للمتابعة اضغط هنا

عراقجي من بيروت إلى دمشق.. زيارة مزدوجة الأهداف

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
1

وسط حصار إسرائيلي بري وجوي على لبنان، وخوف تل أبيب من وصول إمدادات عسكرية وبشرية إلى حزب الله اللبناني، وضرب أنفاق على الحدود اللبنانية-السورية، توجه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى بيروت أمس الجمعة 4 أكتوبر 2024.

تلك الزيارة جاءت وسط مخاطر، حيث شنت إيران ضربة صاروخية على إسرائيل، كما شنت تل أبيب غارات إسرائيلية مكثفة على لبنان استهدفت المرشح المحتمل لمنصب الأمين العام لحزب الله هاشم صفي الدين.

عراقجي في لبنان

عراقجي يصل بيروت، الجمعة 4 أكتوبر 2024

رسالة تحدٍ

تمثل رحلة عراقجي رسالة تحدٍ لإسرائيل، فقد جاءت وسط تصعيد التوتر بين بلاده وإسرائيل، ولكنه وجه من بيروت رسالة تحذير لإسرائيل أنها “إذا اتخذت أية خطوة ضدنا فإن ردنا سيكون أقوى”.

وحسب تقرير صحيفة “دنياي اقتصاد” الإيرانية، اليوم السبت 5 أكتوبر 2024، فإن زيارة عراقجي قد حظيت باهتمام إعلامي كبير، لدرجة أن بعض وسائل الإعلام نقلت لحظة هبوط طائرة وزير الخارجية الإيراني في بيروت على الهواء مباشرة.

أيضًا، رافق عراقجي في رحلته، رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، مع تقديم عشرات الأطنان من الأدوية والمساعدات الإنسانية، في إشارة تضامن مع الشعب اللبناني، بينما إسرائيل تقلق من تضمن المساعدات الإنسانية التي تصل لبنان أية مساعدات عسكرية لحزب الله اللبناني.

عراقجي في بيروت1

عراقجي في مؤتمر صحفي في بيروت

مساندة حزب الله

لم يلتق عراقجي أحدًا من قادة حزب الله، لكنه التقى برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يمثل الوجه السياسي المفاوض عن الكتلة الشيعية والحزب في لبنان، وهذا يشير إلى رسالة مزدوجة مفادها مساندة حزب الله مع أولوية التحرك لإيقاف الحرب، وهو ما أكد عليه الوزير الإيراني، حيث قال: “إيران ستبقى إلى جانب لبنان والمقاومة”. مضيفًا: “تحدثت مع المسؤولين اللبنانيين ومشاوراتنا مستمرة مع باقي الدول لوقف إطلاق النار”، حسبما نقلت وكالة “مهر” الإيرانية، أمس الجمعة.

ونقلت وكالة” تسنيم” الإيرانية، أمس الجمعة، عن السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، قوله إن “إيران لن تسمح أن يصبح قرار المنطقة بيد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وأن مستقبلها ستقرره دول المنطقة وجبهة المقاومة على رأسها”.

وأضاف السفير الذي تعرض لمحاولة اغتيال ضمن تفجيرات البيجر في لبنان: “زيارة عراقجي إلى لبنان ستكون لها تأثيرات إقليمية مهمة”. مشيرًا إلى أن طهران ستبقى دائما مع بيروت في المواقف الصعبة، ما يعني أن رحلة الوزير الإيراني مصيرية من أجل تحركات متسارعة لوقف الحرب في جنوب لبنان، قبل أن تضطر إيران للانشغال بمساندة حليفها حزب الله.

عراقجي مع نجيب ميقاتي

نجيب ميقاتي يلتقي عراقجي

حل سلمي مشروط

كان اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني، مع رئيس الحكومة المؤقتة في لبنان، نجيب ميقاتي، مؤشر على أن زيارة عراقجي تهدف لمحاصرة التصعيد الإسرائيلي بالجهود بالدبلوماسية، فقد أكد “ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية الجماعية على الصعيدين الاقليمي والدولي، لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان”.

