قبل خلق الخلق.. وزير الأوقاف: القرآن لم يعتن ببقعة شريفة بعد مكة سوى مصر

بصراحة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

افتتح الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف – نائبًا عن دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، المسابقة العالمية للقرآن الكريم الحادية والثلاثين بمسجد مصر الكبير، بحضور الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ والأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية؛ والشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية؛ والسيد السيد محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف؛ والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة؛ وضيف الشرف من خارج مصر الدكتور مؤمن حسن بري، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف في جيبوتي؛ والأستاذ الدكتور علي جمعة، المفتي الأسبق - عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف؛ والدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ؛ والأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق؛ والدكتور محمد مصطفى الياقوتي، وزير الأوقاف والإرشاد السوداني الأسبق؛ وضيفة الشرف من داخل مصر السيدة هناء حسين محمد رفعت - حفيدة قيثارة السماء مولانا الجليل محمد رفعت الذي تتشرف المسابقة الحادية والثلاثين بإطلاق اسمه عليها؛ والدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بالإمارات؛ والأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية؛ والأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف؛ والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية؛ والأستاذ الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية؛ والشيخ خالد خضر، رئيس القطاع الديني، وقيادات وزارة الأوقاف، وعدد كبير من السادة الصحفيين والإعلاميين والقنوات المتخصصة، وبحضور المحكمين والمتسابقين من مختلف أنحاء العالم.

%D8%AA1_2763_015427.jpg

كلمة وزير الأوقاف في افتتاح المسابقة

وفي كلمته رحب وزير الأوقاف بالسادة الحضور جميعًا، مؤكدًا الإعداد للمسابقة على مدى شهور من التحضير والتخطيط، واجتلاب المواهب من مختلف أنحاء العالم؛ لإذكاء روح التنافس على حفظ القرآن الكريم، وفهمه وتلاوته، وترتيله، وبحضور متسابقين ومحكمين من مشاهير أهل القرآن في العالم، ونقل سيادته تحيات السيد رئيس مجلس الوزراء، وخالص دعمه، ودعواته للحضور وللمتسابقين بالنجاح والسداد والتوفيق.

مصر والقرآن الكريم

وأكد وزير الأوقاف أن مصر ارتبطت بالقرآن الكريم قبل خلق الخلق، فإن الله تعالى أزلاً وقبل خلق الكون وفي قرآنه العظيم وكلامه القديم شرف مصر بأن ذكرها في كلامه الشريف خمس مرات تصريحًا باسمها، وفوق الأربعين مرة تلميحًا وإشارةً، فضلاً عن أن سورًا كاملة من القرآن الكريم جرت أحداثها كلها على أرض مصر وإن لم يصرح القرآن باسمها أو لم يشر إليها، فسورة يوسف كل أحداثها على أرض مصر، وسورة طه كل أحداثها على أرض مصر، وغالب أحداث سورة الأعراف وسورة القصص وسورة الشعراء وسورة النمل على أرض مصر، وهذا من أعجب ما يمكن، إذ لم يعتن القرآن ببقعة أخرى على وجه الأرض بعد مكة المكرمة كما اعتنى بمصر، بل إن القرآن الكريم ما وصف بالأمان سوى ثلاث بقاع محددة؛ هي مكة المكرمة إذ قال في اليت الحرام: "لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"، ومصر إذ قال فيها: "وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"، وجنات النعيم إذ قال فيها: "إِنَّ ٱلمُتَّقِينَ فِي جَنَّت وَعُيُونٍ * ٱدْخُلُوهَا بِسَلَمٍ ءَامِنِينَ"، ونحن في مصر نفتخر إلى يوم القيامة بهذا الشرف العظيم ونحمد الله على ذلك ونرحب بكم ضيوفًا كرامًا على أرض هذا البلد الكريم.

%D8%AA2_2763_015432.jpg

تاريخ مصر في خدمة القرآن الكريم

وأكد وزير الأوقاف أن مصر نهضت بخدمة القرآن الكريم حبًا وإيمانًا وتلاوةً وتجويدًا وأداءً وحفظًا وتفسيرًا وعملاً وتطبيقًا وزخرفةً ونقشًا، حتى شاع بين أهل العلم قولهم: إن القرآن الكريم نزل في مكة، وقرئ في مصر، فلا تحصى صور خدمة مصر للقرآن الكريم وعلومه وفنون أدائه والتباري في محبته وخدمته، مضيفًا أن الله –تعالى- وفقها لاجتذاب أهل القرآن عبر التاريخ، فالإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد المشتهر بلقب ورش تلميذ الإمام نافع دفين أرض مصر، والإمام أبو محمد القاسم بن فِيْرُّه -الشاطبيِّ- انتهت إليه رياسة الإقراء بمصر ومات ودفن بها، وشيخ الإسلام زكريا مدار أسانيد القراء، والإمام المتولي خاتمة المحققين في هذه العلوم، ومحمد خلف الحسيني، وعلي محمد الضباع، وعامر السيد عثمان، ورزق خليل حبة، وعبد الحكيم عبد اللطيف، وعشرات ومئات سواهم.

%D8%AA3_2763_015437.jpg

شيوخ التلاوة في مصر

وأضاف وزير الأوقاف أن شموس دولة التلاوة سطعت بالشيخ محمد رفعت، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ محمود علي البنا، والشيوخ علي محمود، وعبد الفتاح الشعشاعي، وكامل يوسف البهتيمي، وأبو العينين شعيشع، ومنصور شامي الدمنهوري، وعبد العظيم زاهر، ومحمد فريد السنديوني، ومحمد محمود الطبلاوي، ومحمود أحمد عبد الحكم، وراغب مصطفى غلوش، ومحمد الشحات أنور، وغيرهم مئات؛ مشيرًا إلى أن الأستاذ محمود السعدني ألف كتابه: ألحان السماء، وألف الأستاذ أسامة عبد الرحمن: مشاهير قراء القرآن في مصر، وألف عبد الحميد دشو كتاب: معجم كبار القراء في مصر، وألف أبو طالب محمود كتابه: القرآن بصوت مصر: معجم القراء المصريين.

%D8%AA4_2763_015441.jpg

المنشدون والمبتهلون في مصر

وأضاف وزير الأوقاف أنه برز العمالقة من المنشدين والمبتهلين بجوار أساطين القراء وعباقرة التلاوة، كالشيخ علي محمود، والشيح طه الفشني، والشيخ نصر الدين طوبار، والشيخ سيد النقشبندي، ومحمد الطوخي وغالبهم جمعوا بين تلاوة القرآن الكريم وروائع الإنشاد والمديح والابتهال بحب الله ورسوله، واصفا إياهم بالشموس الساطعة في سماء التلاوة، في حسن الموهبة، وبديع الصوت، وجميل الأداء المبهر السماوي الروحاني المبهر؛ معبرًا عن المدرسة المصرية في القراءة والإنشاد بأنها المدرسة المصرية الأصيلة والعريقة في فنون تلاوة القرآن الكريم، التي صدحت بالقرآن، فملأت أذن الدنيا جمالًا وذوقًا وفرحًا وطربًا وأنسًا بالله وبرسوله.

رؤية مصر في خدمة القرآن الكريم

وأكد وزير الأوقاف أن المدرسة المصرية في التلاوة والإنشاد تاريخ عريق، وحاضر مشرف، ومستقبل مشرق وواعد، مضيفًا إننا في هذا اليوم نرى صورة من صور تألق المدرسة المصرية في خدمة القرآن الكريم، تتمثل في إعلان وزارة الأوقاف عن مشروع برنامج عودة الكتاتيب، الذي بدأ من قرية كفر الشيخ شحاتة في مركز تلا بمحافظة المنوفية شمال مصر، إذ تم افتتاح كتاب كبير وحافل هناك، مع مخبز لخدمة أهالي القرية الكريمة، وأضاف سيادته: دعوت جميع القرى والمدن في مصر إلى تبني هذه المبادرة والانخراط فيها ومحاكاتها، لأن الكتاتيب ليست مجرد أماكن لتحفيظ القرآن الكريم، بل هي صروح تعليمية وتربوية تزرع القيم النبيلة وتحفظ الهوية وتبني الإنسان المصري على الأخلاق الرفيعة، والفهم العميق لمعاني الدين، والانتماء الصادق للوطن، وإحياء اللغة العربية السليمة في نفوس الأجيال الجديدة، باعتبارها لغة القرآن الكريم بما يحمي الأجيال القادمة من الإرهاب والإلحاد معا.

%D8%AA5_2763_015446.jpg

دور وزارة الأوقاف في خدمة القرآن الكريم

وأردف الوزير إن وزارة الأوقاف تخدم كتاب الله بإقامة سلسلة من المسابقات، تأتي على رأسها مسابقة اليوم: المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم، التي تحظى باهتمام الدولة المصرية ورعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تستقبل مصر ضيوفها من مختلف دول العالم، وتتيح لهم جو المنافسة والتباري بإبراز مواهبهم في حفظ القرآن الكريم وفهمه وخدمته، ما نوجه به رسالة لملياري مسلم على وجه الأرض ثم للثمانية مليار إنسان على وجه الأرض: إن مصر قبلة علوم الإسلام، ورافعة راية العروبة، ومأوى علوم الشريعة، وبلد الأزهر الشريف، ومضرب المثل في السماحة ونداء السلام، وما قام بلد في الدنيا بخدمة الإسلام والقرآن كما قامت مصر، والتاريخ لا ينكر، والواقع لا يجحد، مؤكدًا أن المسابقة اليوم رسالة تقدير واحترام لكل أهل القرآن ولكل حافظ له ومتعلق به على وجه الأرض.

دور مصر في نشر علوم القرآن الكريم

وتابع وزير الأوقاف إنه من مصر تفجرت ينابيع القرآن عبر التاريخ ولن تنضب، من هنا سطعت أنواره ولن تخبو، من هنا تدفقت علوم الشريعة وستظل، من هنا صدحت الأصوات العبقرية والحناجر الذهبية وستظل تصدح وتولد وتشرق.

%D8%AA6_2763_015451.jpg

رمزية مكان المسابقة

وأشار الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري إلى رمزية المكان الذي تقام عليه المسابقة بقوله: إنه مركز مصر الثقافي الإسلامي، ومسجد مصر الكبير، ودار القرآن الفريدة التي لا مثيل لها، مضيفًا إنه في هذا الصرح العالمي تنطلق مسابقة اليوم، وتنطلق في القريب عشرات ومئات من الفعاليات التي تملأ الدنيا نورًا، وتحقق رسالة مركز مصر الثقافي، وتنير الدنيا بعلوم الأزهر الشريف ومناهجه الرصينة المنيرة، مضيفًا إننا سنقتبس من القرآن قبس الحكمة الذي به نكتشف المواهب، وبه سنولد الأجيال الجديدة من عباقرة التلاوة والإنشاد، وسندرب الأئمة، وسنصنع العلماء، وسنحافظ على وطننا ونحميه وننميه، وسنمد يدنا إلى الأوطان والبلدان الشقيقة بالخير والدعم والكرم والعطاء والنور، وسننطلق إلى العالم بالقيم الرفيعة، والأخلاق القويمة، وسنبني الجسور بيننا وبين الثقافات والحضارات والفلسفات المختلفة، وسنعين العالم على حماية البيئة، وحفظ الطفولة، وتحقيق الاستدامة، وتعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وصناعة الحضارة، مضيفًا سنواجه تحدياتنا وأزماتنا، ونضخ الأمل في النفوس، ونزيح عنها كل ركام الحيرة والحزن والتشكك، سنعبر ببلادنا إلى بر الأمان، ونشارك البشرية في مغالبة همومها، ونسعى إلى الله ونسير إليه على بصيرة، ونحمل مواريث النبوة؛ فهذه هي مصر إذا قررت أن تعمل وأن تنطلق.

موقف مصر من قضايا المنطقة

واختتم الوزير كلمته بتأكيد موقف مصر الثابت المحق الرصين الشجاع، أنه لا حل لأزمات المنطقة ولا هدوء ولا أمان إلا برد الحق إلى أهله، وإقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٧٦ وعاصمتها القدس الشريف.

%D8%AA7_2763_015456.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق