دشّنت إحدى الشركات محطة طاقة شمسية في أستراليا مؤهّلة لتحمُّل سرعة الرياح العاتية، في تطوّر يدعم جهود البلاد بتحول الطاقة والتخفيف التدريجي من الاعتماد على الفحم.
ونفّذت المشروع شركة "إيه بي إيه غروب" مع عميلها الأكبر لصناعة الصلب "بي إتش بي"، بخطوة تُعدّ اللبنة الأولى في اتجاه تحقيق الحياد الكربوني بأكبر ولايات الدولة، وهي ولاية غرب أستراليا.
وتحتضن الولاية مشروعات طاقة شمسية بعدد كبير، خاصة على الأسطح؛ ما مكّنها من تحقيق فائض في توليد الكهرباء في بعض الأوقات خلال السنوات الأخيرة، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
كما دفعت تلك الطفرة في مجال الطاقة الشمسية على الأسطح في غرب أستراليا إلى العمل على تكثيف مشروعات بطاريات تخزين الطاقة لتحقيق توازن في إمدادات الكهرباء في أوقات الليل وغياب الشمس.
دعم المحطة ببطارية تخزين
دشّنت شركة "إيه بي إيه غروب" محطة طاقة شمسية في أستراليا مؤهلة لتحمُّل سرعة الرياح العاتية في ميناء "هيدلاند" بمنطقة بيلبارا بقدرة 45 ميغاواط، ومعها بطارية تخزين طاقة بقدرة 36.7 ميغاواط/ساعة.
وتقع محطة الطاقة الشمسية الجديدة بالقرب من محطة لتوليد الكهرباء بحرق الغاز، وتزوّد مرافق ميناء بي إتش بي لخامات الحديد بالكهرباء اللازمة.
ومن الشائع بناء محطات الطاقة الشمسية في الداخل، مثل محطة "تشيتشستر" التي تخدم مناجم شركة "فورتسكو" بقدرة 60 ميغاواط، لكن مشروعات الطاقة الشمسية الساحلية لم تُنفَّذ من قبل في هذه المنطقة، بسبب المخاوف من سرعة الرياح العاتية المرتبطة بالأعاصير النشطة فيها.
ولمجابهة تلك الرياح وتجنيب محطة الطاقة الشمسية مخاطرها، اعتمدت الشركة على كتل فولاذية سميكة في تركيبها، بلغ عددها 32 ألف كتلة دُفنت تحت الأرض على عمق 2.2 مترًا، وألواح بزاوية 10 درجات لخفض قوة الرياح، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالت الشركة، إن هيكل محطة الطاقة الشمسية مؤمّن بـ3.2 مليون مسمار، مع حساب التصميم والمعدّات بدقة، واختبارها لضمان مقاومتها للأعاصير.
ويعدّ قطاع التعدين في بيلبارا أحد أكبر مورّدي خام الحديد في العالم؛ ما غذّى النمو الاقتصادي لكل من المقاطعة والبلاد، وعلى الرغم من الثروة التي تولّدها صناعات التعدين والاستخراج، تواجه بيلبارا تحديات مهمة لتحسين جاذبيتها ومعايير الرفاهية، وخاصة بالنسبة للسكان الأصليين والعمال غير العاملين في مجال التعدين.
لذلك يقدّم التحول الأخضر لبيلبارا فرصة لتنويع اقتصادها، وقد يمكّنها من أن تصبح لاعبًا إستراتيجيًا في التحول العالمي نحو التعدين الأكثر استدامة.
شركات التعدين
تخطط معظم شركات التعدين في منطقة بيلبارا غرب أستراليا، بما فيها "بي إتش بي" و"ريو تينتو"، للتوقف عن الاعتماد على محطات توليد الكهرباء بالغاز والديزل، وبناء محطات طاقة شمسية ومزارع رياح، إضافة إلى تركيب بطاريات تخزين كهرباء ضخمة، وذلك للتحول إلى النقل الكهربائي وشاحنات النقل.
وتُعدّ شركة فورتسكو الأكثر طموحًا في هذا الإطار، إذ تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2030، بينما تبرز شركة "هانكوك ماينينغ" الأقل طموحًا في هذا الشأن.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إيه بي إيه" التي دشّنت محطة الطاقة الشمسية الجديدة، آدم واتسون: "نحن منخرطون مع شريكتنا شركة بي إتش بي لتنفيذ هذا المشروع المهم، هذا المشروع مهم لتحقيق الهدف الوطني الخاص بخفض انبعاثات الكربون، ولخطّتنا لتحقيق الحياد الكربوني".
وأضاف: "إن هذا المشروع يُثبت كيف يمكن أن يحقق الدمج بين الطاقة الشمسية وبطاريات التخزين وتوليد الكهرباء بالغاز نجاح عملية تحول الطاقة في نشاط التعدين".
يُذكر أن "إيه بي إيه" كانت قد استحوذت على أنشطة شركة "ألينتا إنرجي" في منطقة بيلبارا، حيث بَنَت أول بطارية تخزين للطاقة، بالقرب من محطة توليد الكهرباء بالغاز "نيومان"، التي تعمل بوصفها مصدرًا احتياطيًا للكهرباء، ما يعني إمكان وقف تشغيل وحدات الغاز.
وقدّر واتسون التكلفة الاستثمارية المطلوبة لتحقيق الحياد الكربوني في بيلبارا بنحو 15 مليار دولار، مشيرًا إلى أن شركته لديها خطة لاستثمار 3 مليارات دولار في هذه المشروعات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
2-دراسة عن مناطق ومدن التعدين - حالة بيلبارا من منظمة أوه إي سي دي.
0 تعليق