الشرقية، مما جعل إجلاءهم وتطبيق الفصل مستحيلًا من الناحية العملية.

اليوم يزيد عدد المستوطنين عن 700 ألف، وهو ما يجعل إخلاءهم أمر مكلف سياسيًا واقتصاديًا، بالإضافة إلى ذلك، فإن الفصل قد يُعمّق الانقسامات العرقية والدينية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أن هذا الحل يحمل تحديات أخلاقية، إذ يعتمد على مفهوم دول قومية متجانسة عرقيًا، ويتجاهل حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

فوائد محتملة للكونفدرالية

في إطار الكونفدرالية، سيُتاح للإسرائيليين والفلسطينيين الحق في التنقل بحرية داخل الأراضي المشتركة، مع الحفاظ على سيادة كل دولة. سيتمكن المستوطنون الإسرائيليون من البقاء في الضفة الغربية، طالما التزموا بالقوانين الفلسطينية، كما سيتمكن اللاجئون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم داخل إسرائيل.

وسيعتمد نظام الانتخابات على الجنسية للدولة الوطنية، بينما يعتمد على الإقامة للانتخابات المحلية، مما يضمن تمثيلًا عادلًا لكل من الجانبين.

قضايا مشتركة ودعم دولي

تتطلب الكونفدرالية مؤسسات مشتركة لإدارة القضايا التي تتجاوز صلاحيات كل دولة، مثل الطيران المدني والجمارك والطاقة وحماية البيئة والصحة العامة، سيكون هناك تعاون وثيق بين قوات الأمن والشرطة من الجانبين، مع وجود مؤسسات قضائية مشتركة لضمان حل النزاعات بشكل سلمي، كما ستكون هناك حاجة إلى مراقبة دولية لضمان التزام كل طرف بالاتفاقيات المبرمة.

ولن يكون تحقيق هذه الكونفدرالية أمرًا سهلًا، بل سيتطلب دعمًا دوليًا كبيرًا، قد تكون هناك حاجة إلى إدارة انتقالية دولية تدير شؤون الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة مؤقتة، بهدف نقل السلطة تدريجيًا من الجيش الإسرائيلي إلى المؤسسات الفلسطينية، ستساعد هذه الإدارة في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وضمان استمرارية المؤسسات المشتركة للكونفدرالية.

الرؤية المستقبلية

رغم التحديات الهائلة التي تعترض تحقيق هذا الحل، فإن الكونفدرالية توفر بديلًا واقعيًا ومستدامًا، وتضمن هذه الخطة لشعبي إسرائيل وفلسطين حقهما في الاستقلال الوطني، وفي نفس الوقت إدارة العلاقات المشتركة بشكل سلمي.

تظل هذه الرؤية هي الحل الذي يمكن أن يقود إلى مستقبل أكثر استقرارًا وأمنًا لكلا الجانبين.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق