في ظل التحديات التي تواجهها الصحافة التقليدية، يرى عمرو خان، الخبير في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي يمثل قوة محورية في إعادة تشكيل الصحافة في مصر،ة ويؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيُسهم بشكل كبير في تعزيز سرعة وفاعلية الإعلام الرقمي، فضلاً عن تمكين الصحفيين من الوصول إلى أدوات أكثر دقة لتحليل البيانات وتنظيم المحتوى.
تعزيز سرعة وفاعلية الإعلام الرقمي
ويضيف عمرو خان، في تصريح خاص لـ موقع تحيا مصر ، اليوم الثلاثاء، أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تعريف دور الصحافة في مصر، من خلال أتمتة العديد من العمليات الصحفية التقليدية، مثل جمع البيانات وكتابة التقارير البسيطة. كما سيعزز قدرة الصحفيين على تقديم محتوى مخصص يتماشى مع اهتمامات الجمهور، مما يعزز التفاعل مع القراء بشكل غير مسبوق."
التغيير الرقمي في الصحافة المصرية
يتحدث عمرو خان عن الأدوات التكنولوجية المتاحة اليوم، والتي من المتوقع أن تحدث تحولًا جذريًا في صناعة الإعلام. من أهم هذه الأدوات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي في الصحافة الرقمية: خوارزميات التوصية، تحليل البيانات الضخمة، وأنظمة التحقق من الأخبار.
وفي هذا السياق، يقول خان: "الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تقتصر فقط على تحسين العمليات الصحفية الداخلية، بل تمتد إلى زيادة جودة الخدمة المقدمة للجمهور. على سبيل المثال، أدوات التحليل المتقدم تساعد الصحفيين على تقديم محتوى أكثر دقة وموثوقية، في وقت أسرع."
ويؤكد خان أن هذه الأدوات ستسهم في تحسين تجربة القارئ عبر توفير محتوى مخصص يناسب احتياجاته واهتماماته.
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير شكل الصحافة؟ الكشف عن أسرار التحول الرقمي
وفقًا لعمرو خان، فإن التحول الرقمي لا يتعلق فقط باستخدام التقنيات الجديدة في الصحافة، بل يتعلق بإعادة التفكير في كيفية إنتاج وتوزيع المحتوى. يوضح خان: "الذكاء الاصطناعي يمكنه تغيير شكل الصحافة عبر استخدام تقنيات مثل التوليد الآلي للمحتوى، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي كتابة تقارير إخبارية في وقت قياسي، ما يساعد الصحفيين في التركيز على القصص الأكثر تعقيدًا."
كما يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح للصحفيين استخدام أدوات جديدة لتحليل البيانات وتحقيق أكبر استفادة من المصادر المفتوحة على الإنترنت، مما يسهم في تقديم تقارير إخبارية أعمق وأكثر دقة.
الصحافة الرقمية في مصر بحاجة إلى دمج أعمق للذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المحتوى
يشير خان إلى أن الصحافة الرقمية في مصر لا تزال في مرحلة البداية عندما يتعلق الأمر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ورغم أن بعض المؤسسات الإعلامية بدأت في استخدام هذه التقنيات، إلا أن دمج الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في مختلف جوانب العمل الصحفي يعد خطوة ضرورية لتحسين جودة المحتوى.
يقول خان: "الذكاء الاصطناعي يساعد الصحفيين في تحليل سلوك القراء، مما يمكّن الصحف من تقديم محتوى يتناسب مع اهتمامات الجمهور. لكن هناك حاجة للاستثمار بشكل أكبر في تدريب الصحفيين على هذه التقنيات، وتطوير أدوات جديدة تساهم في تحسين العمل الصحفي."
ويعتبر خان أن الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحسين جودة العمل الصحفي وزيادة كفاءة الإنتاج الإعلامي.
كيفية استفادة الصحافة المصرية من الثورة الرقمية
يرى عمرو خان أن الصحافة المصرية قد بدأت بالفعل في التحول من الصحافة الورقية التقليدية إلى الصحافة الرقمية، لكنه يؤكد أن هناك العديد من الفرص التي يمكن استغلالها بشكل أفضل لتحقيق استفادة حقيقية من الثورة الرقمية. "من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل العمل الصحفي، يمكن تحسين جودة المحتوى وتوسيع نطاق التغطية بشكل أسرع وأدق."
ويشدد خان على أن هذه الثورة الرقمية تتيح للصحفيين إنتاج محتوى متنوع يتناسب مع احتياجات وتفضيلات الجمهور، مثل المقالات النصية، الفيديوهات، والبودكاست، مما يعزز التواصل مع القراء ويتيح لهم خيارات متعددة للحصول على الأخبار.
" الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا للصحفيين، بل شريكًا في المستقبل الإعلامي"
وفيما يتعلق بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل الصحفيين، يؤكد خان أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للصحفيين، بل أداة تساهم في تحسين عملهم. "الذكاء الاصطناعي يعمل كداعم للصحفيين، وليس منافسًا لهم. يمكنه أن يساهم في توفير الوقت والجهد للصحفيين في المهام الروتينية مثل جمع الأخبار الأولية، مما يتيح لهم الفرصة للتركيز على القصص الأكثر أهمية وتفاصيلها المعقدة."
ويضيف خان أن الصحفيين الذين يتبنون هذه التقنيات سيحظون بفرص أكبر لتحسين إنتاجهم الصحفي والتفاعل مع جمهورهم بشكل أعمق. "الذكاء الاصطناعي هو شريك في صناعة الإعلام، وليس تهديدًا لها. من خلال دمج التكنولوجيا بشكل ذكي، يمكننا تقديم إعلام أكثر دقة وموضوعية."
، يظهر عمرو خان بشكل واضح مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الصحافة الرقمية في مصر. يرى خان أن هناك فرصًا كبيرة للاستفادة من هذه التكنولوجيا لتحسين جودة المحتوى الإعلامي وتسريع الإنتاج، في الوقت الذي يعزز فيه دور الصحفيين في استخدام هذه الأدوات بشكل مبتكر. وفي ظل هذا التحول، يصبح من الضروري أن تواصل الصحافة المصرية دمج الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات اللازمة للصحفيين لمواكبة هذا التغيير الرقمي المتسارع.
0 تعليق