الانتفاضة المسلحة وعدم اليقين.. مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، شهدت البلاد تحولات جذرية أثرت على مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. 

ومع استمرار الصراع، تبرز عدة سيناريوهات محتملة لمستقبل سوريا، تتراوح بين الاستقرار والاقتتال الداخلي والجهاد ضد إسرائيل.

الانتفاضة المسلحة وعدم اليقين

يصاحب الانتفاضة المسلحة في سوريا، التي شهدت سقوط الرئيس بشار الأسد، حالة من عدم اليقين.

ووفقًا لأفي ميلاميد، المسؤول السابق في المخابرات الإسرائيلية والمسؤول البارز المتخصص في الشؤون العربية، فإن السيناريوهات المحتملة الآن تشمل استقرار البلاد، أو الاقتتال بين المتمردين، أو مواجهة جهادية ضد إسرائيل، بالنظر إلى جذور بعض المقاتلين المائلة إلى التطرف، وفقًا لشبكة NTD الإخبارية.

السيناريو الأول: الاستقرار

يعد الاستقرار أحد السيناريوهات المحتملة لسوريا، حيث يمكن أن تشهد البلاد فترة من الهدوء النسبي وإعادة البناء. يتطلب هذا السيناريو تحقيق توافق سياسي بين مختلف الأطراف السورية، ودعم دولي لإعادة الإعمار، وتقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري الذي يعاني من أزمات عميقة منذ أكثر من عقد من الزمن. 

كما يتطلب هذا السيناريو تعزيز دور المؤسسات الحكومية وتحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم خلال السنوات الماضية دون إثارة موجة جديدة من الانقسامات.

عوامل تحقيق الاستقرار

تحقيق الاستقرار في سوريا يعتمد على عدة عوامل، منها:

توافق سياسي: يتطلب التعاون بين الحكومة والمعارضة للتوصل إلى حل سلمي ومستدام للأزمة.

دعم دولي: يحتاج المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مالي ولوجستي لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة.

مساعدات إنسانية: يجب توفير الإمدادات الأساسية والرعاية الطبية للنازحين واللاجئين داخل وخارج البلاد.

تحقيق العدالة: ينبغي محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم خلال الصراع لتحقيق مصالحة وطنية.

السيناريو الثاني: الاقتتال الداخلي

في حال استمرار الصراع بين الفصائل المختلفة، قد تتجه سوريا نحو حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي المستمر. 

هذا السيناريو يتجه نحو ما يُسمى بـ "الدولة الفاشلة"، حيث تكثر الفصائل المسلحة وتتنوع أهدافها، في غياب أي نوع من التنسيق أو الوحدة. 

هذا الوضع قد يؤدي إلى بيئة خصبة لظهور جماعات متطرفة تعيق أي جهود لإعادة بناء البلاد، مما يعمق أزمة سوريا ويزيد من تعقيدها.

تأثير الاقتتال الداخلي

الاقتتال الداخلي يمكن أن يؤدي إلى عدة تداعيات سلبية، منها:

انهيار المؤسسات الحكومية: يعطل الاقتتال الداخلي عمل الحكومة ويؤدي إلى تدهور الخدمات الأساسية.

زيادة التطرف: تنمو الجماعات المتطرفة في بيئة الفوضى والعنف، مما يزيد من تهديد الأمن الإقليمي.

تدهور الوضع الإنساني: يعاني المدنيون من نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية بسبب استمرار النزاع.

السيناريو الثالث: الجهاد ضد إسرائيل

مع تصاعد التوترات الإقليمية، قد تتجه بعض الفصائل المسلحة في سوريا نحو الجهاد ضد إسرائيل.

هذا السيناريو قد يشهد تصعيدًا عسكريًا بين سوريا وإسرائيل، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في المنطقة. 

قد تسعى بعض الفصائل إلى استغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، مما يزيد من احتمالات اندلاع مواجهات جديدة بين الجانبين.

تبعات الجهاد ضد إسرائيل

توجيه بعض الفصائل جهودها نحو الجهاد ضد إسرائيل قد يؤدي إلى:

تصعيد إقليمي: يمكن أن يسهم في توسيع نطاق النزاع ليشمل دولًا أخرى في المنطقة.

زيادة التوترات الدولية: تدخل أطراف دولية لدعم طرفي النزاع، مما يزيد من تعقيد الأوضاع.

تدهور الوضع الداخلي: استمرار الصراع العسكري قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والانهيار داخل سوريا.

يبقى مستقبل سوريا معقدًا وغير مؤكد، ويتوقف بشكل كبير على قدرة الأطراف السورية والإقليمية والدولية على إدارة المرحلة الانتقالية بحكمة، مع التركيز على تجنب الفراغ الأمني والسياسي، والعمل نحو بناء دولة مدنية شاملة تلبي تطلعات جميع مكونات الشعب السوري. 

من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي على دعم العملية السياسية وتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لضمان استقرار سوريا وإعادة بنائها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق