سجّل مشروع جديد لتخزين الغاز والهيدروجين في المملكة المتحدة تطورًا جديدًا من شأنه أن يعزز إمدادات الطاقة النظيفة لمدة تصل إلى 25 عامًا تقريبًا.
وبحسب آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تخطط شركة إنرجي باثويز (EnergyPathways) لإطلاق مركز "مارام" لتخزين الطاقة (MESH) في البحر الأيرلندي.
وفي هذا الصدد، دخلت الشركة بشراكة إستراتيجية مع شركة "وود" (Wood) لتكون الشريك الهندسي الرئيس للمشروع المتوقع اتخاذ القرار الاستثماري بشأنه في نهاية عام 2025.
ويقع المشروع على بعد 11 ميلًا قبالة سواحل لانكشاير شمال غربي إنجلترا، داخل حقل غاز مارام غير المُطور، الذي تصل احتياطياته القابلة للاستخراج إلى 50 مليار قدم مكعبة.
واختارت الشركة تطوير مشروع تخزين الغاز والهيدروجين بدلًا من تطوير الحقل؛ بسبب ما وصفته بـ"التحديات في الحصول على الدعم المالي والتنظيمي في ضوء الحكومة الجديدة بقيادة حزب العمال".
تفاصيل مشروع تخزين الغاز والهيدروجين
تنص تفاصيل الاتفاق المنشور في موقع بورصة لندن على تولّي شركة وود مهمة أعمال الهندسة المفاهيمية والهندسة والتصميم الأولية (Pre-FEED)، وهي مرحلة حاسمة من عمر المشروعات تتضمن تحديد نطاق المشروع وتطوير المفهوم الكلي ووضع التصميم المبدئي للمرافق اللازمة.
يلي ذلك تقييم الجدوى الفنية والاقتصادية، وتحديد مواطن الخطر والفرص، ووضع خطة تكون بمثابة خارطة طريق لدورة حياة المشروع.
ومن المتوقع إكمال شركة الهندسة والاستشارات تلك المرحلة خلال شهر يناير/كانون الثاني المقبل (2025).
كما ستوجّه شركة وود النصح لأعضاء الفريق الفني في "إنرجي باثويز" من أجل تقييم ومواصلة تطوير المرافق البرية والبحرية في مشروع تخزين الغاز والهيدروجين.
بموجب هذا العقد، سيكون لدى شركة "وود" المدة الحصرية (مدة تفاوض حصرية يتفق خلالها الطرفان على عدم دخول أطراف ثالثة)، ستقدّم خلالها إلى "إنرجي باثوايز" شروط التقدم نحو مرحلة التصميم الهندسي، بما في ذلك الإدارة طويلة الأجل للهندسة والمشتريات والتركيب والتشغيل، وتحمل مسؤولية منشأة التخزين فور تشغيلها.
وسحبت "إنرجي باثويز" جزءًا من القرض بقيمة 5.1 مليون جنيه إسترليني (6.5 مليون دولار) من شركة "غلوبال غرين أست فاينانس" (Global Green Asset Finance) لتمويل أعمال التصميم والهندسة الأولية، ومن المتوقع تسديد المبلغ بحلول نهاية هذا العام.
وبحسب بيان الشركة، فإن الاتفاق سيساعد في إحراز تقدّم كبير عبر دفع أعمال الهندسة والإنشاءات والتشغيل والإدارة.
وتمتلك شركة وود خبرة كبيرة في مشروعات تحول الطاقة والمصادر النظيفة؛ إذ رصدت منصة الطاقة المتخصصة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2024) اختيارها مع شركة إكسيد (Exceed) من قِبل شركة سنتريكا إنرجي ستوريدج (Centrica Energy Storage) لإعادة تطوير حقل الغاز "راف" (Rough) في بحر الشمال البريطاني لتخزين الهيدروجين.
مشروع مبتكر
أعرب الرئيس التنفيذي لشركة إنرجي باثويز بين كلوب عن سعادته بالاتفاق مع شركة وود لتكون الشريك الهندسي الرئيس، قائلًا، إنها ثرية بقدرات تقديم الاستشارات الهندسية في قطاع تحول الطاقة، فضلًا عن امتلاكها مهارات إدارة المشروعات.
وعلاوة على ذلك، يمثّل الاتفاق -بحسب كلوب- علامة فارقة في طريق الشركة لبناء مكانة رائدة في مسيرة تحول الطاقة والإسهام في تحقيق أمن الطاقة وأهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
بدوره، أعرب نائب الرئيس التنفيذي لشركة وود لشؤون قطاع الأعمال في بريطانيا مارتين سيمونايت عن فخر شركته لاختيارها لتطوير مشروع تخزين الغاز والهيدروجين، وقال، إن شركته لديها سجلّ حافل في تصميم وتطوير مشروعات الطاقة منخفضة الكربون، وستعمل مع "إنرجي باثويز" في المشروع "المبتكر" بالاستفادة من خبراتها للإسهام بهدف الحياد الكربوني.
مركز تخزين الغاز والهيدروجين في بريطانيا
تتوقع شركة "إنرجي باثويز" أن يؤمّن مشروع تخزين الغاز والهيدروجين إمدادات مستقلة ومرنة من الغاز الطبيعي والهيدروجين في المملكة المتحدة على مدار ربع قرن.
وصُمم المشروع ليكون خاليًا تمامًا من انبعاثات الكربون والانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري؛ إذ سيُدار بوساطة الكهرباء المنتجة من توربينات الرياح البحرية في البحر الأيرلندي.
وتصل قدرة تخزين الغاز تحت الأرض إلى نحو 50 مليار قدم مكعبة، وهو ما يعادل حجم أكبر محطات تخزين الغاز في المملكة المتحدة داخل حقل "راف" (Rough).
وعلى المدى الطويل، يمكن لمشروع تخزين الغاز والهيدروجين استيعاب الإنتاج الزائد للكهرباء المولدة من الرياح عبر إنتاج وتخزين الهيدروجين الأخضر من مشروعات رياح بحرية (قائمة ومخطط لها)، بقدرة إنتاج تتراوح بين 7 و8 غيغاواط.
ويمكن للمشروع الجديد زيادة قدرات تخزين الغاز في المملكة المتحدة بنسبة 50%، بالإضافة إلى تخزين إمدادات طاقة قادرة على تدفئة 2.5 مليون منزل خلال الشتاء.
وتفصيليًا، يضم المشروع 4 آبار غاز، وسيكون تطوير مرافق تخزين الغاز على مرحلتين، بدءًا بإنتاج الغاز، ثم التشغيل الكامل لمرافق التخزين.
وسيوفر إنتاج الغاز تدفقات نقدية مبكرة ستساعد في تمويل المرحلة الثانية من أعمال التطوير.
وبحسب "إنرجي باثويز"، ما زال الغاز الطبيعي يشكّل 32% من إجمالي مزيج الطاقة في المملكة المتحدة، كما سيظل وقودًا انتقاليًا حاسمًا، وسيسدّ الفجوة في الطلب خلال تقطُّع إمدادات الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- تفاصيل الاتفاق على موقع بورصة لندن
2- الملف التعريفي للمشروع على موقع شركة "إنرجي باثويز"
0 تعليق