أنس الحجي: خطط سوريا لخطوط أنابيب النفط والغاز انتهت.. وهذا وضع الطاقة المتجددة

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بالنظر إلى الخرائط العالمية لحقول النفط، فمن المنطقي أن تصبح سوريا عاصمة أنابيب النفط والغاز في العالم، ولكن عصر خطوط الأنابيب انتهى الآن مع اتجاه الجميع إلى السفن وناقلات النفط والغاز المسال.

ومن ثم، وفق مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الاحتمال الوحيد لاستمرار أنابيب النفط يوجد في العراق، الذي يواجه مشكلة كبيرة مع زيادة إنتاجه، ولكن الإنتاج والتصدير من الشمال متوقفان عبر أنبوب يتجه إلى ميناء جيهان التركي منذ مارس/آذار 2023.

وأضاف: "يتم حاليًا تهريب النفط من إقليم كردستان إلى داخل العراق وإلى إيران عبر الشاحنات، إذ تنقله ما بين 300 و400 شاحنة تقريبًا يوميًا، وتُقدر الكميات المهربة بنحو 250 ألف برميل يوميًا، لذلك فهناك حاجة في العراق إلى أنابيب، ليس فقط للإنتاج الحالي، وإنما للزيادة المستقبلية".

ولفت إلى أن نظام صدام حسين في العراق سبق أن اتفق مع نظام الأسد في سوريا على خطوط أنابيب، جرى الضخ من خلالها لمدة قصيرة ثم توقفت، وبعدها تم تفجير الأنبوب، لذلك فإنه في حال وجود أنابيب في المستقبل فستكون من بغداد إلى البحر المتوسط مرورًا بدمشق.

وجاءت تصريحات الدكتور أنس الحجي خلال حلقة جديدة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدّمه عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، والتي قدّمها تحت عنوان: "مستقبل إنتاج النفط والغاز في سوريا".

أزمة قطاع النفط في سوريا

تطرّق الدكتور أنس الحجي إلى أزمة قطاع النفط في سوريا، قائلًا إن التوجه عالميًا إلى ناقلات النفط والغاز المسال أنهى تمامًا فكرة وجود أنابيب غاز من الخليج عبرها، وذلك لعدم توافر الغاز حاليًا، ولاقتناع الناس أنه بعد تفجير خط "نورد ستريم 1"، ووقف "نورد ستريم 2" لم تعد الأنابيب هي الحل.

وأضاف: "هناك أنبوب من العراق إلى الأردن إلى خليج العقبة مخطط له، وهناك خلاف بين العراقيين حوله، لأن البعض يتخوّف من أن النفط سينتهي به المطاف في النهاية داخل إسرائيل، وهناك كلام كثير حول هذا الموضوع، ولكن في النهاية إذا كانت هناك أنابيب تكون من العراق".

النفط العراقي

وأكد الدكتور أنس الحجي، أن من ضمن الأمور التي سبق ذكرها وجود نقص في إمدادات الوقود والغاز والكهرباء في سوريا، وهذا سيستمر لمدة طويلة، في ظل وجود إشكالية كبيرة يجب الانتباه إليها، لأن عودة اللاجئين والمغتربين السوريين بأعداد كبيرة ستفاقم الأزمة.

وتابع: "ستتفاقم الأزمة؛ لأنه لا يوجد بنزين أو ديزل أو مازوت يكفي لإنتاج الكهرباء، فإذا عاد إلى سوريا 3 أو 4 ملايين شخص، فإن البلد سيعاني بشدة، ومن ثم يجب خلق نظام معين لتنظيم عودة اللاجئين والمغتربين، وإلا ستكون هناك مشكلات كثيرة".

بعبارة أخرى، وفق الحجي، فإن من يسكن في إحدى الدول ولديه منزل ومستقر حاليًا، يمكن أن يؤخّر عودته لمدة معينة، إلى أن تتوافر مصادر الطاقة داخل سوريا، لا سيما أن عودة الناس بأعداد كبيرة ستتسبب في مشكلة ضخمة.

حقل الورد السوري
حقل الورد السوري - الصورة من وزارة النفط السورية

الطاقة المتجددة في سوريا

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إنه بالنظر إلى الطاقة المتجددة في سوريا، يتضح أنها ضعيفة للغاية، وقد يكون الحل الأفضل حاليًا لتوفير مصادر الطاقة في البلاد هو اللجوء إلى خلايا الطاقة الشمسية على الأسطح.

ولفت إلى أن هذه الخلايا موجودة في البلاد، ولكن ليست بالكميات التي يجب أن تكون عليها، في حين يمكن أيضًا تكوين جمعيات تعاونية في القرى والحارات لبعض المشروعات الصغيرة من الطاقة الشمسية أو حتى خلايا الوقود إذا سمحت الأمور.

بطاريات الطاقة الشمسية في سوريا

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن خلايا الوقود قد تكون أغلى من مشروعات الطاقة الشمسية، ولكن في المستقبل لا بد من تبني مشروعات طاقة متجددة، وذلك للتخفيف، لأن كمية البنزين والديزل وزيت الوقود اللازم للحرق وكذلك الغاز لا تكفي لعودة الناس التي ستكون بالملايين.

وأكد أن هذه الكميات لا تكفي أيضًا للنمو الاقتصادي الذي سيرافق ذلك، ومن ثم فإن سوريا ستكون في حاجة كبيرة إلى إمدادات، مضيفًا: "تاريخيًا كانت إمدادات النفط والوقود تأتي من إيران، وذلك بسبب مقاطعة النظام السوري".

وأضاف: "من يتابعني فسيرى خريطة لقناة السويس والبحر الأحمر، أظهرت ناقلة نفط إيرانية كانت محملة بالوقود في طريقها إلى سوريا، ولكنها عندما وصلت إلى القناة المصرية لم تدخلها، إذ بلغتها أنباء هروب بشار الأسد، فعادت مرة أخرى، وهي حاليًا في مضيق باب المندب، تعبر منطقة أمام الحوثيين في طريقها إلى إيران".

وأشار إلى أن الجميع ينتظرون حاليًا رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن دمشق، إذ يمكن أن يؤدي رفعها إلى تمكين دول الخليج من إرسال شحنات مباشرة من الديزل والبنزين، إذ لا داعي للنفط الخام؛ لأن المصفاة في حمص أو بانياس قديمة ومتهالكة.

وتابع: "قد ترسل هذه الدول شحنات من البنزين والديزل إلى سوريا، ومن الواضح تمامًا أن الميناء أصبح مهمًا الآن، لأن منطقة طرطوس ما تزال تحت سيطرة فئات تابعة للنظام السابق".

ويمكن حاليًا، وفق الحجي، الاستعانة بمواني لبنان، ولكن لا أحد يعرف التفاصيل، في حين من الأمور المهمة التي يجب الالتفات إليها خلال الأسابيع المقبلة، هي كيف سيتم تمويل سوريا بالوقود، وليس بالنفط الخام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق