تتعدد ألوان النفط وتختلف كثافته، ويمتاز برائحة نفّاذة، ويتباين طعمه حسب نوعيته، فبعضه حامض، ومنه الحلو، ومن أشهر أنواعه الخام والصخري.
والنفط من المواد الهيدروكربونية؛ إذ يشكّل الكربون النسبة الكبرى من مكوّناته، بالإضافة إلى الهيدروجين، وتختلط معهما مواد أخرى، مثل: الأكسجين، والكبريت، والنتروجين، وأحيانًا توجد معه بعض المعادن حسب المكمن.
ووفقًا لموسوعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُعدّ البنزين أحد أهم المشتقات الناتجة من تقطير النفط، وهو مزيج من عشرات الهيدروكربونات، ومن أول منتجات التقطير، بسبب انخفاض درجة غليانه نسبيًا، إذ يُستَخرَج من حرارة تتراوح ما بين 30 و200 درجة مئوية، عندها يتبخّر، ثم يُبَرَّد، للحصول عليه سائلًا.
ويختلف البنزين الذي يُباع في محطات الوقود عن البنزين في صفته الأصلية، بسبب ما تقوم به الشركات من إضافات، منها المواد المحفّزة للأوكتان، ومواد مضادة للأكسدة، وأُخرى لمنع الترسّب والتجمد في المناطق الباردة وتآكل المعادن، بالإضافة إلى مواد ملونة وذات رائحة معينة لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة، تسبّب اختلاف ألوان النفط.
تمييز ألوان النفط
يُستعمل رقم الأوكتان لتمييز ألوان النفط، إذ تُصنّف أنواع البنزين حسب رقم الأوكتان واللون، فيكون رقم الأوكتان للبنزين الأحمر 95، بينما البنزين الأخضر يكون رقم الأوكتان له 91.
وتُعدّ نسبة الأوكتان أهمّ ما يميز أنواع البنزين، لا سيما الفرق بين البنزين الأحمر والأخضر، إذ يُستعمل رقم الأوكتان للتعبير عن جودة احتراق البنزين في محرّكات السيارات، وهو رقم يقيس درجة مقاومة البنزين للضجة التي يُحدثها الاحتراق داخل المحرك، فتزيد جودة الوقود وتنخفض ضجة الاحتراق كلّما ارتفع هذا الرقم.
البنزين الأحمر
يتميز البنزين الأحمر برقم أوكتان 95، لكونه مرتفعًا يعزز مقاومة المحرك للاحتراق المبكر، ما يساعد على تحقيق احتراق بكفاءة أعلى، كما يمتاز بقدرة عالية على الاشتعال، ما يسهم في بدء تشغيل المحرك بسرعة وسلاسة، ولا سيما في الطقس البارد.
ويحتوي البنزين الأحمر على إضافات تنظيف مخصصة للمساعدة في تقليل تراكم الرواسب داخل المحرك، ما يسهم في إطالة عمره ويحافظ على كفاءة أدائه، كما يوفر هذا النوع من البنزين حماية إضافية للمحرك، إذ يُساعد على تقليل التآكل الداخلي له، ما يخفض الحاجة إلى إجراء عمليات صيانة.
ويوفر الأداء المحسّن للبنزين الأحمر لسائق السيارة قيادة أكثر سلاسة وثباتًا على الطرق، إذ يُسهم في تحسين تسارع المركبة واستجابتها.
في مقابل هذه المزايا، تُعدّ التكلفة العالية من عيوب البنزين الأحمر، كونه أعلى سعرًا مقارنةً بالبنزين الأخضر، بالإضافة إلى عدم توفره في محطات الوقود كلّها، ولا سيما بالمناطق الريفية أو النائية.
وعلى الرغم من أن البنزين الأحمر يسبب انبعاثات كربونية أقل مقارنةً بالأنواع ذات الأوكتان المنخفض، فإن إنتاجه يتطلب عمليات تكرير أكثر تعقيدًا واستهلاكًا للطاقة، مسبّبًا انبعاثات إضافية خلال مراحل التصنيع، ما يُعرف بـ"التأثير البيئي غير المباشر".
الفرق بين البنزين الأحمر والأخضر
يبرز الفرق بين البنزين الأحمر والأخضر من خلال مقارنة عدّة معايير رئيسة، مثل رقم الأوكتان، وجودة الاحتراق، والسعر، والاستعمال المناسب، واللون المُميّز لكل منهما في محطات الوقود، كما يوضح الجدول التالي:
عنصر المقارنة | البنزين الأحمر | البنزين الأخضر |
رقم الأوكتان | 95 | 91 |
جودة الاحتراق | احتراق أكثر كفاءة | جودة احتراق مقبولة |
السعر | سعر أعلى | سعر أقل |
الاستعمال | السيارات ذات المحركات المتقدمة الأكثر تطورًا | السيارات ذات المحركات القياسية التي لا تتطلب بنزين عالي الأوكتان |
اللون في محطات الوقود | الملصق على مضخة البنزين ومسدس التعبئة لونهما أحمر درجة RAL 3020 | الملصق على مضخة البنزين ومسدس التعبئة لونهما أخضر درجة RAL 6024 |
رقم الأوكتان
يُعدّ رقم الأوكتان العامل الرئيس في الفرق بين البنزين الأحمر والأخضر، كما يلي:
- البنزين الأحمر: يتميز برقم أوكتان مرتفع (95)، ما يعني أن قدرته على مقاومة الاحتراق المبكر داخل المحرك عالية، فهو يُناسب المحركات المتطورة التي تتطلب وقودًا عالي الجودة.
- البنزين الأخضر : يحتوي على رقم أوكتان أقل (91)، يكفي لتلبية احتياجات معظم المحركات القياسية المستعملة في السيارات العادية.
الأداء وجودة الاحتراق
- البنزين الأحمر: يوفر احتراقًا أكثر كفاءة ونظافة، ما يُحسّن أداء المحرك ويُعزز من تسارعه، إلى جانب تقليل تراكم الرواسب داخل المحرك، ما يطيل من عمر المحرك ويخفض تكاليف الصيانة.
- البنزين الأخضر: رغم أنه أقل كفاءة نسبياً، فإنه يلبي احتياجات معظم السيارات اليومية دون مشكلات ملحوظة في الأداء.
السعر
- البنزين الأحمر : أعلى سعرًا بسبب جودته العالية وخصائصه المُحسّنة التي تناسب المحركات المتطورة.
- البنزين الأخضر : خيار اقتصادي، إذ يتوفر بسعر أقل، ويوفر احتياجات السيارات ذات الأداء القياسي.
الاستعمال
يُعدّ الاستعمال المناسب أحد أهم العوامل في الفرق بين البنزين الأحمر والأخضر، على النحو التالي:
- البنزين الأحمر : مخصص للسيارات الرياضية والفاخرة، أو تلك المزودة بمحركات متطورة تحتاج إلى وقود عالي الأوكتان.
- البنزين الأخضر: مناسب للسيارات العادية التي لا تتطلب وقودًا عالي الأداء، ما يجعله خيارًا عمليًا لتجنُّب إنفاق أموال إضافية دون فائدة.
الإضافات
- البنزين الأحمر: يُضاف إليه الإيثانول والعطريات ومضادات الأكسدة، وتكون نسبة إضافة المواد العضوية أقل مقارنة بالبنزين الأخضر.
- البنزين الأخضر: نسبة إضافة المواد العضوية إليه أعلى من البنزين الأحمر.
التأثير البيئي
- البنزين الأحمر: أقل تلويثًا للهواء مقارنة بالبنزين الأخضر، إذ يخفض نسبة العوادم.
- البنزين الأخضر: أكثر تلويثًا للهواء، إذ يسبّب نسبة عوادم أعلى.
اللون في محطات الوقود
تيسيرًا على سائقي المركبات للوقوف على الفرق بين البنزين الأحمر والأخضر في محطات الوقود، مُيِّز كل نوع كما يلي:
- البنزين الأحمر : يُميَّز بملصقات ومضخات حمراء اللون.
- البنزين الأخضر : يُعرف من خلال الملصقات والمضخات ذات اللون أخضر.
ما نوع البنزين الأنسب لسيارتك
تسهم عوامل عدّة في تحديد نوع البنزين الأنسب للسيارة، تشمل سرعة القيادة، ونوع السيارة ومتطلبات المحرك.
ولكن ينبغي اتّباع توصيات الشركة المصنّعة الواردة بدليل الاستعمال بشأن نوع البنزين الأنسب للسيارة، وفي حال عدم توفر مواصفات، يُحدد نوع البنزين المستعمل حسب الأداء الذي يتطلع السائق إلى الحصول عليه من السيارة.
ويتعين الأخذ في الحسبان أنه ليس بالضرورة أن تحتاج كل المحركات إلى البنزين الأحمر؛ إذ يمكن للسيارات ذات المحركات القياسية العمل بكفاءة باستعمال البنزين الأخضر دون أيّ مشكلات، إذ لن يضيف استعمال البنزين الأحمر في هذه السيارات شيئًا، سوى تكلفة إضافية قد تكون غير مبررة، دون تقديم فوائد ملموسة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق