بدأ الموسم الفلاحي يدخل مرحلة حرجة شمال البلاد، وذلك بسبب توقف التساقطات طيلة الأسابيع الماضية، وارتفاع درجة الحرارة بشكل غير معتاد في مختلف الأقاليم، ما يساهم في تعقيد وضع مختلف الزراعات.
وعلى امتداد الشريط الرابط بين مدينتي طنجة والقصر الكبير لا يبدو الوضع مبشرا، إذ مازالت الحقول مترامية الأطراف تفتقد للمناظر الخضراء التي كانت تزينها في العادة خلال المواسم الزراعية السابقة، فيما تسيطر القحولة، ما عدا في بعض المساحات القليلة التي تستفيد من الري.
ووفق ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية فإن زراعة الحبوب التي أطلقها الفلاحون بشكل مبكر هذا العام بدأت سنابلها تذبل، ومنها ما يبس متأثرة بشدة العطش والحرارة المرتفعة، خاصة في القصر الكبير والجماعات المجاورة لها.
في حديث مع الجريدة أكد محمد المعزوزي، فلاح من إحدى جماعات إقليم العرائش القروية، أنه بات يواجه تحديات وصعوبات كبيرة في تأمين الكلأ لماشيته، سواء الأبقار أو الأغنام، معتبرا أن الوضع “جد معقد”.
وأضاف الرجل الأربعيني وهو يتجول في السوق الأسبوعي لمدينة القصر الكبير، أمس الأحد: “نطلب من الله أن ينظر لنا بعين الرحمة ويغيثنا في القريب العاجل”، وزاد والحزن يعلو محياه: “الحركة واقفة”.
ولم يقف المعزوزي في توصيفه للواقع عند هذا الحد، بل ذهب إلى القول: “كلشي واقف، لا حرث ولا زرع. في ظل هذه الأوضاع نسأل الله اللطف”، لافتا إلى أن التساقطات التي شهدتها المنطقة “ضعيفة جدا، وما نبت أصبح معرضا للموت في ظل الظروف المناخية الحالية”.
أما رضوان، المتحدر بدوره من أحد الدواوير القريبة من القصر الكبير، فيرى أن “الأجواء مشابهة لفصل الصيف”، مبرزا أن جميع الفلاحين يبحثون السبل التي تمكنهم من سقي الزراعات التي تعاني.
وقال الفلاح ذاته لجريدة هسبريس الإلكترونية، وهو يهم بصعود سيارة أجرة ستقله إلى وجهته: “ما عندنا منديرو إلا نطلبو الرحمة من الله الرزاق الكبير”، وأضاف: “وضعنا صعب، أصبحنا نعيش أجواء فصل الصيف في شهر دجنبر. هذا أمر غريب لم نشهده من قبل”.
وسجل الشاب ذاته أن “الفلاحين غير قادرين على تحمل مصاريف أخرى، مثل شراء تجهيزات السقي والمحروقات ودفع أجور العمال من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الزراعات التي يداهمها الوقت، كالشمندر السكري والبقوليات والفصة والشعير والخرطال”.
0 تعليق