في خطوة مثيرة للاهتمام، كشف تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" نقلًا عن موقع "ماكسار" للرصد عبر الأقمار الصناعية، أن روسيا بدأت استعداداتها لسحب معدات عسكرية استراتيجية من سوريا. الصور التي التقطها الموقع تظهر طائرات شحن روسية في قاعدة حميميم الجوية في سوريا وهي في وضع الاستعداد لاستقبال معدات ثقيلة، بما في ذلك تفكيك طائرات هليكوبتر استعدادًا لنقلها. أحد الصور أظهرت طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Ka-52 أثناء تفكيكها، مما يثير التكهنات حول نية روسيا تقليص تواجدها العسكري في المنطقة.
أنظمة الدفاع الجوي الروسية S-400 في طريقها للخروج
في وقت لاحق، أكدت التقارير أن روسيا قد تكون بصدد سحب أنظمة الدفاع الجوي المتطورة S-400 من سوريا، وهو ما يثير تساؤلات حول المدى الذي ستصل إليه انسحابات القوات الروسية، خاصة في ظل تزايد الضغوط من جميع الأطراف المعنية في النزاع السوري.
استعدادات روسيا في ظل تراجع تأثيرها العسكري في سوريا
مع تزايد الضغوط على روسيا في ظل الحرب الأوكرانية، أصبح من الواضح أن موسكو تركز اهتمامها في أماكن أخرى، مما يقلل من دعمها العسكري المباشر للأسد. في هذا السياق، قال سامر الأطرش، مراسل "ذا تايمز" البريطانية، على حسابه في إكس: "القوات الروسية تتدفق إلى قاعدة حميميم الجوية مع إقلاع طائرات الشحن، ووفقًا لهيئة تحرير الشام، تم إبلاغهم بأن القوات الروسية ستغادر قريبًا".
هل أصبح دور روسيا في سوريا أقل تأثيرًا؟
تزامنًا مع هذا التطور، أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن روسيا لا تزال على اتصال مستمر مع الحكومة السورية حول ملف الوجود العسكري والتمثيل الدبلوماسي بعد أن واجهت سوريا صعوبة في استعادة مناطق استراتيجية. تصريحات بيسكوف تؤكد أن موسكو تسعى للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا رغم تراجع تأثيرها.
تركيا تنجح في إقناع موسكو وطهران بعدم التدخل لصالح الأسد
فيما يخص الوضع العسكري في سوريا، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تركيا قد نجحت في إقناع كل من موسكو وطهران بعدم التدخل العسكري لدعم الأسد خلال الهجوم الذي شنته المعارضة على قواته. هذه التصريحات تحمل دلالة على الدور المتزايد الذي تلعبه تركيا في تحديد مصير سوريا في المستقبل.
عودة السوريين إلى وطنهم وسط حالة من عدم الاستقرار
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية التركي أن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم سيرتفع تدريجيًا مع تحسن الأوضاع الأمنية في بعض المناطق. وقد أضاف أن تركيا تنوي فتح سفارتها في سوريا خلال الأيام القادمة، وهو ما قد يثير ردود فعل متفاوتة من موسكو وطهران، اللتين تعدان من أبرز حلفاء الأسد.
تحليل شامل للوضع العسكري والسياسي في سوريا
إن الوضع العسكري والسياسي في سوريا يمر بمرحلة دقيقة للغاية. في حين أن روسيا تحاول تقليص وجودها العسكري، تواصل القوى الإقليمية الأخرى مثل تركيا وإيران توجيه سياساتهم في الاتجاه الذي يخدم مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة. مع تزايد الحديث عن تداعيات الحرب الأوكرانية، قد تصبح سوريا ساحة مناورات جديدة للمصالح الدولية.
0 تعليق