في أعقاب سيطرة "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة أخرى على سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، أشار المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، إلى احتمال مراجعة تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، حيث أكد أن "هيئة تحرير الشام" ليست القوة الوحيدة في دمشق، لافتًا إلى أنها أرسلت إشارات إيجابية للشعب السوري وتعاملت بشكل إيجابي في مناطق مثل حلب وحماة.
وأضاف بيدرسون أن الوضع في سوريا لا يزال متقلبًا ولم يصل إلى مرحلة الاستقرار الكامل بعد، مؤكدًا أن الأمم المتحدة ستبذل كل الجهود الممكنة لبناء نظام جديد في سوريا. وشدد على أهمية وضع ترتيبات انتقالية شاملة تعكس تطلعات جميع الأطراف وتؤسس لمرحلة استقرار مستدامة.
وأشار المبعوث الأممي أيضًا إلى تقارير عن عمليات سرقة ونهب شهدتها دمشق خلال الفترة الماضية، لكنه أكد توقف هذه الأعمال في الوقت الراهن.
مراجعة التصنيف الأميركي
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها لا تراجع حاليًا تصنيف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية أجنبية، لكنها أوضحت أن هذه التصنيفات تظل خاضعة للمراجعة المستمرة. كما لفتت إلى أن التصنيف لا يمنع بالضرورة المسؤولين الأميركيين من التواصل مع قادة أو أعضاء الجماعة في سياقات محددة.
يُذكر أن تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية أجنبية، الذي فرضته الولايات المتحدة قبل سنوات، يترتب عليه عقوبات واسعة تشمل حظر تقديم الدعم المادي للمنظمة وتقليص فرصها في الحصول على مساعدات دولية أو التواصل مع المجتمع الدولي.
استغلال وقف إطلاق النار
استفادت "هيئة تحرير الشام" من وقف إطلاق النار في مارس 2020 لتعزيز نفوذها وسلطتها في مناطق سيطرتها، وهو ما قد يشكل عاملاً أساسياً في تقييم المجتمع الدولي لدورها المستقبلي في سوريا.
في ظل هذه المستجدات، يبدو أن المجتمع الدولي يدرس خيارات متعددة للتعامل مع التحولات الميدانية والسياسية في سوريا، مع التركيز على تحقيق توازن بين الأمن والاستقرار من جهة، ودمج الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي من جهة أخرى.
0 تعليق