الدكتور تامر شوقى يكتب: (متعة التعلم والتعليم)

كشكول 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

التعلم هو الوظيفة الأولى والمهمة الأساسية في حياة الطالب، وهو الوسيلة الأولى التى من خلالها يكتسب  المعلومات والمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التى تمكنه من التعايش الإيجابي في المجتمع وتحقيق تطور المجتمع، بل وتطوره هو الذاتى بما يمكنه من الوصول إلى مستويات مرتفعة  من السعادة والهناء سواء في الحياة العامة أو الحياة الدراسية. ولسوء الحظ أصبح التعليم في نظر الكثير من الطلاب وأولياء الأمور نوعا من العذاب، وأصبحت كل أمنيات الطلاب واسرهم هو أما انتهاء اليوم الدراسي والعودة إلى المنزل، أو انتهاء التقييمات سواء اليومية أو الأسبوعية  أو الشهرية، أو انتهاء الفصل الدراسي أو العام الدراسي.

 

وذلك في ضوء ما يعانونه من ضغوطات تراكمت على مدار سنوات طويلة جراء حدوث خلل في مختلف عناصر المنظومة التعليمية سواء في المناهج أو المدارس أو المعلمين أو نظم الامتحانات وغيرها، وترتب على ذلك الوضع الخاطىء ما نشهده حاليا من حوادث عنف في المدارس بشكل شبه يومي، فضلا عن انهيار منظومة الأخلاق والقيم لدى الكثير من الطلاب.

 

 وبالطبع  فان تحقيق المتعة في التعلم والتعليم هو طريق رئيس لتجنب كل تلك المشكلات والسلبيات، ولتحقيق الرضا لدى الطلاب وأولياء الأمور بل ولدى المعلمين انفسهم والمجتمع بأكمله. وتتحقق متعة التعلم والتعليم من خلال مجموعة من الوسائل التى تشمل، تقليل كثافة الفصول بحيث تتسق مع المعدلات العالمية والتي لا تزيد عن ٣٠ طالبا في الفصل الواحد مما ينعكس بالراحة النفسية على كل من الطالب والمعلم، ويمكن المعلم من مراعاة الفروق الفردية بين طلابه أثناء الشرح والتدريس، ليصل بالجميع على اختلاف مستوياتهم إلى إتقان الدروس المختلفة، وتتطلب متعة التعلم والتعليم كذلك توفير معلمين متميزين سواء من الناحية العلمية أو الناحية النفسية والتربوية مما يمكنهم من التعامل السوى مع طلابهم، وهذا يقتضي تطبيق معايير حازمة لقبول الطلاب بكليات التربية، كما أن تجهيز الفصول بالمقاعد والوسائل التعليمية ووسائل الإضاءة  والتهوية المناسبة متطلب أساسي لتحقيق متعة التعلم والتعليم، ولا شك أن تلك المتعة تتطلب أيضا تغيير نظرة الناس الى الامتحانات باعتبارها وسيلة للكشف عن مدى تمكن الطلاب من معلومات المادة الدراسية ومن ثم علاج أى نواحي ضعف لديهم، وليست مجالا أعقاب الطلاب والمقارنة بينهم بشكل غير سليم، ولا شك أن تناسب كم ومقدار المناهج مع طبيعة القدرات العقلية للطلاب في  مختلف سنوات الدراسة هو أساس مهم لمتعة التعلم والتعليم، ويصاحب ذلك تقليل عدد التقييمات المفروضة على الطلاب خلال العام الدراسي وإتاحة وقت أكبر للتعلم والتعليم.


وتحقيق كل هذه الأمور وغيرها يسهم في جذب الطلاب إلى المدارس مرة أخرى وعودتهم إليها برغبات داخلية وليست بانصياع ظاهري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق