بدائل النفط الإيراني تحدٍّ يواجه سوريا بعد سقوط الأسد.. ما دور قطر وتركيا؟

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • ربما تكون هناك بعض عمليات التهريب للمنتجات النفطية بالشاحنات على نطاق صغير عبر لبنان.
  • المشتقات النفطية المنقولة بالشاحنات من تركيا تشق طريقها لتزويد محطات الكهرباء شمال حلب.
  • مصافي النفط السورية بحاجة ماسة إلى الاستثمار والإصلاح.
  • إنتاج مصفاة بانياس من المنتجات الخفيفة لا يتجاوز 30% من قدرتها.

تتطلع سوريا، حاليًا، إلى توفير بدائل لإمدادات النفط الإيراني ومشتقاته، التي توقفت بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

ومن المرجح أن تكون مصادر الإمداد السورية، في الأمد القريب، هي المشتقات النفطية المنقولة بالشاحنات عبر الحدود التركية واللبنانية، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويقول أحد التجار: "ربما يكون هناك بعض عمليات التهريب بالشاحنات على نطاق صغير عبر لبنان، إذا استمر هذا الوضع لمدة من الوقت"، مشيرًا إلى أن "معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا طريق طويل الأمد".

ويربط المعبر الحدودي تركيا بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا الذي كانت تسيطر عليه قوات المعارضة، إذ عملت أنقرة خلال السنوات الأخيرة على دعم جماعة هيئة تحرير الشام المعارضة المتمركزة بالمنطقة.

المشتقات المنقولة بالشاحنات من تركيا

قال مدير مركز حرمون للدراسات المعاصرة ومقره إسطنبول سمير سعيفان: "إن المشتقات النفطية المنقولة بالشاحنات من تركيا تشق طريقها الآن لتزويد محطات كهرباء شمال حلب عبر المعبر بهدف ضمان الاستقرار وإبقاء الأضواء مضاءة".

وتُعد عمليات الشراء الأكثر أهمية من التجار الدوليين غير واردة فعليًا خوفًا من فرض العقوبات بشكل واضح، وذلك بعد إدراج هيئة تحرير الشام السورية المعارضة على القائمة السوداء من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها.

مصفاة نفط بدائية في ريف بلدة القحطانية بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا
مصفاة نفط بدائية في ريف بلدة القحطانية بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

وقال أحد التجار لموقع إنرجي إنتليجنس: "بقدر ما أعلم، ليست لدى المعارضين أي علاقات مع أي بنك دولي".

ومن المرجح أن تكون الحكومة الجديدة على دراية بالتحدي المتمثل في توفير إمدادات بديلة عن النفط الإيراني الذي كان يتلقاه نظام الأسد، إذ ورد أن رئيس الوزراء المؤقت محمد البشير، كان مسؤولًا تنفيذيًا سابقًا في مجال الغاز.

مصافي النفط في سوريا

تُعد مصافي النفط في سوريا بحاجة ماسة إلى الاستثمار والإصلاح، إذ يقول أحد التجار إن مصفاة حمص التي تنتج 100 ألف برميل يوميًا معطلة.

وتفيد بعض المصادر بأن مصفاة بانياس التي تنتج 120 ألف برميل يوميًا لا تزال تعمل، ولكن إنتاجها من المنتجات الخفيفة لا يتجاوز 30% من قدرتها.

في المقابل، فإن قيود العرض تشكل عاملًا مؤثرًا، خصوصًا في غياب إمدادات النفط الإيرانية، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

ويكشف موقف ناقلة النفط الإيرانية التي عادت قبل دخولها قناة السويس يوم سقوط حكومة بشار الأسد عن حجم التحدى الذي قد تواجهه الحكومة المؤقتة لتوفير إمدادات الوقود.

وعادت ناقلة إيرانية كانت متجهة إلى سوريا لتسليم نحو 750 ألف برميل من النفط إلى إيران، حسبما ذكر موقع تتبع الناقلات "تانكر تراكر" TankerTrackers.com في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس.

وصدّرت إيران ما معدله 56 ألف برميل يوميًا إلى سوريا في عام 2024، ووفقًا لشركة تتبع السفن "كبلر" Kpler.

ومن بين نحو 80 ألف برميل يوميًا من الإنتاج المحلي، يتم إنتاج نحو 14 ألفًا إلى 15 ألف برميل يوميًا فقط في المناطق التي كانت تسيطر عليها حكومة دمشق، مع إنتاج الجزء الأكبر نحو 66 ألف برميل يوميًا، في الشمال الشرقي الذي يسيطر عليه الأكراد.

دور تركيا

بالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن تعتمد الحكومة الانتقالية السورية الجديدة بشكل كبير على الجهات الفاعلة في الدولة مثل تركيا وقطر.

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، في وقت سابق من هذا الأسبوع، مستشهدًا باحتياجات سوريا الأساسية من الكهرباء والبنية التحتية، "إن تركيا بدأت بالفعل الاستعدادات لدعم سوريا".

ناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز
ناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز – الصورة من رويترز

وأضاف بيرقدار، وفقًا لصحيفة ديلي صباح التركية: "لم يكن هناك طلب رسمي من سوريا، لكن يبدو أن الخطاب العام حول هذه القضية يتشكل؛ وعلى الرغم من عدم اتخاذ أي خطوات رسمية، فنحن مستعدون".

وقد يكون من مصلحة هيئة تحرير الشام إقامة علاقات عمل مع روسيا، التي دعمت حكومة الأسد ولا تزال تحتفظ بقواعد عسكرية في البلاد، ومن المحتمل أن تصبح مصدرًا لإمدادات الوقود للحكومة الانتقالية الجديدة.

واردات سوريا من النفط الإيراني

توقفت واردات سوريا من النفط الإيراني بعد السقوط المفاجئ لنظام الرئيس بشار الأسد، وفقًا لبيانات تتبع ناقلات النفط، في ضربة لكل من إمدادات الطاقة في الدولة التي مزقتها الحرب ومنافذ طهران لنفطها الخاضع للعقوبات.

وشوهدت ناقلة رامونا 1 في البحر الأبيض المتوسط ​​وهي تعود فارغة في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري بعد تسليم مليون برميل من النفط الإيراني إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​السوري.

وقد حملت السفينة -وهي جزء من أسطول الظل الإيراني، الذي يسلم النفط بانتظام إلى سوريا- حمولتها في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وربما كانت آخر سفينة تنقل النفط الإيراني إلى دمشق.

وشوهدت ناقلة أخرى من طراز سويس ماكس، وهي لوتس، تعود في خليج السويس في 7 ديسمبر/كانون الأول، محملة بالنفط، عندما استولت قوات المعارضة على دمشق، وفقًا للبيانات.

وتشكل رامونا 1 ولوتس جزءًا من قائمة ناقلات النفط التي أدرجتها إدارة معلومات الطاقة الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أنها متورطة في تصدير النفط الإيراني وبيعه.

وكانت إيران، الداعم الرئيس لنظام الأسد، تشحن ناقلة أو اثنتين من طراز سويس ماكس شهريًا إلى مصفاة بانياس السورية في السنوات الأخيرة.

وبلغ متوسط ​​شحنات التصدير نحو 50 ألف برميل يوميًا إلى بانياس في عام 2024، بانخفاض عن أعلى مستوى بلغ نحو 80 ألف برميل يوميًا في عام 2023، وفقًا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية.

الرسم البياني التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض واردات سوريا من النفط الإيراني (2022-2024):

واردات سوريا من النفط الإيراني

تهريب النفط

منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، أصبح نظام الأسد في سوريا يعتمد بشكل متزايد على واردات النفط الإيرانية لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي، التي تقلصت من 305 آلاف برميل يوميًا في عام 2010 إلى 163 ألف برميل يوميًا في عام 2024 وسط معاناة اقتصاد البلاد الممزق بسبب الحرب.

وبعد أن كان إنتاج النفط المحلي في سوريا يبلغ نحو 400 ألف برميل يوميًا قبل الحرب الأهلية، انهار إلى نحو 20 ألف برميل يوميًا.

ولا يزال الوضع التشغيلي الحالي لمصافي النفط في سوريا ومدة استمرارها في العمل دون النفط المستورد غير واضح.

وتمتلك سوريا مصفاتين في بانياس (120 ألف برميل يوميًا) وحمص، بسعة 107 آلاف و100 برميل يوميًا، لكن الأضرار وانخفاض الطلب منذ الحرب يعني أنها تعمل بأقل بكثير من طاقتها الاسمية.

ويقدر محللو النفط لدى وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس أن محطتين تعالجان نحو 70 ألف برميل يوميًا، وهو ما يغطي أقل من نصف احتياجات سوريا من المنتجات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. سوريا تواجه تحديًا في الحصول على إمدادات النفط، من موقع إنرجي إنتليجنس
  2. توقف صادرات النفط الإيرانية إلى سوريا بعد استيلاء المعارضة على السلطة، من إس آند بي غلوبال
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق