بعد الإعلان عن رحيل بشار الأسد وتولي المعارضة زمام الحكم في سوريا، عمت الفرحة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبادل السوريون المقيمون في مصر التهاني، معبرين عن استعدادهم للعودة إلى وطنهم بعد معاناة استمرت لسنوات، وهذا التطور التاريخي لم يقتصر أثره على المشاعر فقط، بل امتد ليطال القطاعات الاقتصادية المختلفة في مصر، وأبرزها سوق العقارات في مدينة 6 أكتوبر، التي تُعد المعقل الأكبر للجالية السورية.

وتواصل موقع "الجمهور" مع عدد من سماسرة العقارات في مدينة 6 أكتوبر، للوقوف على تداعيات هذا الحدث على أسعار الإيجارات والتمليك، وسط توقعات بتغيرات وشيكة في السوق.

فرح بعودة السوريين وحزن على فراقهم

أكد محمد عبدالجواد، سمسار شقق تمليك وإيجار في منطقة التعاونيات، أن مشاعر الفرح عمت بين المصريين والسوريين معًا، قائلا: "مصر كلها تفرح لفرح الأشقاء في سوريا، كنا دائما نعتبرهم جزءًا منا، ولا نفرق بينهم وبين المصريين، فالعديد منهم تعاونوا معنا في أعمالنا الخاصة، وبالرغم من فرحنا بنجاح الثورة، إلا أننا نحزن لفراقهم ونتمنى أن يبقوا دومًا أخوة لنا".

وأشار "عبدالجواد" في تصريح خاص لـ"الجمهور" إلى أن تأثير هذه العودة لن يقتصر على الجانب العاطفي، بل سيمتد إلى سوق العقارات، حيث من المتوقع حدوث تغييرات في أسعار الإيجارات والتمليك، وقد شهدنا نزول في الأسعار منذ بداية تحرير المناطق في سوريا استعدادا لعودة السوريين.

توقعات بانخفاض أسعار الإيجارات مع مغادرة السوريين

من جانبه، أوضح إبراهيم السويفي، سمسار عقارات في منطقة الـ800 فدان بمدينة 6 أكتوبر، أن الأسعار ستشهد تراجعًا، موضحًا: "الأسعار حتمًا ستتأثر برحيل السوريين، لأنهم يمثلون شريحة كبيرة من المستهلكين والساكنين، وبالتالي ستنخفض أسعار الإيجارات وشقق التمليك".

وأوضح “السويفي” في تصريح خاص لـ"الجمهور" أن وجود السوريين في المدينة كان عاملًا في رفع الطلب على الشقق، ومع مغادرتهم، سيصبح المعروض أكبر من الطلب، ما يؤدي إلى تراجع الأسعار.

انخفاض الأسعار بدأ قبل رحيل السوريين

وفي الحي الثاني بمدينة 6 أكتوبر، أكد شريف جابر، سمسار شقق، أن تأثير هذه التطورات بدأ في الظهور حتى قبل رحيل السوريين، قائلًا: "بالفعل، الأسعار بدأت في الانخفاض بعد الإعلان عن نجاح الثورة السورية، السوق العقاري يتأثر دائمًا بالحالة العامة، ونتوقع استمرار هذا الانخفاض في الفترة القادمة".

وأشار “جابر” في تصريح خاص لـ"الجمهور"، إلى أن سوق العقارات في مصر مرَّ بفترة من الارتفاع الكبير في الأسعار، لكن الأخبار القادمة من سوريا قلبت المعادلة، لا سيما مع توقع عودة أعداد كبيرة من السوريين إلى بلادهم.

رأي مغاير.. التأثير لن يكون فوريًا

أما وليد أبو المجد، سمسار شقق في منطقة الحي الرابع، فقد قدَّم رأيًا مختلفًا، مؤكدًا أن تأثير رحيل السوريين على أسعار الشقق قد لا يظهر فورًا، حيث قال: "السوريون أصبحوا مكونًا أساسيًا من سكان 6 أكتوبر، وهم منتشرون في كافة أنحاء المدينة، أعتقد أن أسعار الشقق لن تتأثر بشكل فوري، لأن السوريين ما زالوا متواجدين ولم يرحل أحد بعد، الحديث عن انخفاض الأسعار قد يكون سابقًا لأوانه".

وأضاف “أبو المجد” في تصريح خاص لـ"الجمهور"، أن الركود الحالي في سوق العقارات يعود إلى كثرة المعروض، وليس فقط بسبب رحيل السوريين، مشيرًا إلى أن السوق يحتاج إلى فترة زمنية لاستيعاب التغيرات في الطلب والعرض.

ولا شك أن السوق العقاري قد يشهد تغيرات كبيرة في الفترة المقبلة، حيث تتوقع بعض الأطراف انخفاضًا في الأسعار، بينما يرى آخرون أن التأثير سيكون تدريجيًا، ومع تزايد الحديث عن عودة السوريين إلى بلادهم، يبقى سوق العقارات في مصر على موعد مع تحولات قد تعيد رسم خريطة الأسعار في المدينة.