أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المال الذي يحتوي على شبهة حرام يمكن التخلص منه عبر التصدق به في المصالح العامة أو على الفقراء والمحتاجين، بشرط أن يتوب الإنسان إلى الله بصدق ويشعر بالندم على ما فعل.

كيفية التعامل مع المال المشبوه

في حوار عبر برنامج فتاوى الناس المذاع على قناة "الناس"، أوضح الشيخ عويضة أن الأموال ذات الشبهات ليست كلها محرمة، ولكن يجب التعامل معها بحذر. 

وأضاف: إذا كان المال قد تم أخذه من شخص بعينه، فإن إرجاعه لصاحبه واجب إذا كان معروفًا.

واستكمل، أما إذا تعذر معرفة صاحب المال، فيمكن التصدق به بنية تطهير المال من الشبهات.

شروط التخلص من المال المشبوه

- التوبة الصادقة: يتوجب على صاحب المال أن يتوب إلى الله بصدق، ويعزم على عدم العودة إلى الكسب المشبوه.

- الندم على الفعل: الشعور بالندم على التصرف السابق هو أساس قبول التوبة.

- تجنب المال المشبوه مستقبلًا: الحرص على الكسب الحلال لضمان بركة الرزق وراحة البال.

التحذير من الكسب غير المشروع

نبه الشيخ عويضة إلى أن التسرع في كسب المال بطرق غير مشروعة، مثل الرشوة أو الغش، يعكس عدم الثقة برزق الله.

 وأوضح أن الله سبحانه وتعالى لم يغلق أبواب الحلال أمام عباده، ولكن بعض الأشخاص يستعجلون الرزق، فيقعون في المحرمات.

مثال من سيرة الصحابة

استشهد الشيخ بقصة عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث دلّت على أهمية الصبر في طلب الرزق الحلال.

 فقد كان بإمكانه أن يحصل على المال بطرق شرعية إذا صبر قليلاً، مشيرًا إلى أن التسرع لا يجلب إلا الندم.

الالتزام بالحلال

اختتم الشيخ عويضة بالتأكيد على أهمية أن يكون مطعم الإنسان ومشربه حلالًا، مذكّرًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل جسد نبت من سحت، فالنار أولى به."

 لكنه أشار إلى أن التوبة الصادقة ورد الحقوق لأصحابها يمكن أن ينجي الإنسان من تبعات المال الحرام.