تسعى مصر إلى تطوير بنيتها التحتية في قطاع الطاقة، وفي ذلك الإطار افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، محطة "أبيدوس 1" للطاقة الشمسية بصحراء كوم أمبو، محافظة أسوان.
وتمثل المحطة، التي تنفذها شركة "إيميا باور" الإماراتية، أحد أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في مصر بقدرة إنتاجية تصل إلى 500 ميجا وات، مما يجعلها إضافة نوعية لشبكة الطاقة القومية.
رؤية للتطوير والاستدامة
وتعد مصر واحدة من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تمتد شبكة الكهرباء القومية لتغطي كافة أنحاء الجمهورية، مع ربطها بشبكات دول الجوار مثل الأردن وليبيا والسودان.
وشهدت السنوات الأخيرة توسعًا كبيرًا في استخدام الطاقة المتجددة، حيث أصبحت جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة الوطني.
مزارع الرياح في مصر
وإلى جانب الطاقة الشمسية، تعد مزارع الرياح أحد الركائز الأساسية في استراتيجية مصر للطاقة المتجددة، إذ تمتلك مصر واحدة من أكبر مزارع الرياح في الشرق الأوسط في منطقة جبل الزيت، التي تعتبر نموذجًا رائدًا على مستوى العالم.
وتقع مزرعة جبل الزيت على ساحل البحر الأحمر، وتضم حوالي 300 توربين رياح بإجمالي قدرة إنتاجية تصل إلى 580 ميجا وات، وتتميز المزرعة بموقعها الاستراتيجي حيث توفر ظروف الرياح المثالية لإنتاج الطاقة بكفاءة عالية.
وبالإضافة إلى تلك المزرعة الضخمة تمتلك مصر كذلك مزرعة الزعفرانة التي تقع على خليج السويس، وهي واحدة من أقدم مشاريع الرياح في مصر بطاقة إنتاجية تصل إلى 545 ميجا وات.
وكذلك مزرعة رأس غارب التي تمثل شراكة ناجحة بين القطاعين العام والخاص، بطاقة تصل إلى 262.5 ميجا وات، وتعد من المشروعات البارزة التي تعكس اهتمام مصر بجذب استثمارات في هذا القطاع.
تطوير البنية التحتية للطاقة
وأشار رئيس الوزراء خلال كلمته إلى أهمية المشروعات الطموحة لتطوير شبكة الطاقة الوطنية، بما في ذلك التوسع في مزارع الرياح ومشروعات الطاقة الشمسية.
وأوضح رئيس الحكومة أن الحكومة المصرية تعمل على تحقيق خطة لإضافة 4 آلاف ميجا وات من الطاقة المتجددة بحلول صيف 2025، مما يعزز من استقرار الشبكة الكهربائية ويضمن توفير احتياجات المواطنين والمشروعات الصناعية.
استراتيجية مصر للطاقة المتجددة
وتتبنى مصر استراتيجية طموحة تهدف إلى أن تصل نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي مزيج الطاقة بحلول عام 2035، وتتضمن الاستراتيجية تطوير مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية بالتعاون مع شركاء دوليين، بالإضافة تعزيز الربط الكهربائي الإقليمي مع الدول المجاورة، ما يتيح لمصر تصدير الفائض من الطاقة.
وتشجع الاستثمار الخاص في مشروعات الطاقة النظيفة، مثل مشروع محطة "بنبان" للطاقة الشمسية الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم بطاقة تتجاوز 1.8 جيجاوات.
استثمارات بقيمة 4 مليارات دولار لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي، إلى التحديات البيئية التي تواجه العالم، مشيرًا إلى أن مصر تسعى لتكون في طليعة الدول التي تتبنى حلولًا مبتكرة ومستدامة في قطاع الطاقة، وموضحًا أن الحكومة خصصت استثمارات بقيمة 4 مليارات دولار لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص، يتم تشغيلها خلال العام المقبل.
الآفاق المستقبلية
وتعتبر محطة "أبيدوس 1" ومزارع الرياح في جبل الزيت والزعفرانة ورأس غارب نماذج حية على تحول مصر نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، ومع الاستثمارات المتزايدة في هذا القطاع، تسعى مصر إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة النظيفة، مع تعزيز التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني.
وكان رئيس الوزراء أكد في كلمته خلال الاحتفالية أن افتتاح محطة "أبيدوس 1" يمثل أكثر من مجرد إضافة إلى القدرات الإنتاجية للطاقة المتجددة في مصر، إذ يعكس تحولًا نوعيًا في كيفية إدارة واستغلال الموارد الطبيعية.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، أن هذا المشروع يأتي في إطار استراتيجية مصر الوطنية التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتوسيع قاعدة الطاقة المتجددة لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.
0 تعليق