وحسب تقرير وكالة “إيسنا” الإيرانية، أمس الجمعة، أضاف عراقجي: “مشاوراتنا مستمرة مع باقي الدول من أجل إيقاف إطلاق نار مشروط بمراعاة حقوق اللبنانيين، ويضمن وقفا كاملًا لإطلاق النار في قطاع غزة”.

ما يعني أن طهران تشارك قوى إقليمية ودولية عملية الحل في لبنان، وفي الوقت نفسه تحافظ على معادلة “غزة-جنوب لبنان”، حيث لطالما رفض حزب الله فك الارتباط عن حماس في غزة، إلا إذا توقفت الحرب هناك.

عراقجي لدى وصوله دمشق

عراقجي لدى وصوله دمشق، السبت 5 أكتوبر 2024

إلى دمشق

بعد بيروت انتقل عراقجي إلى دمشق، في زيارة هدفها تكثيف الجهود من أجل وقف إطلاق النار المتزامن في المنطقة، خاصة أن إسرائيل تشن ضربات جوية متلاحقة على سوريا، بهدف استهداف المليشيات الموالية لإيران ومخازن الأسلحة وممرات عبور الإسناد القادم إلى حزب الله اللبناني.

وحسب تقرير وكالة” تسنيم”، فإن زيارة الوزير الإيراني إلى سوريا، هدفها تنسيق جهود الحل السلمي. فقد قال عراقجي: “إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة والحرب، وتواصل جرائمها كل يوم في بيروت وغزة. وهذا يتطلب الأمر جهدًا جماعيًا من جانب المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم”.

مضيفًا: “إن أهم نقاش اليوم هو وقف إطلاق النار في لبنان، وخاصة في غزة. وهناك مبادرات في هذا المجال، وكانت هناك مشاورات نأمل أن تؤتي ثمارها”.

نبيه بري مع عراقجي

نبيه بري يلتقي عراقجي

تفعيل القرار 1701

يبدو أن مهمة الوزير الإيراني هي مساندة الحكومة اللبنانية في تفعيل القرار الأمم 1701، الذي ينص على إبعاد قوات النخبة التابعة لحزب الله عن الحدود مع إسرائيل، بما يضمن تحقيق منطقة معزولة تضمن أمن المستوطنات الشمالية الإسرائيلية.

ويبدو أن جولة عراقجي هدفها دعم الجهود الغربية التي اقترحت وقف إطلاق نار متزامن في غزة وجنوب لبنان، بالتزامن مع مفاوضات سياسية.

نبيه بري

نبيه بري يلتقي وفود نواب الكتل البرلمانية

حل معلق بحل

يبدو أن تفعيل القرار الأممي سيظل معلقًا بحل الأزمة الداخلية أولًا في لبنان، فحسبما نقلت صحيفة “الديار” اللبنانية، اليوم السبت 5 أكتوبر، فقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش الإسرائيلي سيبقى لفترة في لبنان، وأن الإدارة الأمريكية ترى من المناسب لإسرائيل، أن تواصل هجماتها البرية والجوية على حزب الله.

وكشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، أمس الجمعة، أن المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، قد أبلغ الرئيس ميقاتي أن مقترح واشنطن للتوصل إلى حل دبلوماسي قد أصبح خارج الطاولة، ما يعني أن واشنطن تضغط بالتواجد العسكري لإسرائيل في جنوب لبنان، وتسعى لمنح إسرائيل مزيدًا من الوقت لتفكيك قدرات حزب الله، إلى أن يتم التوصل لاتفاق بشأن رئيس الدولة الجديد، من أجل تشكيل حكومة جديدة، ومن ثم البدء في تفعيل القرار الأممي 1701.

بري يستقبل نواب من كتلة الاعتدال

نبيه بري يلتقي وفود نواب الكتل البرلمانية

سد الثغرات

تظهر جهود رئيس مجلس النواب، نبيه بري، إذ يجري لقاءات مكثفة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق، وليد جنبلاط، وكذلك مع نواب الكتل النيابية، أن هناك مسارعة لانتخاب “رئيس توافقي”، من أجل سد الثغرات أمام إيقاف الحرب في جنوب لبنان.

وقد كشف تقرير “أكسيوس”، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة وفرنسا، تدعمان ترشيح قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، لرئاسة لبنان.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق