تضاربت الأنباء والتقارير حول مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته، وذكرت صحيفة بيلد الألمانية أن العائلة لجأت إلى روسيا، بينما نفت إيران هذه المعلومات، وأكدت أن العائلة لم تغادر سوريا.
وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أن عائلة الأسد لجأت إلى روسيا، في وقت أعلنت فيه المعارضة السورية المسلحة بدء "تطويق" العاصمة دمشق.
نفي إيراني
في المقابل، نفى عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني يعقوب رضا زاده خبر خروج عائلة بشار الأسد من سوريا.
وسلط تقرير لموقع الإذاعة الأمريكية العامة الضوء على ما كانت أقوى عائلة في سوريا، إذ لم تعتمد سلطة الرئيس السوري السابق بشار الأسد على زعامته فحسب، بل على الدعم الثابت من أقرب أفراد عائلته ويبدو أن حكم عائلة الأسد الطويل في سوريا قد وصل إلى نهايته فجر اليوم الأحد الموافق 8 من ديسمبر 2024.
وأفادت تقارير بأن الرئيس السوري بشار الأسد فر من دمشق، في إشارة إلى نهاية حكمه بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية الوحشية. وحققت الجماعات المتمردة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، تقدمًا كبيرًا، مما جعل العاصمة عُرضة للخطر ويشير إلى انهيار حكومة الأسد التي كانت منيعة في السابق.
وأشارت شبكة إن دي تي في التلفزيونية إلى أن ديناميكيات القوة المتغيرة تعكس تفكك سلالة عائلية حددت مصير سوريا لأكثر من نصف قرن من الزمان. وكان بشار الأسد هو "آخر من بقي على قيد الحياة". وكثيرًا ما يوصف بأنه "دكتاتور بلا دكتاتور"، ولم تعتمد قوته على زعامته فحسب، بل وأيضًا على الدعم الذي لا يتزعزع من "دائرته الداخلية"، أقرب أفراد عائلته ــ شقيقه ماهر، القائد العسكري الناري؛ وشقيقته بشرى، المعروفة باسم "المرأة الحديدية"؛ وزوجها آصف شوكت، الشخصية الاستخباراتية الماكرة. ولكن مع فرار الأسد، بدأت جبهة العائلة الموحدة في التفكك.
وفيما يلي نظرة عن كثب على اللاعبين الرئيسيين داخل الدائرة الداخلية للنظام:
ماهر الأسد
ماهر الأسد، الشقيق الأصغر لبشار الأسد، يبلغ من العمر ستة وخمسين عامًا، وهو قائد الحرس الجمهوري السوري والفرقة المدرعة الرابعة، مما يجعله شخصية رئيسية في الجيش السوري وتحالفه مع إيران. ويُعرف ماهر بأنه المتشدد الأكثر تطرفا في العائلة، ويُوصف بأنه "الوجه القاسي للسلطة" ويشرف على ميليشيا الشبيحة التي كانت تحمي مصالح نظام الأسد.
وقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على ماهر الأسد في عام 2011 بسبب دوره في العنف ضد المتظاهرين، وانعكست سمعة ماهر بالقسوة في الاحتجاجات التي تستهدفه بشكل مباشر في كثير من الأحيان. كما ارتبط اسمه بإطلاق النار على صهره آصف شوكت في عام 1999، وتم اتهامه كمشتبه به في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام 2005.
أنيسة مخلوف
قد تحافظ أنيسة مخلوف، أرملة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ووالدة بشار، على الهدوء، لكنها تملك الكلمة الأخيرة في جميع الأمور داخل عائلة الأسد. وقال وائل الحافظ، أحد أعضاء المعارضة السورية في المنفى، وفقًا للمدونة النسوية Les Martiennes: "يتم اتخاذ القرارات بشكل جماعي في الدائرة الداخلية للعائلة، لكن أنيسة لها الكلمة الأخيرة".
بشرى الأسد
ولدت بشرى الأسد في عام 1960، وهي الأخت الوحيدة لبشار وصيدلانية تحمل شهادة جامعية في هذا التخصص. ومثل شقيقها ماهر، تُعرف بشرى بأنها من الصقور داخل النظام وتلعب دورًا مهمًا كسكرتيرة لبشار. في منتصف التسعينيات، تزوجت من آصف شوكت. كما كانت علاقة بشرى بزوجة بشار، أسماء، متوترة. وفقًا للدبلوماسي السوري السابق محمد داود، منعت بشرى أسماء لفترة طويلة من تولي لقب "السيدة الأولى" في سوريا، وهو اللقب الذي فضلت الاحتفاظ به مع والدتها أنيسة. لديها علاقات تجارية مع رامي مخلوف، ابن خال بشار.
رامي مخلوف
يسيطر رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد الأول، على حوالي 60 في المائة من أعمال سوريا. ولد في عام 1965، ويعتبر أغنى رجل في سوريا، وله مصالح في الاتصالات والتجزئة والطاقة والخدمات المصرفية والنقل. فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في عام 2008 لإساءة استخدام النفوذ السياسي، وتبعه الاتحاد الأوروبي في عام 2011، متهمًا إياه بتمويل حملة القمع ضد المتظاهرين.
أعلن رامي مخلوف مؤخرًا عن خططه للتبرع بجزء من ثروته للجمعيات الخيرية، وهو مكروه بسبب الفساد. ويرأس شقيقه حافظ مخلوف جهاز الاستخبارات المدنية في سوريا.
آصف شوكت
تزوج الجنرال آصف شوكت، الضابط العسكري العلوي، من شقيقة بشار الأسد، بشرى، في عام 1995. وفي البداية رفضته عائلة الأسد، لكنه في النهاية اكتسب ثقتهم وبنى علاقة وثيقة مع بشار. وسرعان ما ارتقى آصف شوكت في الرتب، فشغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية، ثم نائب رئيس الاستخبارات العسكرية، ثم رئيس الاستخبارات العسكرية حتى عام 2005. وعلى الرغم من مواجهته للجدل الدولي، فقد أعيد تعيينه نائبًا لرئيس الأركان في عام 2008. وهو، إلى جانب ماهر الأسد، مرتبط باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام 2005.
أسماء الأسد
ولدت أسماء الأسد في لندن عام 1975 لعائلة دبلوماسية سورية، وتزوجت من بشار الأسد في ديسمبر عام 2000. وأنجب الزوجان ثلاثة أبناء: حافظ وزين وكريم. تحمل أسماء درجات علمية في علوم الكمبيوتر والأدب الفرنسي من كلية كينجز لندن وعملت في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية قبل زواجها من بشار. ولعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل صورة بشار كمصلح معتدل. وفي عام 2005، أطلقت منظمة لتشجيع الشباب السوري على تبني "المواطنة النشطة". وتشير الشائعات إلى أنه منذ بدء الانتفاضة، لجأت أسماء إلى لندن مع ابنائهما.
مخاوف العلويين
تتمركز الأقلية العلوية في مدينة اللاذقية وحولها، وخصوصًا في مدينة القرداحة التي تنتمي إليها عائلة الأسد، وهناك اعتقاد خاطيء بأن العلويين في سوريا يعيشون في نعيم في ظل حكم آل الأسد، إلا النعيم أن والرفاهية هي فقط لآل الأسد، وبالنسبة لهم لا فرق إذا بقي بشار الأسد في الحكم أو رحل، إذا جاء غيره لن يعيش العلويون أيامًا أسوأ من الأيام التي عاشوها خلال السنوات الماضية، وهناك خوف حقيقي من قدوم الجماعات التكفيرية إلى قرى العلويين، خصوصًا أن الجيش ربما لا يستطيع حمايتهم بسبب الضغوط التي يتعرض لها من جبهات عدة، ويخشى العلويون الانتقام منهم بسبب قرابتهم لبشار الأسد.
0 تعليق