للمتابعة اضغط هنا

كيف حوّل بلينكين الخارجية الأمريكية إلى «جناح للجيش»؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
1

لا يمكن تحقيق سوى القليل من المنجازات على طاولة التفاوض، مقارنةً بما يُمكن تحقيقه في ساحة المعركة.

وفق مقال لمجلة ريسبنسوبل ستيت كرافت الأمريكية، فقد كان هذا ما يؤمن به المفكر السياسي والدبلوماسي الأبرز في تاريخ الولايات المتحدة، ووزير خارجيتها الأكثرة شهرة في تاريخها هنري كيسنجر، وقد أعاد المسؤولون الأمريكيون التأكيد على هذا المبدأ خلال عدد من الحروب، لكن هذا النهج في عهد الإدارة الحالية وصل لمستوى غير مسبوق.. فما تجليات ذلك؟

نهج عسكري للدبلوماسية الأمريكية

غالبًا ما ارتبطت الدبلوماسية بالقوة العسكرية في الماضي، ولكن في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، تخلت وزارة الخارجية عن الدبلوماسية وتقلصت لتصبح “الذراع المتشدد” للبنتاجون، الذي أصبح في مفارقة عجبية صوتًا خافتًا للدبلوماسية، وفق المقال.. فكيف تجلى هذا التناقض؟

مؤخرًا صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة “تدعم وقف إطلاق النار” في لبنان، بينما اعترف في الوقت نفسه أن “الضغط العسكري يمكّن أحيانًا الدبلوماسية”.

وفي الوقت ذاته، عبر وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، عن هذا المبدأ قائلًا إنهم يعملون “على كل ما يمكن لتعزيز موقف أوكرانيا في ساحة المعركة حتى يكون لديها أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات،” حسب ما نقل المقال المنشور في 8 أكتوبر 2024.

الدبلوماسيون أكثر تشددًا

إدارة بايدن ذهبت أبعد من المبدأ التقليدي الذي آمن به كسينجر، حيث أصبح الدبلوماسيون أكثر عنفوانًا وجموحًا من المسؤولين العسكريين، بل ذهب مسؤولو الخارجية أبعد من ذلك حيث ضغطوا على نظرائهم في وزارة الدفاع.

بحسب المقال، تحولت وزارة الخارجية في عهد بايدن، رغم وعدها “عصر جديد من الدبلوماسية”، إلى الذراع المتشددة للبنتاجون.

في النقاشات داخل إدارة بايدن حول ما إذا كان يجب السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ بعيدة المدى زودتها بها الدول الغربية داخل الأراضي الروسية، ضغط الدبلوماسيون من أجل التصعيد، بينما دعا البنتاجون بفتح ووكالات الاستخبارات إلى التحلي بالحذر.

النهج تجاه أوكرانيا

وعد بلينكن أنه “منذ اليوم الأول.. ومع تغير ما تفعله روسيا، ومع تغير ساحة المعركة، نحن قد تكيفنا.. ويمكنني أن أقول لك أنه مع تقدمنا، سنفعل بالضبط ما فعلناه سابقًا، وهو أننا سنعدل ونتكيف حسب الحاجة، بما في ذلك فيما يتعلق بالوسائل المتاحة لأوكرانيا للدفاع بفعالية”.

في المقابل، نصح البنتاجون بالتحلي بالاعتدال، مؤكدًا أن العائد من الضربات بعيدة المدى لا يتناسب مع المخاطر القائمة.

واعتقد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن “الضربات بعيدة المدى داخل روسيا لن تُغيّر مجرى الحرب لصالح أوكرانيا”، متفقًا مع وكالات الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا قادرة على نقل معظم أصولها العسكرية بسرعة بعيدًا عن نطاق الضربات.

الجيش أكثر دبلوماسية من الخارجية

لم تكن هذه المرة الأولى التي تبرز فيها تلك النقاشات، فعقب الحرب الروسية الأوكرانية، جادلت وزارة الخارجية بأن “الدبلوماسية الحقيقية” لا تحدث في أوقات الحرب، بينما كان الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة (آنذاك)، يدعو لمزيدٍ من  الدبلوماسية مشددًا على أن “تحقيق سيادة أوكرانيا مع الحفاظ على أراضيها يتطلب حربًا طويلة وصعبة، وكثير من الضحايا.”

كما أكد ميلي أن “يمكن تحقيق تلك الأهداف من خلال الوسائل العسكرية… ولكن يمكن أيضًا تحقيق تلك الأهداف.. من خلال بعض الوسائل الدبلوماسية”.

مرةً أخرى، كان أبرز مسؤول في الجيش الأمريكي يدعو إلى الدبلوماسية بينما كان أكبر دبلوماسي يدعو إلى المزيد من الحر، وفق المقال.

نهج مستمر

قبل أن توافق الولايات المتحدة حتى على الضربات المحدودة داخل روسيا، كانت وزارة الخارجية هي التي طرحت أولاً فكرة منح الضوء الأخضر.

منذ البداية، تخلت وزارة الخارجية عن الدبلوماسية، ففي 17 ديسمبر 2021، اقترح الرئيس فلاديمير بوتين تقديم ضمانات أمنية للولايات المتحدة تتضمن مطلبًا رئيسيًا بعدم توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) نحو أوكرانيا.

لكن بدلاً من التفاوض، كشف مستشار بلينكن، ديرك شولي، أن الولايات المتحدة في ذلك الوقت لم تعتبر توسيع الناتو على طاولة المفاوضات.

بلنيكن.. لا انتصارات دبلوماسية

في نهاية فترة بايدن، لا يمتلك بلينكن أي انتصار دبلوماسي ليفخر به، فقد تعهدت إدارة بايدن بأنه “سيرد بسرعة على السياسات الفاشلة لترامب التي أضرت بالشعب الكوبي ولم تفعل شيئًا لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

ووعد بنهج خارجي مختلف عن “الفشل المطلق” لترامب في فنزويلا. وأيضًا وعد بنهج جديد تجاه كوريا الشمالية “منفتح على استكشاف الدبلوماسية، بالإضافة إلى تعهده بإعادة تفعيل القنوات الدبلوماسية مع طهران.”

لكن وزارة الخارجية في عهد بلينكن لم تحقق أيًا من هذه الوعود وفشلت في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة وأوكرانيا. وبدلاً من ذلك، اعتمدت على “الإكراه”، سواء كان ذلك من خلال العقوبات الاقتصاد أو القوة عسكرية.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق