للمتابعة اضغط هنا

مريم الصحراوي .. مستشارة ترافق الثقافة المغربية نحو مختلف المدن الهولندية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

بابتسامتها الدائمة، تستقبل المغربية الهولندية مريم الصحراوي (53 سنة) الوافدين إلى الأراضي المنخفضة من المملكة المغربية. مهمتها الحالية هي تسهيل التعاون الثقافي مع بلدها، الواقع في شمال إفريقيا.

تعمل مستشارة خاصة بالمغرب لصالح مصالح التعاون الثقافي الخارجي الهولندية، ممثلة في مركز “DutchCulture”، لتمكين البحث عن شراكات في المجال الثقافي.

استقبلت الصحراوي هسبريس في ورشتها وسط العاصمة أمستردام، حيث كل المنافذ تؤدي إلى الماء. تتطلع السيدة لإيجاد المزيد من الطرق والصيغ الممكنة لمرافقة “الوجه الحضاري المغربي”، سواء كان فنّاً، أدباً أو مسرحاً، نحو المستهلك الأوروبي، بمن فيه الهولندي، ونحو الجالية المغربية المقيمة في الأراضي المنخفضة والجاليات الأخرى أيضاً.

ما قبل العمل

ولدت مريم الصحراوي في المغرب، تحديداً في مدينة طنجة سنة 1971. والدها مغربي وأمها هولندية. عاشت في طنجة طفولتها الأولى قبل أن تنتقل إلى مدينة تيلبورغ وهي في سن 14. عاشَت بين عالمين: طنجة كأصل للحكاية وأمستردام كمشروع لربط هذا الأصل بالعالم. بالنسبة إليها، التفاهم بين الثقافات ممكن من مدخل الثقافة.

تقول الصحراوي: “عشت في عالمين متقاطعين، الجمع بينهما كان رهاناً في حياتي. لهذا، أعمالي بالمسرح وغيره تسند هذا الهدف”. وأضافت: “ما زلتُ أتطلع لأن تواكب الثقافة نمو الأطفال بالمغرب منذ مراحل مبكرة، خصوصاً في المدرسة. الشهية الثقافية للأطفال يجب أن تكون في صلب اهتمام الفاعلين في القطاعين التعليمي والثقافي”.

بعد دراستها في جامعة أمستردام حيث تخصصت في الدراسات الأوروبية، عملت مريم الصحراوي في مناصب عدة مع منظمات عديدة. اشتغلت في المفوضية الأوروبية ببروكسل، ثم في شركة إنتاج تلفزيوني هولندية. كانت مسؤولة عن تنظيم جائزة أوروبية لأفضل فيلم وثائقي، واستمرت في هذا المجال لفترة من الزمن.

في عام 2004، أسست الصحراوي مشروعاً ثقافياً يسمى “الاقتصاد النسوي” (Female Economy) مع شركاء هولنديين. يشمل المشروع أعمالاً مسرحية، منها “أوربان سفر طنجة” (UrbanSafarTanja)، وهو عمل مسرحي حوّل أزقة طنجة إلى خشبة مسرح. تم هذا المشروع بالتعاون مع فرقة “كاباريه الشيخات” والمعلم الكناوي عبد الله الكورد، كامتداد لمشروع “Urban Safari” الذي جرى في مدن أوروبية عدة.

التطلعات والانشغالات

منذ عام 2019، تعمل الصحراوي مستشارة للتعاون الثقافي بين هولندا والمغرب، وتراهن على الثقافة كقناة دبلوماسية، وترى أن “الثقافة لديها تأثير كبير في إعادة الاطمئنان للمغاربة الذين يواجهون العنصرية المؤسساتية في هولندا”، وأن تكريس التعاون الثقافي يمنح المغاربة هناك القدرة على مواجهة خطابات اليمين المتطرف وعدّها بلا قيمة، مما يعزز مناعتهم ضد الشعور بأنهم مواطنون من درجة أقل.

وتضيف الصحراوي أن المغرب يُعد بلداً ذا أولوية (Priority country) في السياسة الثقافية الخارجية الهولندية للفترة من 2021 إلى 2024. وقد ساهمت بشكل كبير في تنفيذ العديد من المشاريع الثقافية، مثل التعاون بين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ومتحف “كوبرا” في أمستلفين، الذي استضاف معرضاً لأعمال 40 فناناً مغربياً.

ترى المغربية الهولندية ذاتها أن عملها يجمع بين الثقافي، الاجتماعي والاقتصادي، مشيرة إلى أن هناك دعماً عاماً تقدمه وزارة الخارجية الهولندية عبر مؤسسات وهيئات لدعم المشاريع الثقافية، مبرزة أن “التمويل يعتمد على الثقة والشفافية”، مشددة على ضرورة تحفيز المجتمع المدني ليكون فاعلاً في تمويل المشاريع الثقافية.

من خلال مؤسستها “Female Economy”، تسعى الصحراوي لتقديم عروض مسرحية متعددة في المغرب وخارجه. كما تركز المؤسسة على دعم الأمهات المغربيات في هولندا عبر الانفتاح على الأنشطة الثقافية. كانت هذه التجربة جزءاً من عرض “القصة الأخرى.. الحداثة المغربية” في متحف “كوبرا”، وهي تسعى لتنظيم مشروع مماثل بالتعاون مع الرباط.

تفكر مريم الصحراوي كثيراً في تفكيك الصور النمطية والكليشيهات الشائعة عن الثقافة المغربية، وترى أن استمرار إعادة تدوير هذه الأفكار من قبل الحركات السياسية اليمينية أمر خطير يمكن أن يولد شعوراً بالغضب لدى المهاجرين المغاربة. وتؤمن بأن الثقافة وسيلة مهمة لتعزيز التعايش المشترك، حيث يمكن للجميع أن يتعرفوا على أنفسهم من خلال الآخر؛ “هذا هو التبادل الثقافي في نهاية المطاف، وهو ما نحاول القيام به”، تختم الصحراوي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق